الأقباط متحدون - ميزان الارثوذوكسيه الذهبي في الاحوال الشخصيه
أخر تحديث ٠٥:٢٥ | الاربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٤ | العدد ٣٣٣٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ميزان الارثوذوكسيه الذهبي في الاحوال الشخصيه

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: ماجد ميشيل عزيز
 اتزان الارثوذوكسيه الدقيق  في الاحوال الشخصيه
من الاعتقادات الشائعه عند غير المدققين او اصحاب الثقافه السمعيه  لا القارئين المدققين  ان العقيده الارثوذوكسيه متشدده في مسأله الطلاق  و هذا الامر غير   صحيح  و نتيجه لحملات اعلاميه مستمره منذ سنوات لغسل الادمغه  فالقوانين الارثوذكسيه المسيحيه متزنه  سواء في الطلاق او غير الطلاق لا تنحرف يمينا او يسارا لا تتشدد و لا  ترتخي كميزان الذهب فنجد ان عند اخوتنا الكاثوليك يتشددون  جدا في الطلاق  فلا طلاق ابدا حتي في حاله الزني فهم يقومون بالانفصال لا الطلاق  حتي في حاله الزني ..فهنا كلمه الطلاق قد تفرغت من مضمونها  و اصبح لا يوجد طلاق فعليا بل زواج ابدي  حتي ان امين باشا عثمان حينما اراد ان يشبه قوه علاقه الصداقه بين مصر و انجلترا شبهها بالزواج الكاثوليكي لانه لا طلاق فيه ابدا  مما تسبب في اغتياله من بعض المتطرفين لانهم فهموا انه يريد استمرار الاحتلال لللابد بسبب زله اللسان هذه

اما بعض الطوائف الاخري التي لم تتفق علي كلمه بينها فهي تترك الطلاق للاهواء الشخصيه لان  الزواج في نظرها عقد مثل عقد العمل او عقد الشقه و ليس سرا مقدسا فيه عطيه غير منظوره او نعمه من الله  فبما انك يمكن ان تترك شقتك من اجل شقه اكبر فلماذا لا تفسخ عقد زواجك من اجل زوجه اجمل ؟؟  او زوج اغني ؟؟

اما اذا نظرنا للعقيده الارثوذكسيه فهي مثل الميزان العادل لا تبرئ المذنب و لا تذنب البرئ  فالطلاق فيها حسب تعاليم السيد المسيح فالطرف الذي اذنب و ارتكب الخطيئه (  مع العلم انه غالبا شخص فعلها مرارا و تكرارا و ليست مجرد نزوه اة هفوه  و تم الفشل في اصلاحه ) هو الذي يعاقب و يتم تطليقه و تركه بلا زواج كعقاب لانه من ناحيه لا يؤتمن علي زواج جديد و من ناحيه اخري يجب ان يعاقب كنوع من الردع للاخرين و من ناحيه ثالثه هو تسبب في اذي شديد للطرف الاخر و لا يجب ان يمر الامر دون عقاب

لكن ربما يقول قائل ماذا تفعل الارثوذكسيه مع الشخص الغشاش في الزواج  الذي قام بخداع طرف اخر و غشه 
في هذه الحاله هناك بطلان الزواج فمثلا اذا تم اكتشاف ان الزوج او الزوجه كان لديه مرض خطير قبل الزواج و اخفاه مثل الجنون  او الايدز ...الخ  او كان مخصيا  او انتحل شخصيه اخر و قام بالنصب علي الطرف الاخر او في حاله الاكراه علي الزواج و هذا موجود بنسبه اكثر في حاله البنات  حينما تكره علي زوج لا تريده

هنا الزواج باطل و كأنه لم يقم اصلا فهو بني علي الغش و الباطل و لم يقع من الاساس و هنا منفذ اخر للمظلومين بهذه الطريقه
و في حاله اذا غير احد الزوجين دينه فهنا قد ارتكب ما يسمي بالزني الروحي لانه اخرج السيد المسيح من العلاقه الثلاثيه بينه و بين الطرف الاخر و اضاف دينا جديدا فهذا ايضا زني فالزني هو اضافه شريك جديد كان غير موجودا في علاقه الزواج و في العهد القديم كان  الله يطلق علي الارتداد عن اليهوديه الي ا عباده لاصنام زني

و قد شرح قداسه البابا شنوده في احدي عظاته الزني بانه كلمه مكونه من مقطعين في اليونانيه و تعني" اضافه اخر"اي اضافه شخص اخر للعلاقه الزوجيه 
و هذا يستوجب الطلاق و هنا الشريك الجديد هو العقيده الجديده التي اخرج بها السيد المسيح الذي بارك الزواج الاول

لكن في الارثوذوكسيه لا طلاق لاي سبب عارض فالعلاقه بين الزوجين غير خاضعه للاهواء الشخصيه فلا تستطيع ان تدمر اسرتك و ابناؤك و تشردهم  و تحولهم لاطفال شوارع  و تترك شريكه حياتك التي اخترتها بنفسك و تخرج المسيح من العلاقه لغرض و هوي شخصي

القانون الذي وضعه السيد المسيح بنفسه   هو قانون واضح لا يمكن الالتفاف حوله فكثير من وصايا السيد المسيح واضحه مثل ماورد  في الموعظه علي الجبل التي كان يكلم فيها الشعب العادي فكلمهم بكلام واضح ليس فيه التباس فهذاما قاله  «وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَق.
" وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.

   الكلام واضح مثل كل المكتوب في الموعظه علي الجبل فقد كان اليهود يطلقون زوجاتهم لاي سبب  ربما اذا مل منها  او وجد من هي افضل منها و الزوجه ربما تحتقر زوجها و تطلب الطلاق لتجد من هو اغني او افضل  او ذو منصب ...القانون الذي وضعه السيد المسيح يحمي الانسان من الانخداع من شهوته و طمعه فالعين لا تشبع من النظر و الانانيه تدفع الانسان للتفكيرفي نفسه فقط ..

و هذا الطمع ما جعل هيرودوس يطمع في هيروديا زوجه اخيه  فيلبس و هو حي و تزوجها و هي ايضا كانت تريد هذا الزواج و هو زواج باطل فقال له القديس يوحنا لا يحل لك مما تسبب في قطع راسه لانه قال كلام الحق و ياليت هيرودس قد اكتفي  بهيروديا بل نظر ايضا في طمع و شر الي ابنتها سالومي
في انجيل معلمنا مرقس ايضا من  طلق امرأته وتزوج بأخرى، يزنى عليها . وإن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزني" (مرقس11،10:10 ا)
الكلام واضح ليس فيه لبس و السيد المسيح  الوديع المحب  كان دقيقا و حازما في هذا الموضوع

لكن هناك مشكله تسبب فيها البشر قساه القلوب لانفسهم و هي اساءه معامله الازواج لزوجاتهم مثل حالات شاذه وسط المسيحيين من الضرب و الاهانه 
و اتذكر  في احد ي المحاضرات سؤال  وجه لقداسه البابا شنوده من ا مرأ ه انفصلت عن زوجها لمده 15 سنه و بعدت عنه بسبب سوء معاملته الشديده و لم تطلق كنسيا و  سالت البابا:هل تعود له ؟؟؟   فاجابها البابا بلا لا تعودي له

اعتقد ان البابا شنوده و هو لا يصرح باي تصريح مخالف للانجيل  ربما قد استند الي القديس بولس الرسول عن الفراق و ليس الطلاق
وأما المتزوّجون فأوصيهم لا أنا بل الربُّ أن لا تفارق المرأَة رجلها. وإن فارقتهُ فتلبث غير متزوّجة أو تصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته"  
10:7 رساله معلمنا بولس الرسول  الاولي الي اهل كوررنثوس"

  ربما في حاله الاساءه الشديد ه للزوج او للزوجه لانها في الاغلب هي الاضعف يمكن ان تفارق رجلها القاسي و لا يعتبر هذا طلاق بل فراق لكن يجب ان تبقي غير متزوجه و تحتفظ بطهاارتها  و لا تخطئ و ان لم تستطع فلتعود الي رجلها  .

ان اباحه الطلاق لاي سبب مثلما كان يفعل اليهود يدمر الاسره و يحول الازواج و الزوجات الي  الجري وراء الشهوه او الرغبه ...كما ان هناك مبالغات شديده في تصوير اعداد من لهم مشاكل طلاق من الاقباط و عندما يتم سماع احد اطراف مشكله يتم سماع طرف واحد و الاخر يتم تركه  ففي المشاكل الزوجيه بالذات يجب سماع الطرفين

و من اهم فضائل البابا الراحل مثلث الرحمات البابا شنوده  الثالث انه وقف موقفا صلبا  من الهجمات الشديده عليه بسبب تمسكه بتعاليم السيد المسيح فلم يرضي الناس لينال مدحهم و لم يرضي بعض السلطات التي اصدرت احكام ضد هذه القوانين  حتي انه كان مهدد ا بالسجن  و لم يلين و لم يتراجع و يكون بذلك قد حمي ملايين الاسر من التفكك و الانهيار مغلبا كلام الانجيل و المصلحه العامه علي اي تهديدات


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع