سادت حالة من الحزن والغضب فى مساكن أطلس بين أهالى وجيران المقدم خالد سعفان، مقدم الشرطة، الذى استشهد فى الانفجار الإرهابى، الذى شهدته منطقة «بولاق أبوالعلا»، فى محيط وزارة الخارجية، وطالبت أسرة الشهيد بما سمته «القصاص من السفاحين الذين حرقوا قلب الأسرة».
التقت «المصرى اليوم» عددا من أهالى وجيران الشهيد، وقالت نيفين محمود، شقيقته، إنه «كان الأخ الأكبر بين ٥ أشقاء ولديه ابن يدعى (عبدالرحمن)، ٣ سنوات، وزوجته حامل، وعلى وشك الولادة، والشهيد كان راعى الأسرة، وكان يقضى لهم جميع احتياجاتهم ودائما يسأل عنهم»، وطالبت وزارة الداخلية بـ«سرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة وتحقيق القصاص السريع».
وأضافت: «قبل الواقعة بيوم جاء لينام فى منزل والده وجلس يبكى بحرقة فى غرفته وعندما دخلنا عليه وسألناه قال إنه خايف على بابا قوى، ووالدنا يعانى من الأمراض منذ وقت طويل، ثم أخذ ابنه وجلس يداعبه على عكس عادته عندما يعود من العمل مرهقا، وعندما حاولنا إبعاده عنه رفض وطلب منه البقاء واللعب معه».
وتابعت: «فى هذا اليوم جلس منتظرا شقيقته حتى وصلت إلى منزل أبى، وجلس معها بعض الوقت، واتصل بى واطمأن على وعلى أبنائى ثم أخبرنى بأنه سيزورنى فى الإسماعيلية فى العيد، وكان دائما يقول لى إنتو هتعرفوا خبر موتى من التليفزيون، وبالفعل هذا هو ما حدث».
وقالت شقيقة الشهيد: «العدالة البطيئة تحمل بين طياتها منتهى الظلم، والإخوان يعتقدون أنهم سيتمكنون من الهرب من السجون قبل إنهاء محاكمتهم بسبب بطء هذه المحاكمات، ويا ويل الجماعة من انتقام الشعب».
وقالت غادة محمود، شقيقة الشهيد، إن «الشهيد يوم الواقعة أخذ سيارته الخاصة ولم ينتظر سيارة العمل قائلا إنه تأخر عن العمل، وعقب ساعتين من ذهابه عرفنا بواقعة استشهاده، وكان (محمد) طيب القلب لا يتكبر على أحد، وكان أثناء نقل الباعة الجائلين من وسط البلد يتعامل معهم بكل لطف كما قال عدد من أصدقائه».
وأضافت «غادة»: «منذ التحاق (محمد) بوزارة الداخلية وهو لا ينام جيدا ومتواجد دائما فى العمل وكان صديق العقيد ساطع النعمانى، وعندما هاجمه الإخوان فى منطقة بين السرايات قال إنه سيحدث له مثله، وحاول مساعدته وأسرته بعد الحادث».
وتابعت: «بمجرد معرفتنا خبر استشهاده طلب والده رؤيته وذهبنا به إلى المستشفى وبمجرد وقوع عينه على ابنه فقد الوعى ودخل فى غيبوبة، ولا ندرى متى سيفيق، وكان (محمد) هو عائل البيت كله فهو أكبرنا سنا فكان يتصرف فى كل مستلزمات البيت وكان يجمعنا فى بيت والدنا فى رمضان، وكان أطيب إخوته».
وشدد محمد أحمد، أحد جيران الشهيد، على أن «أكثر من افتقد الشهيد هم الأطفال وأبناء الجيران لأنه كان دائم السؤال عليهم ومجالستهم، وكان يحنو عليهم أكثر من آبائهم، ويتعامل مع كل الناس كإخوته، وكان شديد التواضع».