الأقباط متحدون - صناعة الديكتاتور «٢/٤»
أخر تحديث ٠١:١٣ | الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٣ | العدد ٣٣٣٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صناعة الديكتاتور «٢/٤»

 صناعة الديكتاتور «٢/٤»
صناعة الديكتاتور «٢/٤»

توقفت صناعة الديكتاتور فى العالم المتقدم برسوخ الديمقراطية فيه واحترامها من الجميع وتبقى صناعة الديكتاتور فى العالم الثالث، وفى معظم الأحوال يكون الرئيس شخصية تحوز إعجاب الجماهير وثقتهم، وفى الأغلب يكون لهم تاريخ نضالى أو وظيفى متميز وغالباً يكون نظيف اليدين ويتطلع إلى إصلاح الوطن وانتزاعه من براثن الفقر والجهل والمرض وأحياناً تحريره إذا كان الوطن واقعاً تحت نفوذ سياسى أو عسكرى أجنبى، ويبدأ الرئيس برنامجه السياسى والاقتصادى، غير موجود أو مدروس أصلاً، بسرعة فائقة قد تؤدى إلى نجاحات مؤقتة وسريعة ولكنها قد تؤدى إلى كوارث اقتصادية لاحقة أو مشاكل بيئية أو سكانية يصعب إصلاحها، وأحياناً يكون المشروع ناجحاً فى أجزاء منه.

المشكلة الأولى الحقيقية هى قيام مجموعات من البشر بتحويل الرئيس إلى ديكتاتور بالمعنى الكامل. المجموعة الأولى، هى مجموعة المطبلاتية وبعضهم سياسيون والبعض صحفيون وإعلاميون والبعض من بقايا نظام سابق من قيادات نقابات عمال أو فلاحين نجحوا بالتزوير وكانوا وثيقى الصلة بنظام سابق واشتركوا وتربحوا من فساده، ويتحول أعوان الديكتاتور السابق إلى أول المؤيدين والمزايدين بسبب وبدون سبب، وهم أيضاً مدافعون عن مشروعات خاطئة وقرارات ظالمة ولا يعنيهم فى شىء الاعتداء على الدستور أو تقييد الحريات. هذه نماذج معروفة فى كل بلاد العالم الثالث، وقد تثير بعض الغرائز الطبيعية فى الرئيس الذى يبدأ فى التفكير فى أنهم أكثر فهماً وذكاءً وأن كل من يخالفه فى الرأى أو ينتقده يريد ضرراً بالوطن ويضمر حقداً على الرئيس.

أما المجموعة الأخطر فى صناعة الديكتاتور فهى مجموعة كانت قريبة من الرئيس قبل توليه الحكم ومجموعة أخرى استطاعت أن تتقرب من الرئيس وتقنعه بأن لديها الحلول لتقدم البلد وحلول لحمايته وأخرى لتحطم منافسيه أو الذين ينتقدونه، وبعد فترة يصبح هؤلاء هم الحكام الحقيقيين والراعين الأساسيين للفساد وهم يدافعون عن أنفسهم بالدفاع عن الرئيس وهم لا يعرفون الاعتراض ولا المناقشة والشاطر منهم من يقرأ أفكار الرئيس وما يريده ويسرع باقتراح الفكرة.

وإذا اقترح شيئاً اعترض عليه الرئيس سارع إلى إلغاء الفكرة بل انتقادها.

بالتدريج تتكون مراكز القوى كما حدث فى سوريا والعراق والسودان ومصر حول جميع الرؤساء وأبنائهم، وهو ما حدث فى كل جمهوريات وملكيات العالم الثالث. بالتدريج يتحول الرئيس إلى نصف إله وكل الكوارث التى يسببها تنسب إلى مجلس الوزراء، الذى هو سكرتارية للرئيس، وينتهى الأمر بانفصال الرئيس تماماً عن الشارع كما حدث لمبارك والأسد وصدام والقذافى الذين لم يستطيعوا أن يروا الجماهير الهادرة فى الشوارع ولم يعتنوا حتى بالحديث إليهم.

هكذا تتم صناعة الديكتاتور الذى ينتهى بكارثة تحدث للوطن وله شخصياً.. ولكن كيف تمنع صناعة الديكتاتور. وإلى الأسبوع القادم.

قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع