الأقباط متحدون - وصــــايا الرب وسيلــــة ...... وليست هدفـــــا!!
أخر تحديث ١٩:٥٧ | الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٣ | العدد ٣٣٣٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وصــــايا الرب وسيلــــة ...... وليست هدفـــــا!!

بقلم: نبيل المقدس
إن الاستشهاد المسيحى هو برهان عملى على صحة قول السيد المسيح له المجد : " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.. "(يو12: 24) .. ويقول القديس يوستينوس الشهيد والمذكور في أحد المواقع الإلكترونية : [ها أنت تستطيع أن ترى بوضوح أنه حينما تقطع رؤوسنا ونُصلب ، ونلقى للوحوش المفترسة ، ونقيد بالسلاسل ، ونلقى فى النار ، وكل أنواع التعذيب ,وإختطاف سيداتنا وإخذهن سبايا , أننا لا نترك إيماننا ....  بل بقدر ما نعاقب بهذه الضيقات ، بقدر ما ينضم مسيحيون أكثر إلى الايمان باسم يسوع المسيح ٍ]. .... إنالكرّام يقطع أغصان الكرمة التى تحمل ثماراً ، حتى تنمو أغصان أخرى . وهذا يجعلها أكثر حيوية وأكثر اثماراً . وهذا ما يحدث معنا . فالكرمة التى غرست بواسطة الله مخلصنا يسوع المسيح هو شعب الكنيسة] .

لقد آمن الكثير بسبب آلام الشهداء وموتهم وخطف سيداتهم، بما صاحب استشهادهم من معجزات ، وما أظهروه من ثبات واحتمال وصبر.... وليس من المبالغة فى شئ .. إن أفصحنا جهرا وبثبات وبكل تأكيد: "أن الايمان المسيحى انتشر فى العالم كله بإستشهاد المؤمنينفي الـ 400 سنة الأولي بعد الميلاد ، أكثر مما انتشر بوعظ المبشرين وتعليمهم" ... فدماء الشهداء رَوتْ بذار الإيمان فنما الايمان وأتى بثمار كثيرة من أجل  ملكوت الله .

 الشهداء قدموا برهاناً عملياً على صدق تعاليم المسيحية وفضائلها ...وكما تختبر المعادن بالنار ، كذلك تختبر الفضائل بالآلام والضيقات ... وكانت الاضطهادات العنيفة التى قاستها المسيحية ، برهاناً على أصالة فضائلها . ويقول يوسابيوس المؤرخ الكنسى من نفس الموقع و الذى عاش وسط الاضطهادات بخصوص "عفة وطهارة العذارى والنساء" : [ لم يكن النساء أقل من الرجال بسالة فى الدفاع عن تعاليم الكلمة الإلهية ،إذ اشتركن فى النضال مع الرجال.ونلن معهم نصيباً متساوياً منالأكاليل من أجل الفضيلة . وعندما كانوا يجروهن لأغراض دنسة ، كن يفضلن تسليم حياتهن للموت عن تسليم أجسادهن للنجاسة ] !! .

لكن ليس معني هذا أن نترك الكارهين لعقيدتنا أن نتعامل معه بما اوصاه الرب لنا في انجيل متي 5 : 38 – 48 ,بإعتبارها من أكثر الفضائل تميّزاً في المسيحية ,لكي يسود علينا , وينزع عقيدتنا .[سَمِعتُم أَنَّه قيل: العَينُ بِالعَين والسِّنُّ بِالسِّنّ  , أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. ومَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضاً. 41ومَن سَخَّرَكَ أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِداً. فسِرْ معَه ميلَيْن.]

 ويقول احد علماء العقيدة : علينا أن ندرك ان "الوصية في الكتاب المقدس , هي عبارة عن "وسيلة" وليست "هدفا " ... فقد قال السيد المسيح  في انجيل متي 9 : 13 : "فهَلاَّ تَتعلَّمونَ مَعْنى هذه الآية: ((إِنَّما أُريدُ الرَّحمَةَ لا الذَّبيحَة ))، فإِنِّي ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبْرارَ، بَلِ الخاطِئين. " .فالوصية ليست بالسيفالمُسلط علي رؤوسنا من قبل الله... فليس هدفه ان يحصي لنا عدد مرات طاعة الوصية , او عدد مرات عصيانها.فنحن نطيع الوصايــا لا بذِلــة العبيــد بل بخضوع الابنــاء , وعلينا أننفهم أن ارادة وهدف الله من هذه الوصايا هي لسلامتنا .. لذلك نحن بحاجه الى ان نأخذ روح الوصيه لا حرفية كلماتها. فلو حاولنا أن نتوصل إلي مفهوم هذه الوصايا, علينا  ان ندرك نوعية المعيشة وثقافة هذا العصر ...  فقد كان القتل الجماعي هو السائد في ذلك الوقت وخصوصا˝ لأخذ الثأر .. واحد من قبيلة معينة يتم قتله في هذا الوقت  تقوم قبيلة هذا الشخصبإبادة  القبيلة  الأخري بالكامل.. أي ربما يحدث إبادة قبيلة كاملة  نتيجة خطأ صادر من فرد واحد. لذلك جاء الناموس لكي ينظم هذه الامور ويضع التوازن بين الجريمة والعقاب فقال عين بعين وسن بسن ... وعلينا أن ندرك أن الرب يسوع لم يرفض تطبيق هذه القانون.

من هذه القراءات السابقة جاء الوقت أن نسأل انفسنا نحو موقفنا من الإرهاب الذي يهدد مصر وبصفة خاصة نحن المسيحيين الموجودين حاليا في مصر ... هل لو تم بعد الشر استقواء الإرهاب فى مصر وسيطر علي المؤسسات العسكرية والحكومية وتم لطمنا علي خدنا الأيمن .. نحول لهم الأيسر ؟؟؟؟
 ذكرت في بداية حديثي ان الوصية هي وسيلة لهدف ..  وهدف الوصية  في هذه الحالة هىالقضاء علي الإرهاب الواقع علينا عموما  , وأضطهادات للمسيحيين خاصة وتعرضهم للقتل إن لم يبدلوا عقيدتهم من هؤلاء الغزاة الإرهابيين ... فعلينا ان نقاتلهم وندافع عن مستقبل ابنائنا ...وسوف نستمر في البناء لإقامة مصر الجديدة المدنية .. وسوف نعيد لجيشنا وأمننا عظمته وكبريائه  .. وسوف نعيد سمعة مصر الخارجية حتي تسترد مكانتها السياسية بين الدول ... بهذه الطريقة نحن كمسيحيين لم نحيد عن الوصية لأن ما نقوم به من دفاع هي ليس للقتل بذاته بل لسلامة البشر والإحتفاظ بما نؤمن به من عقيدة حتي ولو طُلب منا الإستشهـــــــــــاد . 

   عقيدتنا علي قدر ثبوتها منذ اكثر من 2000 سنة وسط الإضطهادات والنبذ والقتل .. إلا انها جذبت وماتزال تجذب الملايين من جميع الشعوب .. كما أنها تتميز بالتطور والتقدم ... لكن اتمني ان يكون هذا التطور ايجابيا لصالح الإنسان ... ووطنه .............. !!
فعلا .... مبارك شعبي مصر .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter