الأقباط متحدون - تحاليل نبذ العنف
أخر تحديث ٠٦:٢٤ | الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٣ | العدد ٣٣٣٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تحاليل نبذ العنف

الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى

بقلم : مينا ملاك عازر

السيسي لا يمانع من قبول الإخوان وأنصارهم في الحياة السياسية حال نبذ العنف هذا ما صرح به الرئيس السيسي، وهاجت الدنيا، وماج النشطاء الأقباط الداعمين له في أمريكا، وأخذوا ينذروه ويذكروه بما آل إليه الرئيس السادات، وكيف أنه أطلق الإسلاميين وقتلوه، وبعيداً عن اندهاشي من عدم الحنكة السياسية في التشبيه الذي اوحى لكاتب الخبر أن يكتب عنوانه ليبدو أن النشطاء الأقباط يهددون حياة السيسي حال قبوله الإسلاميين، نابذي العنف، بعيداً عن أن الفارق كبير بين قاتلي السادات والقاتلين اليوم، فقاتلي السادات قتلوه لأيديولوجية السلام مع إسرائيل، أما من يريدون قتل السيسي يقتلون كل من يؤسس لقيام دولة ويحميها، بدليل قتلهم لضباط الجيش والشرطة، يستهدفون التخريب والتدمير في بنية الدولة بدليل محاولاتهم السمتمرة لإيقاف القطارات وتخريب المنشئات الحكومية وإيقاف الدراسة في المدارس وإعاقتها في الجامعات.

اقول بعيداً عن هذا كله، أحب أن أركز الضوء عن رد فعل الإسلاميين المستهدفين والمنتظر منهم من قِبل الرئيس السيسي أن ينبذوا العنف فقد نفوا عن أنفسهم في الأساس أنهم ينتهجون منهج عنيف!!!؟ آدي هم كده أحرجوا السيسي، وطلعوه هو إللي عنيف، وده على حد قول أحدهم لل بي بي سي، ناهيك عن أنهم ظنوا أننا بحاجة لهم، وبحاجة لمصالحتهم، وهذا يزيدهم قوة وتشدداً، فالسؤال إذن للرئيس السيسي، لماذا هذا التهور السياسي؟ وأنت الذي تعلم ما لا نعلمه مخابراتياً، ولا تتكأ على هذا، وتتحجج بأنك لكونك تعلم ما لا نعلمه قلت هذا، فها نحن نرى النتيجة؟ كما أن تصريحك هذا، في هذا الوقت أوحى للكل أنك خائف من أمريكا التي أنت ذاهب لها في عقر دارها، حيث الأمم المتحدة التي ستلقي بها خطاباً، وأنك قلق من مظاهرات الإخوان، لماذا راهنت على حصان خاسر لا محال، فقد سبق وطمأنك الجميع أنه سيحشدون وراءك، ويقفون لدعمك، وسنكون لهم الند بالند في نيويورك، فلما اقترفت هذا الذنب العظيم؟

ثم اسمح لي سيادة الرئيس، كيف ستعرف أنهم نبذوا العنف؟ هل بعد توقفهم سنة عن تفجيراتهم؟ وقتل جنودك وترويع المدنيين الذين اختاروك، هل عملية التفجير الذي تم قرب وزارة الخارجية تعتبرها نبذاً للعنف، وخاصةً أنها جاءت رداً على دعوتك، أي تبرير في هذا الصدد؟ مؤسف سيادة الرئيس، مؤسف أنك تبدو وكأنك تظن أو تأمل في أنهم سينبذون العنف!

أعود وأسأل، كيف سنتأكد وما الشواهد والأدلة أنهم نبذوا العنف؟ فرأينا الزمر وعبد الماجد يخرجون من السجون فيعودون ويحرضون عليه، ألم تتعظ من أولائك الذين اخرجهم القذافي والأسد في ليبيا وسوريا نابذين العنف، مدعين هكذا، فانقلبوا عليه، وجاءت طعنتهما على أيديهم، أنا لا أهددك كما هددونك بمصير السادات، ولكن أندهش من أنك تنتظر منهم نبذ العنف، والعنف في جوهره فكر وإيمان لديهم مرتكز على قواعد إيمانية بغض النظر عن صحتها أو خطأها لكنها وكرت في القلب، فمن أين لك أن تعرف وتتأكد يقيناً أنهم نبذوا العنف؟ هل ستجري لهم في معامل التحليل تحاليل نبذ العنف لترى أنه أنسحب من دمهم لأنك تعلم أن العنف لهم أقرب من حبل الوريد أم أن الوعود والعهود التي بينك وبين برهامي والتي تحدث عنها هي التي ستضمن لك نبذ العنف، فاخبرنا إذن بتلك الوعود والعهود التي قطعتها، فهي ليست وعوداً وعهود شخصية، فلقد قطعتها بصفتك رئيس مصر وعليه يجب التزامك الشفافية أمام من وضعوك في هذا المنصب.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter