الأقباط متحدون - مهما غرامك لوّعني
أخر تحديث ٠١:٥١ | الاثنين ٢٢ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٢ | العدد ٣٣٣٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مهما غرامك لوّعني

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

علي سالم
يقول هذا الجزء من الأغنية: «وعمري ما اشكي من حبك.. مهما غرامك لوّعني». كفاك الله وإيانا شر الملاوعة والتلويع. الأغنية كما ترى تصف المحب وقد أعلن تنازله عن حق أصيل من حقوقه الإنسانية وهو أن يشكو مما يحدثه الحبيب من خسائر نفسية جسيمة له، هو يستعذب حالة الألم والملاوعة التي يسببها له الحبيب، ولذلك يتعهد بألا يشكو من هذا الحب..

وفي العامية المصرية نقول عن بعض الزوجات السيئات (الشر برّه وبعيد) إنها «ساقت اللوَع» أو «ساقت العوج». العوج هنا بمعنى عدم السير في الطرق المستقيمة والغرام بالسير في الحواري المتعرجة والطرق الجانبية. السؤال هو: هل يتحمل المحب اللوَع والملاوعة والتلويع بسبب الحب.. أم هو أصلا يحب اللوَع والملاوعة ويبحث عنهما بكل الطرق إلى أن يجدهما في الحب؟
ذات يوم سألني أحد زملائي: هل الفكرة سابقة على الفعل، أم أن الفعل هو السابق على الفكرة؟
فقلت على الفور: الفكرة طبعا هي السابقة على الفعل.

فقال: غير صحيح.. الإنسان اخترع العجلة في البداية ثم فكر بعد ذلك في نظريتها.. مع العلم أن الطبيعة ليس فيها شيء يشبه العجلة.
أخرج من ذلك إلى أن اللوَع مقصود لذاته في أحيان كثيرة.. عندك مثلا المفاوضات الأميركية الإيرانية حول المشاريع الذرية الإيرانية، ما الذي جعل هذه المفاوضات تمتد وتمتد وكأنه لا نهاية لها؟

تصرح إيران من باب اللوَع بأن مشاريعها الذرية سلامية تماما، هذا هو بالطبع هدف أميركا والعالم كله، يعني: الهدفان متطابقان، فلماذا هذا الامتداد والتطويل؟
السبب هو اللوَع، الاستمتاع باللوَع والملاوعة.. من أي طرف؟
الطرف المتطرف. التطرف في الحب أو الكراهية ينتج حالة من الاستمتاع باللوَع والعمل على إدامته. أنتقل لمشهد آخر، السيد حسن روحاني رئيس الجمهورية الإيرانية، أخذ على أميركا أنها لم تشترك بجيوشها على الأرض ضد جماعة «داعش». وقال إن الحروب تتطلب التضحيات، وهذا ما نوافقه عليه بشدة، والسؤال هنا هو: هل التضحيات هي فقط التضحية بحياة البشر؟

ألا يمكن أن نحسب ما يدفعه المواطن الأميركي بوصفه تضحيات، وهل السيد الرئيس يخشى على سمعة أميركا من الاتهامات التي ستوجه إليها «يلّه يا أميركا يا وحشة.. يا اللي ما نزلتيش بجنودك على الأرض عشان نقتلهم لك بسهولة». ترى ما هي الاتهامات التي كانت ستوجهها طهران إلى أميركا في حالة نزولها بجنودها على الأرض؟.. لقد كشف الشيطان الأكبر عن وجهه الحقيقي، أميركا تريد احتلال بلادنا.. لو كانت جادة حقا في رغبتها في مساعدة أهل المنطقة، فلماذا تحتل بلادنا؟ لماذا لم تكتف بمساعدتنا بمدنا بالأسلحة والعتاد اللازم للقضاء على «داعش»؟

يا سيدي الرئيس.. أعتقد أنه جاء الوقت لكي تعلن إيران عودتها لتكون دولة من دول العالم الحر.. أنت وأصدقاؤك يا سيدي الرئيس.. اقفزوا بالخيال إلى النتائج، هزيمة «داعش» مؤكدة.. بعدها سيتجه العالم كله للقضاء على بقية الجماعات المتطرفة، كما سيطارد بالتأكيد الأفكار المتطرفة في كل مكان. كونوا مع العالم يا سيدي.. كونوا معنا.
نقلآ عن الشرق الأوسط


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع