عرض - سامية عياد
قداسة البابا تواضروس الثانى يحدثنا عن ثلاثة أضلاع للإيمان المسيحى رأسه الدم وقاعدتاه الدموع والعرق...
الدموع هى حياة الصلاة "ينبغى أن نصلى كل حين ولا نمل"
فالصلاة تجعل الإنسان فى ارتباط دائم مع الله وذلك من خلال صلواته الفردية والمحفوظة وصلوات الأسرار والمدائح والتسابيح ، وترتبط الصلاة بالشكر والفرح، وإذا اختلطت الصلاة بالدموع تكون صلاة رفيعة المستوى ، فدمعة إنسان تائب لؤلؤة فى عين الرب ، وكم مؤثرا أمام الله مشهد الصلاة المقترنة بالدموع وكما يقول الكتاب "حولى عنى عينيك فإنهما قد غلبتانى".
أما العرق فهو تعبيرا عن الجهد والتعب والخدمة ، فملعون من يعمل عمل الرب برخاء لأن الرخاوة لا تمسك صيدا ، أما ثروة الإنسان الكريمة فهى الاجتهاد الذى يعنى الالتزام بالمبادىء الروحية والتوبة وممارسة الأسرار المقدسة وتنفيذ كلمة الله كما جاءت فى الإنجيل .
وعن الدم يقول قداسة البابا تواضروس الثانى الكنيسة تأسست بدم الشهيد مارمرقس الرسول وارتوت بدماء الشهداء، الذين لا حصر لهم ، لذلك يطلق على الكنيسة القبطية أم الشهداء جميلة ، فالتاريخ يحمل لنا شهداء كثيرين نذكر منهم الشهيد مارجرجس والأمير تادرس وفتيات مثل دميانة ومهرائيل، وأطفال مثل أبانوب وأسر بأكملها مثل الأم دولاجى وأولادها
لدينا أيضا القديس موريس الذى جاء الى سويسرا فى القرن الثالث الميلادى وشهد للمسيح هناك والقديسة فيرينا التى جاءت مع الكتيبة الطبية وخدمت هذه البلاد وعلمت أهلها الاستحمام وتمشيط الشعر ونالت اكليل الشهادة وغيرهم من الشهداء الذى يمتلىء بهم تاريخ كنيستنا.
والاستشهاد درجات إما بالكلام أو السلوك أو الاعتراف أو بالدم ، ويقصد الاستشهاد بالكلام الشهادة للحق والدفاع عن الإيمان أما السلوك هو الشهادة للمسيح بأعمالنا "لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات" ، أما الاعتراف هو التمسك بالإيمان والاستعداد للموت من أجل المسيح ، ويبقى الدم الذى يعنى تقديم الإنسان حياته عن المسيح بفرح وفخر.
نحن أبناء الشهداء الذين قدموا الدموع والعرق والدم فلا يجب أن ننسى جذورنا .. وعلينا أن نحقق ثلاثية الإيمان المسيحى