الأقباط متحدون - تفكير دينى جديد
أخر تحديث ٠١:٢٤ | الاربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٧ | العدد ٣٣٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تفكير دينى جديد

حلمى النمنم
حلمى النمنم

لن أمل من القول بأن «داعش» هو الطبعة الجديدة من جماعة الإخوان، ولم يكن غريبا أن يصيح أحد قادة الإخوان من قفص الاتهام قبل حوالى شهر «نحن داعش مصر» صحيح أن جماعة الإخوان منذ حسن البنا، كانت تمتلك وجهاً مراوغاً يوارى السكين والسيف، لكن داعش تخلص من تلك المراوغة، وأعلن الحقيقة سافرة ومباشرة، لنجد أنفسنا ونتذكر جيدا أننا أمام كتلة أحمد ماهر والخازندار والنقراشى ومحاولة قتل عبدالناصر ومحاولة ذبح نجيب محفوظ، الذى تغير اسم القاتل واسم الذبيح، لكن الجزار واحد، داعش وضعنا أمام الحقيقة مباشرة بلا مراوغة وبلا مداهنة. والواضح أننا نكرر نفس رد الفعل، استنفار أمنى أو عسكرى ثم خطاب عن أن هؤلاء لا يمثلون الإسلام ولا يعبرون عن روحه، وهذا صحيح، ثم نفاجأ بأن الإرهاب يتناسخ ويتوالد، بعضهم من بعض، وهذه المرة راح الرئيس الفرنسى هولاند يعلن أن «داعش» لا يمثلون الإسلام، وعلى نهجه قال أوباما ثم وزير خارجيته جون كيرى، نرى ماذا يبقى لنا لنقوله بعدهم؟!

نحن أمام مشكلة تخصنا فى المقام الأول، لأنها تهدد أوطاننا ومجتمعاتنا وثقافتنا، وأكاد أقول تهدد ديننا أيضا، لدينا أناس يغوصون فى بعض تاريخنا وبعض جوانب السلف ليستخرجوا منها أفكار الذبح والتكفير وسفك الدماء، الداعشيون وكل أتباع البنا وقطب يرددون أنهم يلتزمون حكم الله وأنهم ينفذون ما أمر به القرآن الكريم، وتتلقف بعض دوائر الاستشراق ذلك لتشن غارة على الإسلام ذاته، ويتلقفه بعض شبابنا لينتهوا ملحدين أو هكذا يزعمون.. ولابد من القول إننا نساعد على ذلك، تعليميا وثقافيا وفقهيا، مازال تلاميذ المدارس يدرسون مقولة الحجاج «إنى أرى رؤوسا قد أينعت وإنى لقاطفها» باعتبارها دليل بلاغة ونموذجاً لقوة الخطابة ولا ننتبه أنها قيلت من على المنبر وقيلت لمسلمين كانوا قريبى العهد من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا تدين مناهج التعليم ذلك القول.

المشكلة فقهية وثقافية، لكن البعض يذهب إلى أن الفقر هو السبب وأن الاستبداد السياسى سبب آخر، والمؤكد أن أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى لم يتعرض أى منهما للفقر ولا للتهميش وبن لادن عاش شبابه فى أوروبا، أى لم يعان الاستبداد السياسى، والبغدادى الآن يمتلك مئات الملايين من الدولارات.. ولو كان الأمر يعود إلى الفقر والاستبداد، لظهر فى مصر زمن المماليك مئات من البغدادى وحسن البنا، حيث كان الفقر مستحكماً وكانت المجاعات تحصد الآلاف يومياً، لا أقلل من كارثية الاستبداد السياسى والاجتماعى ولا من خطورة الفقر، لكن الاستبداد والفقر ليسا جديدين وهما فى مجتمعات أخرى كثيرة ولا تنتج الإرهاب الداعشى، تنتج سعيا نحو الحرية والتنمية والعدالة.

نحن نحتاج إلى تفكير دينى جديد، يقوم على تجديد حقيقى، ويسمح لنا بالدخول إلى العصر بوجه لا يكفر الآخرين ولا ينزع منهم الحياة، وهذا دور علماء الأزهر الشريف وكبار المفكرين والمثقفين، والآن نتحدث كثيرا عن تجديد الخطاب الدينى وننسى أن الخطاب هو تعبير عن تفكير معين، ولن نجدد الخطاب بتفكير قديم، المشكلة مثارة منذ عقود، لكن التعامل معها كان يتم بمنطق المزايدة على الإرهابيين فى الدين وبالدين وتلك كانت سياسة الحزب الوطنى، فكانت النتيجة مزيداً من التشدد والعنف، نحتاج تجديداً أو اجتهاداً حقيقياً يحول دون بروز أفكار التكفير والإرهاب، المهمة صعبة وثقيلة، لكن هذا دور علماء الأزهر وكبار المفكرين، والأمر يحتاج إلى تفصيل أكثر، لا يحتمله هذاالمقال.

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع