"مبارك" رأس مجلس إدارة مجلة "القوات الجوية".. ومقاله بـ"وول ستريت جورنال" لم يكن الأول
عنوان مكتوب ببنط عريض، ومساحة مميزة وبارزة في صدر الجريدة، رئيس تحرير يستغنى عن مقالته الافتتاحية من أجل "سواد" كلمة مكتوبة بقلمه، كلمة استغرقت ما يكفي من وقت لإعدادها ومراجعة أفكاره من مستشارين سياسيين واقتصاديين، تعقبها مراجعة أخرى صارمة للصياغة واللغة من متخصصين وخبراء، بعدها تسلم في مظروف رسمي وفي سرية للجريدة، ليس في الأمر مبالغة أو تهويل، فكاتب المقال رئيس الجمهورية.
"السيسي" في أول ظهور صحفي
على صفحات "ديلي نيوز"، الصادرة في مصر باللغة الإنجليزية، كان "الاستقرار والاستثمار والنمو"، عنوان أول مقال لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بعد مرور أول 100 يوم من فترة رئاسته لمصر، حمل فيه رسائل واقتصادية وسياسية لمجتمع رجال الأعمال والاستثمار في مؤتمر "اليورو مني"، فكانت مقالة ورسالة طمأنينة للخارج، حملها "السيسي" كمتحدث رسمي باسم شعب مصر، وحدد أهداف واضحة، وهي: "وصول معدل النمو الحقيقي إلى 6 في المائة، والسعي لخفض وخفض عجز الموازنة من 13.7% إلى 10%، ووعد بإجراء الانتخابات البرلمانية في المستقبل القريب"، ليتقمص الرئيس دوره الصحفي، في أول مقال على صفحات الجرائد، في لافتة نادرة من رئيس دولة، ولكنها ليست سابقة.
"السادات" رأس تحرير "الجمهورية".. و"مبارك" كتب مقالات عن نصر أكتوبر
"مبارك" رئيس مجلس إدارة مجلة
"السيسي" ليس أول رئيس دولة يكتب مقالا صحفيا، ويبتعد عن طرق تقليدية ومعتادة في تواصل الحكام بشعوبهم أو بقيادات وشعوب ومسؤولين في دول أخرى، كـ"الخطابات والمؤتمرات الصحفية، واللقاءات التلفزيونية، والرسائل، والبرقيات"، فكان للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مقال افتتاحي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في يونيو عام 2009، وعنوانه: "حان الوقت لإقرار السلام"، وطرح فيه رؤيته لكيفية تحقيق السلام في المنطقة، مؤكدًا أن "التسوية التاريخية في المتناول، وهي تسوية تعطي الفلسطينيين دولة خاصة بهم والتحرر من الاحتلال، بينما تعطي إسرائيل الاعتراف والأمن حتى تعيش في سلام"، وأثار المقال ضجة وقتها في وسائل إعلام مصرية وعالمية، باعتباره المقال الأول من نوعه لمبارك بعد ما يقرب من 3 عقود له في الحكم، لكن المفاجأة كانت أيضا، بأنها لم تكن المرة الأولى التي يكتب فيها "مبارك" مقالًا صحفيًا، فكان لقائد القوات الجوية السابق، مجموعة مقالات استراتيجية وعسكرية بعنوان: "الطريق إلى نصر أكتوبر"، كتبها خلال الفترة الممتدة من عام 1969 وحتى منتصف السبعينيات، ونشرت وقتها بمجلة "القوات الجوية"، وهي مجلة عسكرية ثقافية، كانت تصدر كل ثلاثة شهور، كما كشفت المقالات ووثائق مجلة القوات الجوية، أن "مبارك" وقتها كان برتبة عميد طيار، وشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجلة من سبتمبر حتى ديسمبر 1969، وظل يكتب في المجلة حتى مايو 1976، ومن عناوين مقالاته: " ذكريات النصر، ومن نصر إلي نصر، وسجل في الخلود، ومبادئ لا تموت".
"السادات" كان صحفيا بالمصور.. وكتب سلسة مقالات بعنوان: "30 شهر في السجن"
"السادات" رئيس تحرير
من سلسلة مقالات "30 شهر في السجن" لـ"السادات"
وإن كان "مبارك"، برز ككاتب للمقالات الاستراتيجية والسياسية، ورئيس لمجلس إدارة مجلة القوات الجوية، فكان الرئيس الراحل أنور السادات، صحفيا وإعلاميا من نوع فريد، فهو المذيع الذي قرأ بيان ثورة 23 يوليو في الإذاعة المصرية، والمتحدث الجيد، إضافة إلى كونه صحفيًا بارعًا، وبالعودة إلى عام ١٩٤٦، واتهام "السادات" في قضية مقتل أمين عثمان، صاحب قصة "الزواج الكاثوليكي" بالاستعمار الإنجليزي، وبعد قضاء "السادات" ٣١ شهرًا بالسجن، حكم عليه بعدها بالبراءة، فالتحق عقب خروجه بالعمل الصحفي، وعمل بجريدة المصور، وكتب فيها سلسلة مقالات دورية بعنوان: "٣٠ شهرا في السجن- بقلم: اليوزباشي أنور السادات"، وعقب ثورة 23 يوليو، تولى منصب رئيس تحرير جريدة الجمهورية من عام 1955 إلى عام 1956.
"فولتير رجل الحرية".. مقال بقلم جمال عبد الناصر
بقلم: جمال عبد الناصر
عقب التحاق جمال عبد الناصر في عام ١٩٣٣ بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة، كان له نشاطه السياسي، كما انتخب رئيسًا لاتحاد مدارس النهضة الثانوية، ووقتها ظهر شغفه بالقراءة في التاريخ، فقرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوس قيصر" و"غاندي"، ورواية البؤساء لـ "فيكتور هيوجو" وقصة مدينتين لـ "شارلز ديكنز"، كما قرأ عن الثورة الفرنسية و"روسو" و"فولتير"، حتى حانت اللحظة ليعبر عما قرأه ككاتب للمقال الصحفي بمجلة المدرسة، فكتب مقاله بعنوان "فولتير رجل الحرية"، وهو طالب بالثانوية العامة.