قرأت منذ بضعة أيام خبرا عن تبنى التيار الشعبى إرسال عدة أتوبيسات لزيارة منطقة حفر قناة السويس الجديدة، وقرأت فى نفس الخبر أن حمدين صباحى أوصى الشباب إنهم يحفروا بإيدهم، كما قرأت أنه توجه لشراء شهادات القناة لحفيدته.. العجيب أن هذا الخبر فات وعدّى دون أن يتوقف أمامه أى إعلامى.. يعنى هذا الرجل نمسكه نشلفطه أثناء مرحلة الانتخابات، وعندما يبدر منه موقف شديد الوطنية نطنش ولا كأننا عرفنا حاجة؟!.. ماذا هذا الإعلام الكلشنكان؟.. أم تراه إعلام عينه على الرئيس، ومن شدة ابتغاء مرضاته يخشون امتداح منافسه فى الانتخابات؟.. وهل السيسى سيغضبه امتداح حمدين فى موقفه هذا؟.. لا أعتقد، فالسيسى رجل راقى ولارج، والأهم هو تشجيع الحس الوطنى عند كل من كان معارضا لتوليه الحكم خوفا مما أسموه «حكم العسكر».. لم نسمع من البرادعى أى تعليق على مشروع حفر القناة.. ولا سمعنا من حمزاوى ولا من خالد على، رغم أن حفر القناة مشروع وطنى ونتائجه الإيجابية على اقتصادنا معروفة ونراها قبل حدوثها.. فكيف إذن نساوى بين هؤلاء المفروسين من المشروع وبين من يوصى أتباعه بأن يحفروا بأيديهم هناك؟!.. لماذا دائما ننشن فى المكان الغلط؟.. ندعو للمصالحة مع من أثبتوا كراهيتهم لنا وللوطن ونتجاهل أن نمد أيدينا لمن كانوا يخشون الحكم العسكرى لكنهم لا يقلون وطنية عنا؟.. هناك الكثيرون ممن كانوا يرفضون ترشح السيسى لمجرد خلفيته العسكرية ولكنهم قطعا فرحون بما قدمه من مشاريع حتى الآن رغم قصر المدة الزمنية منذ توليه.. لماذا لا نشجعهم على البوح بتأييدهم لتلك المشاريع؟.. لماذا لا نحييهم على عدم المكابرة وتغليبهم للصالح الوطنى؟.. مش كان ممكن يشككوا كما شكك المتشكشكين فى نظرهم؟.. ومن جهة أخرى أتمنى من التيارالشعبى استمرارا لعدم المكابرة أن يبادروا بزيارات لأكاديمية ناصر العسكرية ليعلموا إلى أى مدى كان تفكيرهم قاصرا عندما تصوروا أن الجيش «مالوش فى السياسة» وأن وظيفته حماية الحدود فقط، وياحبذا لو يسجلوا دورات الدفاع الوطنى هناك ليعلموا إلى أى مدى الجيش غرقان لشوشته فى السياسة علما وممارسة... ليس كل من قلق من ترشح السيسى خائنا، وليس كل من خشى الحكم العسكرى كارها للجيش.. منهم من حسبها غلط ومنهم من تسرع بحكمه ومنهم سذج سياسيا.. لماذا لا نحييهم الآن وقد غلّبوا شعورهم الوطنى وأبدوا تحمسهم لما يطرحه السيسى من مشروعات؟..أما آن الأوان لنتوحد بجد؟.. ما المانع أن يكون هناك تنوع فى الصف الوطنى مع الحفاظ على اصطفافه؟.. وحتى لا يؤخذ كلامى فى مجرى آخر، أنا لا أتضمن السلفيين فى هذا الصف!.. لقد توقفت أمام واقعة السيدة العجوز التى أطلقت زغرودة فى البنك بعد شرائها شهادة القناة فخبطها سلفى على كتفها ليمنعها من ذلك.. لقد زغردت دليلا على أن شراءها للشهادات كان حبا فى البلد وفى السيسى بينما هو بنهره إياها أثبت أنه أتى طمعا فى الفائدة المرتفعة للشهادات فقط وإلا لما استفزته زغرودة السيدة.. وهكذا جميع السلفيين، يكرهوننا ويكرهون السيسى، والوطن لا يعنيهم.. لذلك، فاليد الممدودة لابد أن تمتد للأشخاص الصح، الذين يشاركوننا نفس العقيدة الوطنية حتى لو اختلف المذهب.. لماذا لا نحيى حمدين ونثمن على موقفه؟.. لماذا لم نُحَىّ التيار الشعبى لتنظيمه تلك الزيارات للقناة؟.. كيف نساوى بين الذين يعملون والذين لا يعملون؟!..أرجو أن نكون من الذكاء فلا نصبح مثل الذى تاه منه ابنه فظل يناشده فى الجرائد أن يعود إليه، فلما عاد إليه عمل نفسه مش فارقة معاه!