الأقباط متحدون - هوامش على دفتر السفر3
أخر تحديث ٠٠:٣٨ | الاثنين ١٥ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٥ | العدد ٣٣٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هوامش على دفتر السفر3

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
من بين ما لاحظته أثناء سفري، وابتعادي عن مآسي السياسة وأزمات الاقتصاد، وصعقات الإرهاب، وتفاؤلنا وتشاؤمنا من المستقبل غير ما لاحظته من مأساة الأطفال المصريين في تربيتهم على أيدي آباء يسيئون التعامل معهم وتوجيههم وتربيتهم كذلك، وحال العمال الذي يعكس كما رأيت حال الشعب المصري وعلاقته مع الرئيس السيسي ومع الآخر بشكل عام، رصدت أيضاً شيء غريب جداً

أنه وقت أن عاد التيار الكهربائي، فعمل التلفاز وكنت قد دخلت لتوي إلى غرفتي فوجدت قناة ناشونال جيوجرافي- أكثر ما شاهدته طوال السفر- المهم وجدت القناة تعرض لتجربة توليد الكهرباء من خلال ضغط الماره على البلاط الذي يتحول من خلال مغناطيس في ملف نحاسي لطاقة كهربائية مولدة تنير الطرقات، هذا أوقفني مذهولاً، فهل اهتم أحد بتجربة كهذه؟ هل القدر يريد أن يطمئنني أن العالم كله يفكر في مسألة الطاقة.

أما ما أستوقفني أيضاً، أن السياحة وكما رأيت في المكان الذي كنت فيه عادت بشكل طيب، إذ انتشر السواح من جنسيات روسية وبلا روسية والمانية بشكل كبير لا أعرف إن كان هذا هو حال كل الفنادق في المنطقة أم لا

لكن كان هذا بادياً جداً لي، وهو ما أقلقني أن ينفروا من الحالة السيئة من انقطاع الكهرباء وسوء إدارة المكان وقلة تنوع الطعام، ما ينفر أي سائح، وهذا استلفت نظري إذ كنت أتوقع خدمة متميزة وجودة عالية في أنواع الطعام للاحتفال بالسواح الكُثر ولكنني سرعان ما اكتشفت أن ثمة اهتمام بطلبات السواح أكثر من طلبات المصريين، وهذا أساءني جداً، لا أخفي عليكم صحيح رداءة مستوى الطعام كانت على كل المصريين والأجانب لكن أساءني رداءة مستوى الخدمة من بعض العاملين خصوصاً لو  الخدمة موجهة لمصري.

وبمناسبة العاملين، استوقفني جداً أن معظمهم يجيدون الروسية من مقدم الحفلات وعامل الدي جيي وحتى عامل الهاوس كيبينج، وهو ما يدفعني للفخر بالمصريين أنهم قادرين على تعلم لغات كثيرة، ولم يعتمدوا فقط على الإنجليزية اللغة الأكثر شيوعاً للتواصل، وهذا قد يرجع لحسن فطنة المصريين بأن الإنسان يعتز بلغته أو لجهل السواح القادمين بالإنجليزية، وهذا أستبعده، وإن كان وارداً في حالة ضعف المستوى الاجتماعي والمادي للسائح القادم.

أما أبرز مشهد كنت اتمنى تصويره وعرضه على سيادتكم، ما شاهدته في إحدى محال بيع المصوغات، حيث علق صاحب المحل قصاصات ورقية من جريدة بها صورة الرئيس السيسي والرئيس بوتين وهما يتنزهان، وصورة أخرى للرئيس السيسي وهو يداعب أطفال روس

وتعليقات الصحف مع الصورة، تصف متانة وجودة ومستقبل العلاقات المصرية الروسية، ما يعكس ذكاء تسويقي باهر للمصرين، وخفة دم وبديهة عالية جذبتني أنا شخصياً، واستلفتتني، ولولا خشيتي من المشاكل لالتقط صورة للمحل وقصاصات الورق المعلقة المحتوية لصورة الرئيسين والتي يرغب معلقها في جذب السواح الروس مما يعكس انتشارهم وأكثريتهم في المكان.
المختصر المفيد المصري جبار، ولن يقف أمامه عائق، ولكن إن وجد فرصته، فهل يجدها!؟.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter