د.ماجد عزت إسرائيل
بعد أن طوق الفتح العربى الإسلامى معظم الدول المجاورة لشبة جزيرة العرب جنوباً وشرقاً وغربا وصل إلى الشمال فضم إليها العديد من البلدان حتى القسطنطنية،فـــوقع الكرد تحت سيتطرهم ومنهم من أعتــــنق الإســـلام وبعضهم بقى على ديانته،فشاركــــوا فى بناء الحضارة الإسلامـية مثل السابقين الأولين،وعندما دخل العرب فى صراعهم مع الصليبن لمع نجم من نجــــوهم الزاهـرة وهو "الناصر صلاح الـــدين الأيوبى"(1138-1193م)
ووصل لسدة الحـــكم،وأسس دولـــة عريقة أمـتد تخومها إلى حماه وحلب وحمص ودمشق وديار بكر واليمن، واستمرت حتى مقتل "توران شاه" عام 1250 م، وأتخـذ من مدينة " القــــاهرة" مركزاً لدولته ولخـــلفائه حتى ،فـهاجرت أعــداد كبيرة من منطقة آسيا الصغرى شمال العراق وتركيا وسـوريا إلى مصر، وانقـــطعت جـــذورهم مع موطنهــم الأول، ولم يبـــقَ لهــم من تلك الصلة ســــوى النسب "الــــكردى"، ومن أبنائهـــم وأحفـــادهم خرج الكثير من القـــادة العسكريين، ورجــــال الإدارة والأدباء والشعراء والفقــهاء والفنانين، ولعـبوا دوراً لوطنهم الثانى وكأنهم أحفاد الفراعنة.
على أية حال،منذ سقوط الدولة الأيوبية فى مصر فى القرن الثالث عشرة الميلادى ،ويعيش أكراد مصر وأخوانهم فى الدول المجاورة على ذكرى قاهر الصليبن" صلاح الدين الأيوبى" وخاصة قبل ليلة عيد الأضحى المبارك، حيث يعرض التلــفزيون المصرى فليمه "الناصر صلاح الدين" لمخرجه القبطى"يوسف شاهين"،وربما لا ينسى أقباط مصر ومسلميها أحد مشاهد الفيلم المعبرة عن تسامح صلاح الدين وسامحته فى تقبل الآخر ، وأيضا نجح التلفزيون المصرى فى أنتاج مسلسل تلـــفزيونى فى "28" حلقة تتناولت تاريخ الأيوبين فى مصر.
أما المرأة الكردية فى عيون الإعلام المصرى فــــلا ينسى الشعب الملكة شجر الدار زوجة الصالح نجم الدين أيوب،وخاصة عند وفـــاته وكانت البلاد فى حالة حرب مع حملة " لويس التاسع" وأستطاعت الحافظ على سرية وفـــاته حتى لا يتاثر جيشه ،وبالفعل نجت وحقــق الأيوبين نصرأ بعد أسر لويس فى دار ابن لقمــان بمدينة المنصورة وبوسط الدلتا بشمال مصر،ومن المشاهد التى تركت إثرها على الإعلام المصرى ،صراع الضرتان "زوجـــات أيبك" شجر الدر وأم على
فكانت الأولى تريد منع زوجها من زيارة ضرتها وأبنه فدار صراع انتهى بقيام أم على بضرب شجر الدر بالقبكاب ورميها من فـــوق القلعة التى لا تزال شامخه وشاهـــده على الحدث،كما أن أكلت "أم على"من أشهر الأكلت المصرية،وعند تناولها يتذكر المصرين تاريخهم مع الأيوبين.
كما أن الأطفال فى إعالمنا المصرى يتذكرون الناصر صلاح الدين الأيوبى،حيث توجد لعبه عبر الموبايل فون اسمها "صلاح الدين"،وتوجد مجلة للأطفال أيضاء بذات الاسم،أما آبلة فضيلة " فضيلة توفيق" فهى أشهر شهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعـــة المصرية،وكانت كثيراً ما تتحدث عن شخصية البطل صلاح الدين الكردى،وفى بداية شهر رمضان يشترى الغالبية الفوانيس فمنها فانوس "صلاح الدين الكردى".
وايضا طلاب المدارس والجامعات لا يعرفون شىء عن الشعب الكردى، إلا فى وقت الدراسة والامتحـــانات وخاصة طلاب المدارس الثـــــانوية فى مرحلتها الأخيرة فى فصل"صلاح الـــدين والصليبين"،وربما لان غالبية أسئلة الامتحان يأتى من بينها سؤال "حـــــول الكـــردى صلاح الدين والصليبن"،وأيضا بالجامعات المصرية،وأن كان الراحل أســـتاذاً الدكتور "عبد الفتاح عاشور" أول من قــــدم العديد من الدراسات حول الوجــــود الكردى أوالأيوبى فى مصر،ويعد من بين الرمـــــوز التاريخية التى قدمت "صلاح الدين" كبطل تاريخى،أصبح فى فترات كثيرة و لايزال فتى أحلام كثير من الفتيات والعاشقات.
أما حجم ما قدم من دراسات متخصصة فى مجال الوجود الكردى فى مصر فهى قليلة فتوجد دراسة فى بداية القرن الواحد وعشرون تعرف باسم "الأكراد قادمون"قــــدمها صاحبها بالجمعية المصريــة للدراسات التاريخية،وحدثت مشادة مع صاحبها من أحد الحاضرين ــ ربما لجهله بتاريخ الأكــــراد
كما صدر أيضًا كـــتاب لمجــــوعة من الشباب والشبات يعرف بــ "بتاريخ الأكـــــراد فى مصر عبر التاريخ" تناول الوجود الكردى منذ عصر صلاح الــــدين الأيوبى حتى تاريخه،وفى بعض الحالات النادرة ما تتحدث الصحافة المصرية عن الأكراد،إلآ فى أثناء الحرب العراقية الأيــــرانية و الكـويتة، وحاليا عن أقليم كردستان بشمال العراق،وربما يرجع ذلك إلى أنقطاع الصلة بين الإعـــــلام الكردى والمصرى،وقلة الأصدارات الكردية، وعدم تقبل المصرين للمحطات الفضائية الكردية لتـــــقديمها باللغة الكردية،ولو حسن التصرف لدى المسؤلون عن الإعلام الكردى فى تغطية تراثهم وثقــــافتهم واتصالهم مع الإعلام المصرى،مثلما فعل الأرمن منذ عهــد قريب، لتغريت وتبدلت أشياء كثيرة فى حياتهم السياسية
وأخيراً، فى محاولة جرئية من الأستاذ الدكتور"طارق حجى" منذ 2010 حاول تقديم القضية الكردية للصحافة المصرية والعربية من خلال سلسلة مقالته و عنوانها "لو كنت كرديا....." حاول خلالها تقديم عرض ووصف لمعانت الكرد فى بلادهم فى ذكر فى محاولة هدم تراثهم قائلاً" لو كنتُ كرديّاً من سوريا، لَمَا ترددّت لحظةً في رفع صوتي للأعالي كي تسمع الدنيا بأسرها بما تجري بحق شعبي من مظالم مبرمجة تستهدف النيل من وجوده ومَحْو لغته وثقافته، ولناضلتُ بكافة الوسائل السلميّة الديمقراطيّة لفضح ..... الأنظمة من أجل حقوق المواطن الذين يعيشون على هامش الحياة محرومين من كافة حقوق المواطنة. ويختتم كلمه قضيتي هي المواطنة والمساواة والعدالة،ولا سبيلَ لي غير العمل السلميّ الديمقراطيّ اللاعنفيّ.