نادر شكرى
تختتم بعد ظهر اليوم الجمعة فعاليات مؤتمر " الإنجيليون والحضور المسيحي في المشرق"، والذي نظمته رابطة الكنائس الإنجيلية بالشرق الأوسط، برئاسة الدكتور القس أندريه زكى – نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر. بمشاركة عدد من رؤساء الكنائس الإنجيلية بالشرق الأوسط، وأوروبا، وأمريكا.
وقد بحث المشاركون في اللقاء على مدى ثلاثة أيام الأول مفهوم المواطنة من وجهة نظر إسلامية، ودور المكونات غير الإسلامية في تفعيلها، من خلال رؤية طرحها الدكتور أحمد الموصللي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية ببيروت.
كما تناول طبيعة الدولة وتنظيم الحريات الدستور التونسي الجديد نموذجاً، وتحدث حولها الدكتور رضا الاجهورى أستاذ القانون الجنائي والقانون الإسلامي المقارن بكلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة التونسية.
وعرض الدكتور محيى نور الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والوزير الدكتور إبراهيم شمس الدين لرؤية المسلمين للدور المسيحي في الدولة والمجتمع، إضافة إلى الحديث حول وثائق الأزهر التي تناولت العديد من الموضوعات الهامة في هذا المجال أيضا طرح رؤية أخرى لمدى تقبل المسلمين للدور المسيحي في الدولة والمجتمع بعد الربيع العربي ويقدمها الدكتور الصادق عبد الله الفقيه والبروفسير مصطفى أبو صدى.وأخيرا كانت هناك وجهة نظر مصرية للعلاقات الإسلامية المسيحية، طرحها المطران الدكتور منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي، ووجهة نظر فلسطينية عرضها القس الدكتور متري الراهب.
وكان عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية للرابطة قد التقوا وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب – شيخ الأزهر والذي أكد على أن المسيحيين في بلاد الشرق شركاء في الوطن، وتخوفهم من التهجير والإقصاء لا يشهد به الواقع ولا التاريخ؛ وما يحدث في الآونة الأخيرة من قتل وترويع وتهجير ليس نابعًا من داخل بلاد الشرق، موضحًا أن هناك قوى خارجية تعمل على تقويض الدول العربية، وتخطط للاستيلاء على مقدراتها وخيراتها.
كما التقى أيضا عدد من أعضاء الرابطة والمهندس إبراهيم محلب – رئيس مجلس الوزراء الذي أكد على أن الدولة تعمل دائما على رفع قيم الوحدة الوطنية بين أبنائها لا فرق بين مسيحي ومسلم، فالدين لله والوطن للجميع، مشيراً إلى أن الله حفظ مصر الكنانة من شر يحاك لها، مضيفاً أن أكثر عدو للإسلام، هو بعض الممارسات الخاطئة لمن ينتسبون إليه.
هذا وقدم الوفد الشكر للحكومة والدولة المصرية على الدور الهام والمحوري الذى تقوم به في منطقة الشرق الأوسط في هذا الوقت الراهن، والمرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وبالأخص في موضوع قضية العرب الأولى "فلسطين"، وما يحدث في سوريا والعراق من اقتتال أدى إلى تهجير الآلاف من المسلمين
والمسيحيين، مضيفين ضرورة وجودة موقف عربي موحد قوى تجاه قضية القدس لمواجهة الدعوات المتطرفة التي يطلقها بعض الإسرائيليين.
وأشاروا إلى قيامهم بنقل الصورة الحقيقية عن مصر باعتبارها بلد الأمن والأمان، وإصرارهم على عقد اللقاءات الخاصة بهم في القاهرة، لتأكيد وترسيخ هذه الحقيقة، كما أشادوا بالجهود التي تبذلها الدولة للعودة بمصر إلى سابق عهدها وريادتها، وخاصة بالجهود التي يقوم بها رئيس الوزراء في متابعة المشكلات والتحديات على أرض الواقع للوصول إلى حلول سريعة لها.
وطالب الوفد خلال اللقاء، بضرورة دعم بيت العائلة وما يقوم به من أنشطة وأعمال تعزز مفاهيم الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن مثل هذا الموضوع يعتبر كمؤشر لمناخ الاستثمار الجاذب.
ومن جانبه أكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الوحدة الوطنية ليست شعاراً، مضيفا: "اتفقنا على أن نعمل معا في الجوانب المختلفة، وفى هذا الصدد أكد الوفد على اهتمامه بإظهار الصورة الحقيقية للإسلام السمح الذي نعيش معه".
وفى نهاية اللقاء، أكد رئيس الوزراء أن كافة المقترحات والتوصيات التي سوف تخرج عن المؤتمر الذى يتم انعقاده في القاهرة حالياً سترفع إلى القيادة السياسية، ليتم دراستها والاستفادة منها في تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية.
هذا ويصدر في ختام اللقاء مساء اليوم عدد من التوصيات سوف يتم رفعها إلى المسئولين في كافة الدول الأعضاء .