في الوقت الذي تبحث فيه الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية في «مؤتمر جدة لمواجهة الإرهاب»، الذي بدأ الخميس، إمكانية التدخل عسكريا في العراق لمواجهة تنظيم «داعش»، أجمع عدد من الخبراء العسكريين أن مصر لن تتدخل عسكريا في العراق، وحضورها المؤتمر يأخذ شكلا سياسيا فقط.

قال اللواء أحمد عبدالحليم، الخبير الاستراتيجى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب سابقا، إنه لا يمكن أن يتم الدعم العسكرى في هذه العملية إلا بتفعيل المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة التي تنظم الاشتراك العسكرى لقوات تابعة للأمم المتحدة، مرجحا عدم مشاركة مصر في أي عمل عسكرى يجر قواتها المسلحة خارج أراضيها.

وعن الفرق بين مشاركة مصر في حرب الكويت وبين دعوتها للمشاركة في الحرب على داعش، أوضح «عبدالحليم» أن «حرب الكويت كانت مختلفة تماما عن محاربة داعش، فالكويت دولة عربية تمت إزالتها من على الخريطة، ولولا اشتراك مصر في الحرب لما تم تحريرها، وهو ما يختلف عن جماعة إرهابية منشقة عن قاعدة أفغانستان التي تكونت بمباركة أمريكية، وقد سبق وضربت الولايات المتحدة أطراف المنطقة التي تسيطر عليها داعش ولم تضرب داخل القلب منها، لذا فإن مصر سوف تحضر المؤتمر بشكل سياسى فقط، أما أن تشترك عسكريا فهذا محال، لأن ذلك ما يتمناه الأمريكان، وهو أن يخرجوا القوات المسلحة المصرية خارج حدود مصر».

ويرى اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، أنه من المفترض أن مشاركة مصر في هذا المؤتمر هي مشاركة صورية ولن تتحول إلى مشاركة عسكرية، ويصف جودة دعوة الأمريكان إلى الحرب على داعش بأنها «دعوة رائحتها تزكم الأنوف»، ويشرح قائلا: «لماذا لم تلجأ الولايات المتحدة للمجتمع الدولى والأمم المتحدة، حتى داخل حلف الأطلنطى ليس لفكرتها تأييد قوى، لذا لجأت إلى الدول العربية».

ويرجح اللواء ثروت جودة أن يكون السبب وراء إصرار أوباما على خوض حرب جديدة محاولته الهروب من مشاكله الداخلية والتعتيم عليها بحرب ضد الإرهاب، مستدركا: «العرب لن يتم الضحك عليهم مرة أخرى، ولن نعدل ميزان الخزانة الأمريكية على حساب مصالحنا، فمصلحة أوباما أن يغطى على فضيحة عجز الخزانة الأمريكية الذي تفاقم مؤخرا، كما أن روسيا وإيران لن يسمحا بوجود عمل عسكرى في سوريا والعراق».

ويرى اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى والمدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة، أن مشاركة مصر سياسيا في المؤتمر أمر واجب، وأنها لا تمانع في المشاركة في أي مؤتمر ضد الإرهاب، أما عن المشاركة العسكرية بقوات مصرية فيقول سويلم إن مصر لن ترسل قوات خارج حدودها لأنها في حرب فعلية على الإرهاب بالداخل، وليس لدينا فائض قوات نقدمها في العراق، ولكن يمكن أن تكون مشاركة مصر ببعض التسهيلات مثل السماح بمرور طائرات أو مراكب، أو إمداد طائرات بالوقود، أو أي دعم لوجيستى، لكن المشاركة بقوات أمر مستحيل، على حد قوله.