عرض/ سامية عياد
يكشف الله دائما عن شخصه وعن طبيعته أمام الإنسان ، فلا يكون إلها غامضا أو محيرا وبالتالى مخيفا ومرعبا، حتى يعرف الإنسان من هو إلهنا وخالقنا فيكون له الحرية الكاملة فى عبادته عن معرفة واقتناع لا عن جهلا وخوف.
القس إبراهيم لعازر كاهن كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ببنى سويف يحدثنا قائلا : الإيمان هو مبادرة إلهية تبدأ من الله لتصل الى الإنسان ، الله يريد أن يكون معلوما لخليقته ومعروفا للكل ومعلنا للكل ، الله فى سعى دائم وبحث مستمر عن الإنسان ، فالإنسان وحده لا يمكنه معرفة طبيعة الله مهما اتسعت مداركه وخبراته وقدارته ، لأن الله هو اللامحدود والغير موصوف وامام عجز الإنسان عن معرفة الله لا يظل الله محتجبا ومختفيا وغامضا ومحيرا تاركا الإنسان يتخبط فى ظلام الجهل وضعف العقل ، لذلك كشف الله عن ذاته بأشكال وطرق متنوعة وعلى مراحل متعددة فقديما كلم الآباء بالأنبياء ليعد الإنسان ، ثم أعطاه الناموس لكى يتربى ويتهيأ ويستعد قلبيا وفكريا ، ثم فى ملء الزمان جاء متجسدا ليكلمه بشخصه كاشفا عن طبيعته وصفاته وإرادته نحونا.
ولم يكتف الله بإظهار وجوده فى الكون والطبيعة أو إعلان إرادته من خلال وسطاء كالانبياء بل ظهر شخصيا فى التاريخ وأعلن فى شخص ابنه وكلمته يسوع المسيح ، الله هو الذى ظهر فى الجسد وأعلن ذاته وصفاته وطبيعته من خلال يسوع المسيح الكلمة الذاتى "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" ، وبالرغم من أن الله هو الذى يبادر ويسعى ويريد ، ولكن تبقى للإنسان إرادته وحريته ، فالله لا يفرض نفسه ولا يجبرنا على قبوله ، ويرفض أن نكون مسيرين على عبادته ، لذلك كانت الكرازة بسيف الكلمة وكان سفك دم الكارز هو ثمنها .
يقول القديس أثناسيوس الرسولى ما الفائدة للمخلوقات لو لم تعرف خالقها؟ ولماذا خلقهم الله لو كان لا يريدهم أن يعرفوه ، فالله يريدك أن تعرفه وتقترب منه وتحبه ، فهو الصديق والمعين والرفيق والأب الحنون والراعى الصالح .