الأقباط متحدون - قد صدمتنى ... طائرة...!!!
أخر تحديث ١٩:٤٥ | الاثنين ٨ سبتمبر ٢٠١٤ | نسئ ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣٣١٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قد صدمتنى ... طائرة...!!!

أرنست أرجانوس جبران
من يقول قد مرت ثلاثة عشرة سنة بالتمام والكمال .. ففى اليوم الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 ، استخدمت طائرات كصواريخ أرض .. أرض  ، طائرات محشوة بكتل بشرية مختطفة ، تشطح ثم تنطح ناطحات السحاب .. ثم تنحشر داخل البنايات ، وهى مليئة بالوقود ، ثم تنفجر .. كل هذا قد حدث على مرأى من بنى البشر .. دمار وغبار متطاير  .. متصاعد فى كل مكان .. بشر يركضون ويلهثون  .. تكسوهم غبرة .. أهم خارجون من القبور !!.. هل قامت الساعة ..!! .. أوراق متطايرة فى كل مكان .. انفجار هائل .. النيران تشتعل  .. أناس يطيحون بأنفسهم من الطوابق العليا .. صراخ وضجيج وفزع .. قد سقط المبنى .. وأى مبنى .. وبعد دقائق ، سقط الآخر بطائرة أخرى .. أى مبنيين ..

أهم مبنيين فى نيويورك .. أهم مبنيين فى أمريكا بطولها وعرضها.. بل أهم مبنيين فى العالم كله .. ألا وهما بنايتا المركز التجارى العالمى .. وبينما كان العالم كله مشغولا يتابع الأحداث الحية ، ثانية بثانية ، عبر القنوات الفضائية ، ومدى الخسائر والدمار الذى أحدثته الطائرتان ، وقعت طائرة أخرى على وزارة الدفاع الأمريكى " البنتاجون " بواشنطن .. ثم نسمع بأن الرابعة قد سقطت فى سهول ولاية بنسلفانيا .. فالذين لم يروا الطائرات .. قد يعتقدون .. انها قنبلة هيروشيما تحت الرقم اثنين ، قد انفجرت .. أم أنهم يعتقدون أنه فيلم دفعت فيه احدى شركات هولى وود ملايين الملايين من الدولارات ، للحصول على الرقم القياسى من جوائز الأوسكار ، لأنها قد قامت بعملية تدمير حقيقى بعيدا عن الخدع السينمائية .. وقد يعتقد الحالمون ، أو " الحشاشون " .. بأنه كابوس من الكوابيس الجماعية التى حدثت فى وضح النهار .. ولهؤلاء نقول كان الله فى عونكم ..

فى الحقيقة ، انه لم يكن فيلما أو قنبلة أو كابوسا ، انما واقعة مأسوية لا يمكن تصديقها حتى ولو كانت على مرأى من الجميع .. لأنها أعلى من مستوى الادراك العقلى .. وهكذا بعد مشاهدة كل هذه الحوادث ، أصبحمن المعقول جدا ، ومن الجائز جدا ، أن تصادف انسانا  يعرج فتسأله عن سبب عرجته فيجيبك بكل بساطة ،  " قد صدمتنى طائرة "  ولهذا يجب على كل فرد أن يحذر الطائرات عندما يراها تحلق على رأسه ، أو حتى عندما يسمع أزيزها .. أصبح المرء يهاب سكنى الأعالى ، ويهاب أيضا التطلع الى المبانى الشاهقة ، خوفا من تكرار الماضى .. لأنه ليس بالامكان .. النسيان .. ولكن من يدرى ، فقد تكون بنايات المستقبل مضادة للطائرات .. بنايات من المطاط مثلا .. نعم ، ومن يدرى .. ففى اليابان بنايات  مضادة للزلازل .. وهكذا يكون الاختراع الجديد بنايات من المطاط ، مضادة للطائرات .. صحيح العلم نور .. وبحره واسع .. و الجهل ظلام و بحره أوسع ..

فلننس  الآن الطائرات التى تحلق فوق الرءوس .. وترهب النفوس .. ولنع الدروس .. وعلى الخوف ندوس .. ولنسأل أنفسنا ، كيف يجرؤ انسان أن يقدم على الانتحار .. يفجر نفسه ويزهق أكثر من ثلاثة آلاف نفسا
ما هو الدافع أو الدوافع التى تجعله أو تجعلهم يقومون بمثل هذا العمل الشيطانى الغير انسانى .. هل هو الحقد أو الكراهية فقط .. أم أنه واجب دينى ضد اليهود والنصارى ، كما يراه هؤلاء الارهابيون المتطرفون .. ولكن لماذا يصل الانسان الى مرحلة تفجير نفسه لقتل الآخرين؟  وما دخل هذا ، فى الدين والتدين .. ؟؟ أم هى سياسة خرقاء ، تريد أن تجمع بين دين ودولة ولاسيما فى هذه الأيام تحت شعارات الإسلام هو الحل تمهيداً لفكرة الخلافة الإسلامية والتى يروجون لها الآن آملين إعادة تاريخ الأجداد ..!! ..

لا أدرى .. رحت أفكر وأقدّر وأتأمل مرة أخرى ما مرجعية الذين يقتلون ويدمرون الآخر .. وراح فكرى بعيداً لماذا يقوم أمثال هؤلاء بهذه الأفعال .. وكيف استطاع بن لادن إقناع هؤلاء الطيارين ليقوموا بهذه المهمة الشاقة وعلى الرغم من درجاتهم العلمية التى قد تؤهلهم بأن يكونوا طيارين أكفاء .. إلا أنهم فضّلوا الموت لتنفيذ هذه العملية ، وبالفعل قاموا بتنفيذها خير قيام .. فجّروا أنفسهم وقتلوا مَن قتلوا .. وكأنما قد كانوا مُغيّبين عقلياً وشعورياً .. وكأنهم واثقون بأن مكافأتهم ستكون بانتظارهم .. فالحور العين والولدان المخلدون سيكونون فى إستقبالهم .. حقيقة .. هذه مسائل يتوقف عندها العقل عن التفكير والفاعل عن التفعيل .. ألهذه الدرجة تكون عملية القتل والتدمير بهذه السهولة دون أن يشعر المرء بأى نوع من تبكيت الضمير !!..

.. فالظروف والحياة التى نعيشها الآن وأعنى الآن ونحن فى أوائل شهر سبتمبر 2014 .. نعيش فى عالم غريب .. يبعد كل البعد عن السلام الذاتى .. والمحبة التى تنبع وتبدأ من ذات الفرد الذى يجول يصنع خيراً حتى يعم الخير على كل مَن تلامس مع نفس نوعية هذه المحبة .. ولكن مايحدث الآن .. الحروب وطبولها التى تُسمع دقاتها فى جميع أرجاء الوطن العربى ولاسيما فى العراق وسوريا وفلسطين وليبيا والسودان .. وبعض الحوادث من هنا وهناك فى مصر.. و حال داعش .. ومَن أدراك بداعش  .. وبما تفعله بخلق الله  ..

بالفعل كل هذه موجات عاتية تنبئ بطوفان عارم .. وأتساءل .. هل يمكن أن يحل السلام مع وجود أمثال هؤلاء .. والسؤال المُلِح لماذا تجتاح الحروب والقلاقل المؤلمة فى المنطقة العربية بالذات .. لماذا يستخدم الدين كأداة للبطش والارهاب والقتل حيث أصبحت عملية الذبح هى نهاية كل من يخالف عقيدتهم ومعتقداتهم !!.. ولماذا أصبح المسيحي هو كبش الفداء .. الذى تلهث وراءه كل آلة حادة ويد آثمة عطشة لسفك دماء الأبرياء ..لا أستطيع أن أصدق كيف يجرؤ الإنسان ذبح أخيه الإنسان بغض النظر عن كينونة ذلك الإنسان ويقوم هذا الإنسان بفصل الرأس عن الجسد وسط تكبيرات " الله أكبر" وهو ممسك بالرأس ملوحاً به فى الهواء .. مزهواً بفعلته هذه ..

!! هل أصبح مبدأ القتل والذبح والتنكيل هو الطريق الأوحد للدخول الى الجنة .. وكأنما الشيطان أصبح مسيطراً على العالم فى هذه الأيام  تحت راية الإسلام السياسى .. جرياً وراء سراب اسمه الخلافة الإسلامية .. ولكن حذارى أيها الأخوة فالأيام أصبحت مقصّرة .. ولكن يجب إيجاد الحلول وإيجاد الطرق لتصحيح هذه التعاليم والمفاهيم التى ستأتى بالإخضر واليابس .. أفيقوا أيها الحكام .. أفيقوا أيها الناس .. المتأسلمون والسلفيون الوهابيون قد أصبحوا فى درجة أعلى من ذلك المستوى الذى كان يعيش فيه بن لادن .. نعم انهم فاقوه بمراحل عالية فى كيفية التنفيذ  وتكوين الجيوش الزاحفة .. ولكن السؤال الأخير يبقى .. أين بن لادن الآن ..ليتهم يرونه .. هل هو بين أحضان الحور العين .. أم فى مكان آخر ..؟؟ !!...
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter