الأقباط متحدون - الضحية والامل
أخر تحديث ١٣:٢٧ | الأحد ٧ سبتمبر ٢٠١٤ | نسئ ١٧٣٠ ش ٢ | العدد ٣٣١٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الضحية والامل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

هايدى غبريال
كانت تجلس بالارض باحد جنبات اروقة النيابة تجهش بالبكاء ويديها النحيلتين مكبلتين بالاصفاد.مُزدرى بها ,بعض العيون تريد ان تفتك بها فهى فتاة فى السادسة عشر من عمرها ,جميلة ولكن ليس لديها احد او سند.

هاهم رجال الشرطة يحلون الاصفاد لتمثل الفتاة امام وكيل النيابة وهى ترجف رعبا وتنهمر دموعها كالسيل , لا تدرى ما مصيرها .
فتاة بائسة حكم علىَّ الزمان بالشقاء انفصلا والديَّها وتزوج كل واحد منهما بآخر و تركوها وعمرها عام واحد,فحنت احشاء جارة لها وتولتها بالرعاية ولكن ما ان بلغت التاسعة من عمرها ,لم يتسع بيت جارتها لها.

خرجت الطفلة هائمة على وجهها لتتلقفها يد غادر يكبرها ب سبع سنوات واخذ يلهو بها هو واصدقائه الى ان حملت منه سفاحا وهى على مشارف السادسة عشر من عمرها واجهضها ودخلت المستشفى وتم القبض عليها بعد علاجها .

بدأ حسام بك الحداد مدير نيابة باب شرق الاسكندرية التحقيق معها واستمر التحقيق ساعات محاولا ان يساعدها اما بالتوصل لاهلها الذين رفضوها ,او بأخذ معلومات تفيد فى القبض على الجانى وإجباره على الزواج بها وهذا يستغرق وقت, وليس لها مأوى. فما كان منه الا انه امر بإيداعها احد بيوت القاصرات ولكنها ستبقى هناك سنتين فقط طبقا للقانون وطلب البحث عن اسرة تتبنى هذه الضحية . ونناشد فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر أ.د.احمد الطيب ان يمد يد العون فى ايجاد اسرة طيبة تتفهم ظروف هذه الضحية وتتبناها.

استوقفنى هنا موقف مدير النيابة,فهناك فرق بين من ينفذ القانون ومن ينفذ روح القانون.
هناك من يستخدم سلطته كسيف مُسلط على الرقاب ومن يستخدمها عونا للضعفاء والذين بلا سند و يتعامل معهم بالرقى والرحمة العادلة.
ليتنا ننعم بمجتمع يغار فيه الناس من بعضهم فى الحسنى ويتباروا فى الاعمال الصالحة والقدوة الحسنة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter