نبيل المقدس
نحن شعب نلتزم بالكلمة والعهد ... خرجنا في يوم الدستور بعشرات الألاف , لكي نختم العقد بيننا و بين مَنْ إنتخبناه رئيسا لنا . هذا الشعب الذي ذاق الألم والشدة والمعاملة السيئة والحقد من هذه العصابة الرهيبة والتي تسترت من وراء حجاب كروت شحن الفتاوي خلال حكمها البلاد .. لكننا ما زلنا كالحجر الصوان الذي يتحمل الصعاب ..
واخذنا عهدا فيما بيننا كشعب ان لا نخذل جيشنا ورجال امننا ولا رئيسنا ... نعم نحن لا ننكر مجهودات القوات المسلحة والأمن العظيمة من تضحيات وسقوط شهداء من أبنائهم الذين هم ابنائنا أيضا , ونجحنا فعلا في منع أي ارهابي أن يدخل مصر لكي يهدمها أو يسقطها طبقا لطبيعة الأوامر التي تأتيه من قياداته الفاشلة التي أخذت بعضها وهربوا بعد يوم طوفان 30 يونيو كالفئران خارج البلاد ولم يتبقي منهم إلا ديولهم التي لا صاحب لها .
نحن إخترناك يا سيادة المشير السيسي لسبب واحد لا غير .. وهو حرصك علي "تحويل مصر التي كادت تصير دينية إلي دولة مدنية حديثة لادينية " .. خرجتَ سيادتكم علينا عدة مرات لكي تعرفنا بخطورة الموقف وقلنا وقتها تسلم الأيادي .. و مرة لكي تُخبرنا أنه علينا تحمل ما سوف تمر به البلاد من إرهاب وتظاهرات عدائية وتحملناها
وتارة تحذرنا من عواقب الخطوات الإصلاحية قصيرة المدي وطويلة المدي وتقبلناها .. ومرة أخري تكلمت معنا بصراحة أنك سوف تجعل شعب مصر هو نفسه المصدر الوحيد لأكله ولتكاليف معيشته , و من قلوبنا هللنا ووثقناها .. كل هذا بالرغم ان هذا الشعب لم يتعود أن يسمع من قبل رئيسا يتجرأ ويقولها علنــــا .. " ا
نا سوف ارفع اسعار الوقود والكهرباء والمياه والغاز الطبيعي والدعم" .. لكن من ثقة وحب الشعب فيك , تقبلها بصدر رحب , وإعتبرها من شيم القادة العظماء لأنه أوضح الحقيقة للشعب .. ولم يكن امام هذا الشعب لكي يهوّن عن نفسه هذه الصدمات إلا إستغلال بعض النكات اللطيفة كعادة المصريين المرحة .. والتي اكيد سيادتكم تسمعها او تشاهدها أو تقرأها كلما تُتاح لكم الفرصة ,
نحن شعب نعترف بمجهوداتكم في تنفيذ المشروع الضخم , بالسواعد المصرية ,والذي سوف يرفع من شأن وأهمية مجري قناة السويس ... كذلك الأعمال التي تتم الآن ظهير ( خلف) جميع المحافظات هي من انجح الأعمال فائدة للشباب .. ولا انكر ان السياحة فعلا بدأت تشم نفسها ... ولا ننسي اسلوب سياستكم الخارجية .. فقد قفزت دبلوماسيتك الواعية أنت ومع الذين يعملون معكم في هذا المجال , خطوات سريعة في إسترجاع هيبة مصر الدولية , و تقوية العلاقات بينها وبين باقي الدول العربية والأفريقية والأوربية
وإن شاء الله وعن قريب سوف تأتي إليها الإدارة الأمريكية "رأسها برأس مصر" لكي تتعاون معها في حل الكثير من القضايا والتي ورطت نفسها فيها في منطقتنا . أماعن أنفسنا فنحن بقدر الإمكان نقف ورائكم بمالنا القليل والمجهود العملي , والصبر وتحمل معاناة الظلام ونقص جميع الخدمات في جميع المؤسسات , بالإضاقة أن الكثير من هذا الشعب العظيم هرع ليساهم , وسوف يظل يساهم في شراء شهادات الإستثمار لتنشيط مشروع القناة , و تكتمل المشاريع المطلوبة لزيادة دخل الدولة ... لكن ألا تري سيادتكم أن كل هذه المجهــــــودات في مهب الريـــح ؟؟, و سيأتي من ورائها الزعابير وهطول السيول التي ربما تحول نظام مصر المدني في غفوة من الزمان , كما حدث لها من قبل وكاد نظامها يتحول إلي دولة دينية .. وتتحول مصر المحروسة إلي مصر المخروبة .. في حالة عدم تنفيذ ما سوف نطلبه منكم ؟؟!
نحن نريد منك يا رايس طلب واحد , منصوص في نص قانون الأحزاب الجديد تحت بند شروط تأسيس أواستمرار أي حزب سياسي والموجودة في البند ( 74) وينص علي : -
"للمواطنين حق تكوين الأحزاب السياسية، بإخطار ينظمه القانون. ولا يجوز مباشرة أى نشاط سياسى، أو قيام أحزاب سياسية على [أساس دينىٍ]، أو بناء على التفرقة بسبب الجنس أو الأصل أو على أساس طائفى أو جغرافى، أو ممارسة نشاط معاد لمبادئ الديمقراطية، أو سرى، أو ذى طابع عسكرى أو شبه عسكرى.ولا يجوز حل الأحزاب إلا بحكم قضائى."
من هذا النص الصريح وبعبارة أخري يمنع الدستور تكوين أي حزب خلفيته دينية .. وما يؤسفنا حتي الآن هو ضعف الأحزاب المدنية لقلة مواردها .. وانها حتي الآن فشلت في تكوين , علي الأكثر, تحالفين قويين , يشمل كل تحالف مجموعة من الأحزاب التي تتقارب أهدافها نوعا ما مع بعضها البعض .. لكن من الواضح جدا أن فكرة التحالف بناء علي تقارب توجهاتهم تفشل أيضا بين الحين والحين . وذلك لسعيهم وراء المقاعد والمجالس والريادة في الأحلاف التي يشكلونها .
الجماعات الإسلامية لا تختلف كثيرا عن بعضها البعض .. من أول السلفيين ..... حتي المجموعات الإرهابية داعش , لأن مصدر عقيدتهم هو نظرية التمسك بالسلف , لم يستطيعوا أن يأخذوا منه حق التفكير .. بل اتخذوا منه حق التكفير .. الهدف بالنسبة لهم واحد وهو نشر عقيدتهم بأي طريقة كان , وأولها الإرهاب .. وهذا ما يحدث الآن في مصر وفي بعض دول العالم العربي .. من سفك وقتل وسلب وإحتلال وأخذ سبابا إلي كل مقومات الترهيب والكراهية للأقليات ومحاولة طردهم خارج بلادهم الأصلية في عقيدتهم .
الآن الحزب الوحيد والموجود في شوارعنا هو الحزب السلفي , و بإستخدام شريعة الإسلام المصدر الوحيد في الأحكام والتي وافق عليها بَهَوَاتِنا المندوبين عننا كمسيحيين في لجنة الخمسين للدستور وأرتضينا نحن به كمسيحيين لكي تسير مركب الحياة في مصرنا إلي المستقبل الأفضل , يحاول الأن الفكر السلفي وضع سموم التخويف والترهيب لمشيخة الأزهر وزرع الكراهية لنا وتضييق الطوق حولنا , حتي أنه يخرج علينا ببيان غريب " بجواز بناء الكنائس في مصر بما لا يضر بالأمن القومى للبلاد"، هذا القرار سوف يكون البذرة الأولي يا سيادة الرئيس في زرع الفتنة .. فنحن اول المجموعات المصرية التي تخاف وتحرص علي أمن بلدتهم الأصلية مصر , قبل اي فصيل آخر يشاركنا الوطن ... !
تكلمت معك يا سيادة الرئيس بصدق أن الأحزاب المدنية الأن ضعيفة ... بينما الأحزاب الدينية الأخري قوية بما لديها من موارد خاصة , ويتم لها الحشد بأسلوب المقايضة " إعطني صوتك .. أعطيك زيتا " ... وهناك اسلوب التكفير " الإسلام هو الحل ... نريد انقاذ بلدنا من الإلحاد ... الجهاد يا مسلمين ... ألي أخر الشعارات الإسلامية والإسلام منها براء " . نحن جميعنا نعرف تماما من هم هؤلاء الجماعات ... فسوف يتخذون الحزب السلفي منفذا لدخول مصر من جديد .. وكأنك "يا زيد ما غزيت " .
أحيي كثيرا من المسلمين الأحباء , والذين يتفهمون شئون دينهم وفقهه , ويعرفون الحق من الباطل كبشر ويؤمنون بالوطنية كمصريين , وخير مثال علي هذا.. هذه الشخصية التي ابهرتني وتبهرني دائما في إحدي القنوات المصرية وهو الدكتور " إسلام البحيري " الذي ينصح الشعب المصري ويحذرهم بالمنطق وبالعلم من المجموعات السلفية مُظهرا ومُوضحا افكارهم ومبادئهم وكيفية تحويل الكثير من أفكارهم ووضعها في المكان السليم , بحيث أستطيع انا كمسيحي ان اقبل التعايش مع اخي المسلم بعد ما دمرتها الجماعة السابقة والتي حكمت البلاد لمدة سنة .. !
ندعو الله ان يكثر من امثال اسلام البحيري .. لكي نقفز إلي المستقبل الأفضل .