بقلم : ماجد سمير ربما كانت كل مشكلتهم أنهم جزء من عشرات الملايين يعيشون على هامش الوطن حملوا على أكتافهم أحلام منها الوردي ومنها المخلمي ولم تمهلهم الدنيا على الأقل رؤيتها مرة أخرى فغادروها تاركين الهامش دون أدنى قلق من شعوره بالوحدة أو الغربة فهناك تراث لأيام جَمعَت شهور وكونت سنوات وضفرت قرون سحيقة من هموم مصريين سحقوا على الهامش العتيد. تأصلت في ذهني منذ سنوات الدارسة البعيدة صورة باهتة لاقيمة ولا وزن لها عن "الهامش" سواء في الكراسة أو الكشكول أو ورقة اجابة الإمتحان، تلك المساحة غير المرئية إلا من الطالب نفسه فقط ، المساحة التي لايحاسبك ابدا عنها وعن محتواها المدرس بل لاينظز اليها أصلا ولا حتى تلمحها عينيه بشكل عابر، ومهما كتبت فيها من حلول تتأرجح بين السذاجة المفرطة والعبقرية الشديدة، لا تضيف لمجموعك أي درجات في الامتحان حتى لو كانت النتيجة الفشل الذريع والرسوب الشنيع وملىء الشهادة بدوائر الكحك المتميزة باللون الأحمر حول الدرجة شديدة الضعف والوهن كأنه قرار بالفضيحة مع المزيد من التجريس في الفصل وربما في المدرسة بأكلمها من اقصاها إلى أقصاها. ومعنى كلمة "الهامش" في معجم المعاني الجامع "حاشية الكتاب"، جزء خالٍ من الكتابة حول النص في الكتاب المطبوع أو المخطوط واذا قلنا على سبيل المثال على هامش الأمر : خارجا عنه أو بمعزل منه ، أو فلانٌ يعيش على الهامش : منفرد غير مندمج في المجتمع / مُهْمَل / منعزل أما الهامش الدَّاخليّ : المسافة الفارغة بين صفحتين متقابلتين من وثيقة مُجلَّدة ورغم فشل كل محاولاتي في الحصول على أي معنى إيجابي لكلمة "الهامش" في لغة "الـ ض" ربما ينجح ذلك الايجابي في تغيير من صورتها الذهنية السلبية الملتصقة بكياني، الفشل لم يمنعني من التمسكت بحقي في أن اكون على الهامش ربما لأنه الشىء الوحيد الذي امتكله واذا فقدته سأصبح وحيد في وطن يعشق أهله الحياة على هامشه حاولت أن أعيد سماع أغنية ايمان البحر دوريش من كلمات عماد حس "أنا مقبلش أكون انسان على الهامش" للخروج من سياق الحالة العامة إلا أنه مع الأسف في بلاد عاش على دروبها أجيال متتالية على هامش الحياة لأ أمل في الهروب، وستستمر الحياة ولايشعر أي من أولي الأمر بملايين دخلوا الحياة وخرجوا منها دون أن يشعر أحد بمشاكلهم والآمهم أو حتى يعبر عنهم محاولا الوصول إلى جذور مشاكلهم على الأقل لطرح حلول موضوعية لها في يوم ما. تسع سنوات مرت وارت خلف أيامها وساعتها ودقائقها وثوانيها محرقة قصر ثقافة بني سويف تسع سنوات غيبت العشرات من زهرة شباب مصر.
عذرا عزيزي القارىْ لم استطع اليوم اسخر كعادتي فمازلت دماء محرقة بني سويف تصرخ للسنة التاسعة تحلم بحق ضاع لمجرد أنهم شباب كل منهم لا يحمل إلا ذنب الحياة على هامش الوطن. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |