الأقباط متحدون - بالصور ..عشوائيات سوهاج تعيش الفقر والجوع والمرض في ظل الصمت الحكومي
أخر تحديث ١٠:٥٨ | الاربعاء ٣ سبتمبر ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣٣١٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بالصور ..عشوائيات سوهاج تعيش "الفقر والجوع والمرض " في ظل الصمت الحكومي

عشوائيات سوهاج تعيش
عشوائيات سوهاج تعيش "الفقر والجوع والمرض " في ظل الصمت الحكومي
مصدر : 40 % من سكان سوهاج يعيشون تحت خط الفقر .. والعشوائيات قنبلة موقوته تهدد الجميع
 
سوهاج – حسن عبدالقادر
 
يعيش الآلاف من أهالي محافظة سوهاج , حالة من الفقر الشديد , جعل الكثير منهم من ساكني العشوائيات , التي تشكو من إهمال المسؤلين وتجاهل الدولة لهم , بعد أن أصبح ملف العشوائيات بمحافظة سوهاج شبه خالٍ من ميزانيات الأنظمة السابقة بل والنظام الحالي أيضا ً , ولا توجد أية مبالغ مالية في صندوق العشوائيات , بمحافظة سوهاج , تبعث بالأمل في نفوس المُهمشين والمنسين , الذين يعيشون تحت خط الفقر. .
 
واشتكي سكان المناطق العشوائية في سوهاج , من التهميش المتعمد لهم , وصم المسؤلين الأذان عن سماع شكواهم , وتلبية مطالبهم , التي تعتبر من أبسط الحقوق التي يطالبون بها , باعتبارهم من أبناء هذه الوطن .
 
يقول محمد مراد ، عامل زراعي ، " جئنا إلى هنا واتخذنا هذا المكان مأوى لنا الذي هو عبارة عن حوائط من الصفيح , ولطوب اللبن وسقف من البوص و جذوع النخيل ، وذلك بعد إهمال المسئولين لنا , ومياه الشرب التي تساوى حياة إنسان مخلوطة بماء الصرف الصحي والكهرباء معدومة مضيفاً تقدمنا بشكاوى عديدة للمسئولين الحاليين والسابقين ولكن بدون أي فائدة ورفض محافظ سوهاج السابق والحالي ,  زيارتنا لكى يشاهد الحياة التي نعيشها على طبيعتها" .
 
وأضاف ممدوح جابر، فلاح , بأنهم لا يجدون لا مال ولا دواء يعالجون به أنفسهم في حال تعصرهم للمرض مشيرا ً إلي أنهم يقومون يعالج أنفسهم بأنفسهم وبالطريقة البدائية قائلا ً" لما بنتعب او حد فينا يشتكي من مرض  ب نعالج نفسينا بالطريقة البدائية , فالجروح مثلا ً نداويها بـ "البول" " لأنه يكوى الجرح "على حد قولة" .
 
ويوضح خلف عبد الرحيم , " عندي 4 أولاد وبنتين , بنعيش في حجرتين من الطوب اللبن و مسقوفتين بالبوص, ولما تنزل الأمطار لا نجد مأوى لينا بل نذهب إلى الجيران نحتمي تحت سقف منزلهم حتى تنتهي الأمطار وعندما نعود إلى المنزل نجدة غارقاً فى الماء عشان مفيش سقف يمنع الإمطار" .
 
قصة مأسوية أخرى سردها لنا الحاج رجب الذي يقطن هو وأسرته المكونة من 8 أفراد بأكملها في بيتٍ صغير من طابقين بالطوب اللبن وسقف من البوص وسعف النخيل ،فيقول " نعيش هنا بين جدران تلك المنزل ونحن ننتظر أن ينهال علينا في أي لحظة بسبب قدمة وعدم مقدرتنا على ترميمه , منذ أكثر من 10 سنوات .
 
و تضيف زوجته لحاجه مديحه " إحنا مش لقين نأكل ، إزائ هنجدد البيت" وبلهجة تحدٍّ واضحة تقاطعها صرخة طفلها محمد الذى يصرخ جوعاً لأنة يعيش على " اللبن الصناعي" وهى تحاول إسكاته "أصبر هتفرج" .
 
وقبل أن نغادر منطقة العشوائيات ,  لاحظنا تجمع من السيدات والأطفال فذهبنا لكي نعرف لماذا هذا التجمع وكان الأمر غريباً جداً عندما علمنا بأن هذا التجمع حول "حنفية مياه " الكل صغار وكبار يتصارع من أجل الحصول على الماء قبل أن تقطع الحنفية كـ"العادة" .
 
وتحدثنا مع كريم عوض ، الذي سرد لنا قصة هذه "الحنفية" قائلاً "جميعنا ينتظر هذا الوقت لكي يأخذ ما يكفيه من الماء قبل أن تقطع كالعادة وبعدها نعود لاستعمال الماء المخلوطة بالصرف الصحي حتى تعود لنا الماء في هذه الحنفية الوحيدة".
 
وأوضح جمال الدين محمود – خبير اقتصادي – بأن العشوائيات تتصف بخصائص اقتصادية يغلب عليها الفقر العام، والغالبية العظمى لسكانها دون مستوى الفقر، وقد فرضت الإمكانات والظروف على هؤلاء السكان أن تكون مساكنهم مشابهة لمساكنهم بالقرى التي جاءوا منها من حيث الضيق وصغر الحجم وعدم وجود دورات مياه، وربما بدأت جدرانها بالصفيح والكرتون أو الصاج من مخلفات مصانع المدينة.
 
وأضاف جمال الدين  قوله, أن الدراسات الرسمية الحكومية، وبحوث الجمعيات الأهلية بمصر أكدت وجود علاقة وثيقة بين ظاهرة "العشوائيات" السكنية، وبين ظواهر الإرهاب والجريمة إلا أن العشوائيات وسكانها لم يكونا مشكلة تؤرق الحكومة المصرية قبل ظهور موجات متتالية من الإرهابيين، ينتظمون في جماعات متشددة دينياً ، اعتباراً من سبعينات القرن الماضي، حتى الآن.
 
 
من جانبه قال أحد المسؤلين بالديوان العام لمحافظة سوهاج , بعد أن طلب عدم ذكر اسمه , إن العشوائيات في سوهاج تمثل نسبة 20 % من جملة لسكان بينما وصلت نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر في سوهاج إلي ما يقرب من 40 % من جملة السكان وفقا ً لإحصائية عام 2010 .
 
وأشار المصدر إلي أن مثل هذه العشوائيات تمثل خطوة كبيره علي المحافظة بصفة ٍ خاصة وعلي مصر بصفة ٍ عامه , إذ تعتبر العشوائيات قنبلة موقوتة معرضة للانفجار في أي وقت , بالإضافة إلي الحالة المعيشية التي تعيش فيها الأسر في تلك لمناطق , تهدد بتخريج جيل " متشرد " في أغلب الظروف , في ظل غياب جميع المقدرات الحياتية والمعيشية لهذه الأسر .
 
 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter