الأقباط متحدون - صناع الديكتاتور1-2
أخر تحديث ١٢:٣٧ | الاربعاء ٣ سبتمبر ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣٣١٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صناع الديكتاتور1-2

هتلر الديكتاتور
هتلر الديكتاتور

مينا ملاك عازر
كتبت لحضرتك من قبل أننا كلنا هذا الديكتاتور الذي يرفض الاختلاف معه، ومهما تظاهر بتحرره وتقبل رأي الآخر إلا أنه يبقى منتظراً الفرصة ليسدد للمعارضة ضربة إما تكسرها أو تنهي عليها وهذا على قدر المحبة المتبادلة أو على قدر حدة الاختلاف، على كل حال هذا ليس موضوعي الآن فأنا الآن أحدثك عن صناع الديكتاتور.

صناع الديكتاتور قد يكونون محبين له بقبولهم لكل ما يفعله، وبكثرة إطراءهم عليه، وبدفاعهم المستميت عما يفعله بالحق وبالباطل فيجعله هذا يشعر أنه

منزه عن النقد والنقض، فيعيث في الأرض فساداً ويغتر بمن يناصروه، وهذا عان منه مرسي فثقته في مؤيديه جعلوه يعمى عن رؤية واقع معارضة متزايدة الغضب، وكثرة المطبلين له صنع ذلك منه ديكتاتور ناهيك عن استعداده النفسي وتعاليم جماعته التي تظن أنها فوقية إلهية، كل هذا تضافر لصنع ديكتاتور فاشل فاشي نازي، استطاع الشعب المصري قهره والإطاحة به حين أصدر أوامر للجيش بالعزل لمرسي ولجماعته.

أشعر بك، وأنت تفكر فيما لو استمر المطبلين للسيسي يطبلون له هكذا، ويصمتون عن أخطاء حكومته، نعم حكومته، هذا بالمناسبة لا يعفيه من المسؤولية فهو الذي اختارها، ووافق عليها، عل كل حال الأخطاء واردة وأعمال الرجل تجعله في مأمن عن المحاسبة الجزئية، ونفضل المحاسبة الشاملة بعد مرور فترة زمنية معقولة، لكن لاأخفيك أن ارتجاليته الواضحة في قراراته وكلماته تؤلمني- ولكن هذا سيكون موضوع لقاء آخر معك- يقلقك كما يقلقني الحب الفياض للسيسي من قبل الشعب المصري، فقد تصنع منه ديكتاتوراً، أقول هذا غير خائف على الشعب المصري وإنما خائف على السيسي الذي أخشى عليه أن يأتي عليه يوماً يكمل مسيرته ديكتاتوراً بعد أن بدأها محارباً لهم، وشعبي الهوى والهوية.

نعم فمن الحب ما قتل، ومن دفاع عمال على بطال مؤذى ولكن ما يطمئنني أن السيسي شبعان على طبلية أبوه، ونفسه شبعانة، ولا أظن أنه بالساهل قد يستحيل لديكتاتوراً لكن عليه لكي يأمن هذه الجريمة التي قد يقترفها في حق نفسه وتاريخه وبلاده أن يغير رجاله كثيراً ولا يعتمد على أهل الثقة بل على أهل الخبرة، وحتى إن كان يفعل هذا فليستمر فيما يفعل، ويبقى ناظراً لأخطاء نفسه، ومواجهاً لنفسه بهفواتها، ويأبى أن يبررها له أحد بل يقصي من يبرر له لأنه من الغالب غاوي تقرب للسلطة.

كما يطمئنني شبع السيسي على طبلية والده، تزعجني خلفيته العسكرية، ما يعني لي استعداد تام لظهور شخص مُصدر للأوامر ومنتظر للتنفيذ، وهذا ما ألمحه في أمره بحفر القناة في خلال سنة ورضوخ الجميع لأوامره، يقلقني أكثر - صحيح أنا أُأيده فيما قرر وفيما يذهب لضيق الوقت- لكن يقلقني تماماً منه إصراره دون الاعتماد على من يدعم رأيه هذا من أهل الخبرة إلا إذا استشار أحد منهم ولا يعلن لنا هذا وهذا هو الآخر أرفضه تماماً فالشفافية مطلوبة ومطلوبة أكثر في حالة السيسي وفي هذه الحالة بالأكثر لتأمين منع صناعة ديكتاتور اسمه السيسي.

إلى هنا عزيزي القارئ، أتوقف لألتقي معك في موديل آخر من صناع الديكتاتور قد يكونون من الغير محبين له، من هم سنتعرف عليهم في الجزء الثاني من المقال.
المختصر المفيد النفس الشبعانة تدوس العسل.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter