بقلم: ماجد سمير
تميّز الصراع بين الخير والشر في الأفلام العربية بانتصار الخير على طول الخط تقريبًا، قلّما تجد فيلم يشير إلى انتصار الشر وهزيمته للخير، البطل يجب أن يتزوج البطلة لتكون النهاية دائمًا سعيدة، وكانت في أغلب الأحوال لقطة المشهد الأخير للفيلم تنقل عن طريق "زوم إن" قُبلة حارة يتبادلاها البطلان إلى أن منعت الرقابة ذلك بالاتساق مع فكرة الحلال والحرام التي غزت الوجدان والعقل الجمعي في مصر.
وتضمن المشاهد والأحداث بشكل حتمي تقريبًا الصراع الذي يقوده البطل كرمز للخير ضد الشرير وينجح البطل في النهاية في هزيمة محمود المليجي "أشهر مَن قاموا بدور الشرير في السينما المصرية على الإطلاق".
وكلنا نتذكر المشهد الخالد فيلم "رصيف نمرة خمسة " بين ملك الترسو فريد شوقي وهو يصفع "المليجي" على وجهه فيصرخ المليجي قائلاً: "مش آني .... مش آني" –بضم حرف الميم وكسر حرف الياء بشدة – مكررًا إياها مع كل صفعة من ملك الترسو على وجهه.
بداخل كل إنسان الخير والشر معًا، ملاك وشيطان يتصارعان دائمًا وعندما بتنصر الملاك يتحوّل إنسان إلى شخص ذو قيم ومبادئ وتسمو الأخلاق فوق كل شيء، وعندما يحدث العكس تصبح الأمور شديدة الصعوبة وتُرتَكب أفعال وردود أفعال تتسق مع الشر وطغيانه.
تبدو فكرة الصراع بين الملاك والشيطان بداخلنا أكثر وضوحًا في حالة وجودة منافسة وسباق، الكل يسعى خلاله لتحقيق الفوز الكاسح أو على الأقل هزيمة الأطراف المتصارعة، المنافسة خاصة في حالة احتدامها قد تضطر الأطراف المشاركة في التعامل بشكل أقل ما يوصف أنه غير أخلاقي، وكل طرف له رجاله وأبواقه الإعلامية فتجد بكل سهولة مَن يلوي الحقائق لصالح طرف حتى لو أدىَ الأمر إلى بخث حقوق الأخريين وسرقتها.
قرار لجنة الانضباط حول إشارة بركات ملك الحركات يثير الشبهات، فكرة الإجماع على القرار تؤكد أن هناك ثمة مجاملة أو خوف من اتخاذ قرار على غير رغبة القوى الكروية في مصر، لا يوجد أي شيء في الدنيا حوله إجماع ، الله جل جلاله لو تم عمل استفتاء حول وجوده لن يحصل على الإجماع، لأنه بكل بساطة هناك أناس لا دينيين وعبدة بوذا وهندوس وسيخ وغيرها من الديانات الوضعية، هذا إلى جانب الملحدين.
أكثر خبر أثّر فيَّ بشدة فور قراءته كان سباق الجري في الأولمبياد الخاص –الذي يشارك في مسابقتها ذوي الاحتياجات الخاصة– بعد انطلاق إشارة بدء السباق بأقل من ثانية سقط أحد المشاركون على الأرض فوقف باقي المتنافسين انتظارًا لقيامه ومشاركته لهم في السباق، لكنه لم يستطيع الوقوف فما كان منهم جميعًا إلا أن عادوا وساعدوه على الوقوف لكي يجروا معًا.
الخبر يحوي رسالة أتمنى يفهمها كل من يكيل بأكثر من مكيال في مصر قرار لجنة الانضباط باتحاد "الكوسة" المصري ما هو إلا جزء من منظومة فساد في كل شئون مصر تعدّت الأعناق حولت بكل بساطة الحق إلى باطل، وزينت الباطل وجعلت منه حقيقة ولا أملك إلا أن أنقل اللافتة المكتوبة باللغة الانجليزية التي رفعها جمهور الزمالك ونقلتها المواقع الالكترونية المختلفة YOUR GAME IS DIRTY