الأقباط متحدون - اليمين المتطرف
أخر تحديث ١٣:٥٤ | الثلاثاء ٢ سبتمبر ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٣٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اليمين المتطرف

د. محمود العلايلى
د. محمود العلايلى

 دائما ما كنا نقف من التيارات الدينية المتطرفة موقف المراقب حتى وجدناها جزءا من حياتنا اليومية بداية من جماعة الإخوان المسلمين مرورا بحازمون وكتائب شهداء الأقصى وأنصار بيت المقدس ووو.. حتى خرج علينا ياسر السرى من لندن أخيرا يروج لميليشيا جديدة باسم (داحم) وهى اختصار للدولة الإسلامية بحلوان والمطرية، داعيا الجميع لاستنساخ هذا النموذج وتكراره فى جميع أنحاء مصر معلنين النفير فى كل مكان، داعيا لحذو (داحم) ومنافسة داعش وفى ذلك فليتنافس المتنافسون، قائلا أيضا: لا تذهبوا للعراق أو الشام الآن فمصر محتاجة لكم يا رجال... إلى هنا والأمر فى السياق الطبيعى للتطرف الدينى واستخدام الدين لأهداف سياسية كما جرت العادة ولكن......

 
بينما تدعو الجماعات اليمينية المتطرفة للتدخل القسرى واستخدام العنف وحمل السلاح لفرض قيمها وجب علينا أن نؤكد أن التطرف ليس دينيا فقط بل والأهم، أليس لهذا التطرف رد فعل ؟!، لأنه ماذا ننتظر حينما نجد أن الدولة والجماعات يتفقان على تغييب القانون أحيانا أو تعطيله فى أحيان أخرى؟ ماذا ننتظر- على سبيل الأمثلة - من بعض الأطراف التى لم تشعر بالعدل جراء الصلح العرفى بين قبيلتى الدابودية والهلالية؟!.. ماذا ننتظر من أطراف تعرضت لظلم بين وتهجير قسرى فى المطرية فى مصالحة أشرفت عليها بعض قيادات الداخلية والمحليات؟! ماذا ننتظر من أهالى شهداء الشرطة والجيش الذين يشعرون بتأخير العدالة فى القصاص ممن قتلوا أبناءهم؟!.. ماذا ننتظر من شباب الأحياء الشعبية ونخوتهم تؤذى وكبرياؤهم يذل على أيدى مجموعات منظمة من الشباب يفرضون سيطرتهم على الحى؟! ماذا ننتظر ممن حرقت دور عبادتهم ومتاجرهم ويتعرضون للخطف أو التهديد به يوما بعد يوم؟! ماذا ننتظر من شباب مصرى متحفز يرى أن الدولة المصرية تهدم أمام عينيه على أيادى مدعى أستاذية العالم ومروجى فكرة الخلافة ؟؟!! هل ننتظر حتى نرى يوما مظاهرة من مظاهرات الإخوان وقد تعرضت لهجوم من مجهولين ليحولوها الى بركة من الدماء بداعى الثأر والانتقام، أم ننتظر حتى تخرج سرايا الانتقام ضد الإسلاميين فى قرية ما لتصفية البعض ردا على قتل أحد أبناء قبيلة أو عائلة من رجال الشرطة أو الجيش، وساعتها سنجد حتما مجموعات من قبيلة ما تأخذ بالثأر بغض النظر عن اتفاق رؤوس القبائل وكبارها وهنا لا يسعنا إلا أن نجد بيننا تنظيمات يمينية مصرية متطرفة ضد كل ما هو ليس مصرى أو أى دعوة ضد القومية المصرية مجندين فى صفوفهم الشباب المتحفز الغيور على وطنيته والذين كفروا بهذا النظام والذى سبقه والذى سيأتى، وبعض أتباع الفاشية الدينية الذين يئسوا من جدواها ومن قادتها.
 
أى دولة تستطيع تحمل هذا العبء؟! أى دولة تستطيع حفظ الأمن بين أطراف يمينية متطرفة تتقاتل فيما بينها، ولذلك نعتقد أن على السلطة اليوم قبل الغد أن تسارع فى تحقيق العدالة، وألا تستثنى أحدا من سلطة القانون، حيث يجب على المواطنين أن يروا قصاصا يتحقق بيد الدولة لأننا مازلنا فى حالة سيولة ثورية والكل يعتقد أنه مازال بإمكانه أخذ حقه بيده خاصة أن تكوين العصابات المسلحة أصبح أسهل من تشكيل فريق رياضى وبالأخص مع توافر السلاح، وعليه فإن التطرف ليس دينيا فقط حتى لا نفاجأ بغير ذلك، وإن كان على المستوى الدينى، فإن أخشى ما أخشاه ولا أتمنى حدوثه لسوء عواقبه أن نجد يوما ما من ضمن الحركات اليمينية المستحدثة... حركة يمينية متطرفة مسيحية!!!
نقلا عن المصر اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع