الأقباط متحدون - الجيش لا يقاوم الأفكار
أخر تحديث ٠٠:٣٩ | السبت ٣٠ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٢٤ | العدد ٣٣٠٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الجيش لا يقاوم الأفكار

عبد الفتاح السيسي- رئيس الجمهورية
عبد الفتاح السيسي- رئيس الجمهورية

مينا ملاك عازر
حدثتك صديقي القارئ أمس، في كلمة ونُص عن اندهاشي من عدم مبالاة الرئيس السيسي بداعش، وهذا حقه، وأنه يضمن عدم دخولها مصر ما دام الجيش والشعب أيد واحدة، وفي مقال الأربعاء الماضي ركزت على تراخي الشرطة، وتردي مستواها، وانسحاب أيدي الجيش من يديها ووقوفه على الحياد منها لأعمالها المؤسفة وتراخيها في جانب الأمن العام، المهم سألني بعد هاتين الفكرتين التي طرحتهما

أمال إنت عايز إيه؟ فقلت له يا صديقي، الأفكار لا تقاومها الجيوش المسلحة بالنار وإنما تقاومها الجيوش المسلحة بالعلم والكتب والأفكار المضادة، فالصراع الفكري صراع أعنف من الصراع الناري، أنا لا أنكر أهمية ما يقوم به الجيش بل وضرورته لكن يزعجني ويؤلمني ما يقوم به القائمون على العلم في مصر بتركهم الأفكار الخزعبلية الدموية والتخريبية تغزو العقول ولا تجد العقول من يحررها بافكار وغزوات فكرية مستنيرة.

 يا سادة المسألة أخطر مما نفعله، فما يقوم به الجيش هو سد لماسورة مياه منكسرة أي عمل مسكن قد يؤدي لتوقف تسرب المياه لفترة لكن بعد قليل ستعود المياه للتسرب مرة أخرى، الجيش يدمر بؤر إرهابية في سيناء وغيرها من الأماكن وهذا رائع لكن الأروع قطع المياه إغلاق المحبس بمنع كتب كثيرة تباع على الأرصفة تساهم في تجدد نبع المياه الملوثة التي يقاومها الجيش ومع استمرار تلك الكتب الهدامة يبقى الجيش يحرث في البحر.

الجيش لا يواجه كتباً على ارصفة فقط ولكن أيضاً أفكار على مواقع الإنترنت ما يعني أنه في حرب شرسة وأفكار الإنترنت لا يمكنك منعها وإنما يمكنك الرد عليها ودحضها وإلا ستنتصر عليك، وتكون بذلك بدعم عمل الجيش، الجيش يحتاج ليس لتلاحم قوى الشعب معه ولكن لأن يقوم كل مسؤول عن قطاع التعليم بدوره بوطنية وفدائية ليساعد الجيش لكي يقض على بؤر تؤرق هدوء المنطقة وتزعج الجيش.

وذلك لأن الجيش لا يقاوم الأفكار، الجيش يقاوم الإرهاب فادعموا اليجش بالطريقة السليمة وإن كانت ستأخذ وقتاً وأنت متأخر في البداية فيها لكن أن تأتي متأخراً خيراً من الا تأتي مطلقاً، ولذا على الدولة وضع إستراتيجية لتنقية الأذهان من الأفكار، وبالمناسبة دي أحب أنبهك أن أحد مقاتلي داعش خريج لأرقى المدارس الأجنبية في مصر وتعلم الفرنسية وخريج جامعة، القضية ليست محاربة الجهل إذن ولكن محاربة فكر يغزو عقول حتى خيرة الشباب، فهل تتدبرون أم تبقون هكذا مغيبون؟


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter