بقلم: القس بولس فؤاد
من السلوكيات الشائعة فى بعض الكنائس تواجد بعض أفراد الشعب – خاصة الشباب - فى فناء الكنيسة أثناء وجود خدمات رئيسية (عامة) فى الكنيسة.

وربما لو سألت البعض عن سبب تواجده فى فناء الكنيسة وليس داخلها ، ربما تجده مُستغرِباً لسؤالك ، كما لو أن القاعدة هى أن يكون فى الفناء ، والإستثناء أن يتواجد داخل الكنيسة.

هذه القضية تعتبر واحدة من أهم القضايا التى ينبغى دراستها وتحليلها والوقوف على أسباب حدوثها. فإن شباب اليوم هم رجال المستقبل وأرباب العائلات المسيحية التى ستنشأ قريباً، واعتيادهم على هذا الأسلوب ربما يشكِّل منهج حياة يسلكونه بقية العمر ، مما يخرُج بفكرة العبادة عن مضمونها ويُنتج لنا جيلاً لا يعرف عن العلاقة بالله سوى القشور والسطحيات.

وبصفة عامة لا يمكن أن نُنكر أن الحضور إلى الكنيسة يحمل فى طياته جزءاً من الحياة الإجتماعية للفرد ، حيث ينبغى أن يتقابل المرء مع معارفه وأصدقائه ، بل وأيضاً لإنشاء علاقات جديدة والتعرُّف على أناس لم يسبق له معرفتهم.

بيْد أن المسألة تحتاج إلى نوع من الفهم وقدْر من التنظيم حتى يكون لهذا التواجد فوائده وبركاته ولا يكون مجرَّد تصرُّف غير مدروس ربما تكون نتائجه السالبة أكثر من إيجابياته.

ولكى يكون الوقوف فى فناء الكنيسة أو التواجد فيه إيجابياً ونافعاً ولا يحمل أى شُبهة للعثرة أو الفهم الخاطىء ، يمكن أن يكون حسب التصورات التالية:
(1) بعد إنتهاء الخدمة التى حضر الشخص من أجلها وليس قبلها او أثناءها.

(2) أن يكون فى شكل مجموعات متجانسة وليس على شكل ثنائيات. بمعنى أن تقف مجموعة من الشبان والشابات بعد إجتماع للشباب، أو تتجمَّع أسرة مع بعضها بعد إنتهاء صلوات نهضات القديسين، أو لقاء الشمامسة بعد درس الأحان وهكذا.

أما وقوف شابة مع شاب فى ركنٍ منزوٍ داخل فناء الكنيسة ( حتى لو كانت زوجته أوخطيبته) فهذا أمر يقود إلى عثرة الآخرين وتشويه أفكارهم ، حتى لو كان لا يحمل أى معنى غير حميد.

( إذا كان طعام يُعثِر أخى ، فلن آكل لحماً إلى الأبد لئلا أُعثِر اخي (1كو 8 : 13)
(3) لا يكون الهدف الأساسى من الحضور هو التواجد فى الفناء مع الأصدقاء بقدر ما يكون نتيجة تلقائية للحضور من أجل العبادة.
(4) لا يتضمَّن إزعاج للآخرين أو يصدر عنه ما يُلفت النظر سواء نوع معين من الضحك أو الألفاظ أو السلوكيات التى لا تليق.
(5) لا يطول الوقوف إلى الدرجة التى قد يتجاوز الوقت المخصص للخدمة أصلاً. فلا يمكن تصوُّر وقوف مجموعة من الناس لمدة ساعتين مثلاً بعد خدمة وقتها ساعة واحدة ، وهم حضروا منها أساساً نصف ساعة فقط.

(devil) يكون الوقوف فى مكان ظاهر غير مثير للريبة أو الشكوك أو تشويش أفكار الآخرين.
(7) ينبغى التأكُّد من شخصيات الواقفين وأنهم معروفين للكنيسة وليس بينهم من يُخشَى من تصرُّفاته من أى نوع.
(music) يكون الهدف من الوقوف هدفاً إيجابياً يهدف إلى بناء الخدمة والنفوس وليس لمجرَّد الفرفشة وإضاعة الوقت. فهذا شخص يسأل عن سبب غياب فلان اليوم ، وآخر يخطر الواقفين أن الإمتحان الفلانى قد تأجَّل أو تقدَّم ، وثالث يعلن عن وسيلة مواصلات أسهل أو أرخص .... وهكذا.
لنقف حسناً ، لنقف باتصال ، لنقف بخوفِ ورعدةِ وخشوعِ ....
من مردات الشماس فى القداس الإغريغورى.
وإلى لقاء آخر.