الأقباط متحدون - انتفاضة العلميين
أخر تحديث ١٤:٠٠ | الاثنين ٢٥ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٩ | العدد ٣٣٠١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

انتفاضة العلميين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

خالد منتصر
وصلتنى رسالة موقعة من عدة طلبة بكليات العلوم المختلفة والذين كونوا ما يسمى «انتفاضة العلميين» باحثين عن حقوقهم المهدرة فى مجتمع لن ينهض إلا بهم. وصلتنى الرسالة عن طريق منسق الحركة محمد هنداوى، بعلوم المنصورة. هى صرخة على الورق أرجو أن يهتم بها الرئيس ورئيس الوزراء ويجعلاها بداية لمقابلة هؤلاء الشباب للاستماع إلى مطالبهم المشروعة: «فى الآونة الأخيرة تدهور حال البحث العلمى بمصر والذى أدى إلى تأخر مصر علمياً واقتصادياً

وكان هذا بمثابة الشرارة الأولى لاندلاع ثورة يناير، لم يؤخذ فى الاعتبار السبب الرئيسى، ألا وهو تأخرنا علمياً وعدم مواكبة مصر، كدولة نامية، للعلم. إن أغلب علمائها لم يجدوا البيئة الصالحة لبحثهم العلمى واتجهوا للخارج فارّين من إهمال وتدهور مكانة الباحث فى مصر، لكن كان هناك شرراً لم ينطفئ تحت رماد ثورة يناير

وهم مجموعة من الطلبة الذين عملوا على بث فكرة انتفاضة العلميين من محافظات مصر المختلفة لتوعية العلميين بحقوقهم والحصول على تأييدهم لمطالب الانتفاضة. وكما كان الموقع الاجتماعى «فيس بوك» وسيلة للتواصل بين الثوار كان أيضاً وسيلة للتواصل بين ثوار من نوع آخر لثورة جديدة فى مصر هى ثورة العلميين، ثائرين على أوضاع العلم فى مصر من مكانة منعدمة وتهميش قوى لبعض أقسام كلية العلوم والبحث العلمى الذى لا يتعدى اسماً ملحقاً لوزارة التعليم العالى، ما يعانيه طلبة العلوم يظهر جلياً عند تخرجهم، فلا يجدوا مسمى وظيفياً ولا قانوناً يحمى لهم مهنتهم من الداخلين عليها

مع العلم أنه لو اهتمت مصر حكومة وشعباً بكلية العلوم والبحث العلمى لاستطاعت الخروج من ضائقتها وعجزها ومن كونها دولة نامية: فمشكلة الكهرباء بحث علمى، تلوث المياه بحث علمى، الأمراض المستعصية والمزمنة وطرق علاجها بحث علمى، فالمعنيون بذلك هم خريجو كلية العلوم بكافة أقسامها (الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، علم الحيوان، علم الجيولوجيا، علم النبات

وأخيراً وليس آخراً، علوم الحاسب). ولما زاد الاضطهاد من المجتمع والدولة للعلميين وعدم الاعتراف بكفاءة خريجى العلوم، قررنا التكاتف والتحالف نحن الطلبة والخريجين على مستوى معظم كليات العلوم المصرية مطالبين بالآتى: - تطوير المناهج التعليمية لمواكبة العلوم والتكنولوجيا حالياً. - إقرار قانون مزاولة المهن العلمية لحماية العلميين والمقدم لمجلس الوزراء فى مايو 2013. - زيادة سنة خامسة تطبيقية لكليات العلوم لربط الخريج بسوق العمل ومتطلباته. - توفير المناخ للبحث العلمى ووضع ميزانية خاصة له تكفى لإجراء البحوث وتطوير المعامل بما يتلاءم مع احتياجات الباحث وليست لتطوير المكاتب الإدارية. انتفاضة العلميين هدفها هو العلم ومكانته فى المجتمع، وسنظل وراء مطالبنا إلى أن تتحقق كلها.

فالكثير من العلميين يطلق عليهم «فنى»، ونادراً ما يعمل بشهادته، فإنه يضطر إلى أن ينزل لمرتبة الفنى أو تحضير دراسات عليا والتى تمثل عبئاً مادياً عليه، فما يلاقيه نظراؤنا فى معظم دول العالم من اهتمام نلاقيه هنا فى مصر اضطهاداً وإهانة وكأنهم بددوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد» وقوله: «العلماء ورثة الأنبياء»، فكلية زويل والباز ومصطفى السيد يجب ألا يُقدّر لها أن يحصل خريجُها على لقب فنى. فرجاء إن كنتم ترون أن كلية العلوم ليست ذات أهمية أن تلغوها حتى لا تعانى أجيال أخرى مما نعانيه الآن، وبذلك يتسنى لأى عدو، وبسهولة، هزيمة مصر علمياً بل وبالقضاء عليها». انتهت رسالة العلميين المحبطين الذين بدونهم لا مستقبل لنا، فهل سيستمع إليهم الرئيس.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع