الأقباط متحدون - لغة الشوارع بين النخبة المصرية
أخر تحديث ١٣:٥٢ | الاثنين ٢٥ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٩ | العدد ٣٣٠١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لغة الشوارع بين النخبة المصرية

بقلم :  د.ماجد عزت إسرائيل

اللغة هي الأداة التي يعبر بها الإنســـان عن أفكــاره ومشاعره، ولا يحدث أن يرتقى شعب، وتتنوع الأعمال فيه، دون أن تكون له لغــة غنيـــة تيسر له التعبير عن مختــلف نـواحي الحياة، واللغة كائن حي ينمو ويتـغير ويتطور تبعا لظروف المكان والزمان،واللغة هى التى تساعد على فهم

الآخر وتقبله،ومعرفة آدابه وثقافته وتاريخه وعادته وتقـاليده،وأيضًا التـــواصل مع السلطة الحاكمة وعامة الشعب،ولكل حديث لغته فعندما تتحدث فى الأمور الـــدينية لأبد من ذكر الـعديد من المفرادات والمعــانى والكلمات الدالة على طبيعة الموضوع،كما أن هناك لغة للمــحبين منها لغـة

العيون،ولغة الإشارات ومنها ما ورد فى قصيدة للشاعر العراقى لـ "معروف بن عبد الغنى البغدادى الرصافى" قـائلاً"إشاراتنا في الحب رمز عيــــوننا ... وكل لبيب بالإشارة يفهم ..... حواجبنا تقضي الحوائج بيننا ..... فنحنُ سكوتٌ ، والهوى يتكلمُ "،وهناك لغـــــة للتخاطب مع

الرؤساء ورجال السياسية والعلم والفنون والرياضة ،كما أن للحيوانات والطيور لغتها الخاصة بها،فبدون اللغة لا يمكن التواصل بين الشعوب العالم.
 
            أما لغة الشوارع فالشارع حسب ما ورد فى  معجم المعانى العربى الشارع فى الشىء أى البادىء فيه ،والشارع الطريق الأعظم فى المدينة،وكما كان متبع عند تخطيط المدن قديما هناك شارع رئيسى فى وسط المدينة وتتفرع منه دروب (شـوارع ضيقة) وبما تنتهى بزقاق مثل

"زقاق المدق" فى القاهرة الفاطمية،كما أتضح لنا من خلال كتابات الأديب العالمى "نجيب محفوظ" فى روايته "الثلاثية"،بإن لكل منطقة ثقـافة محلية خاصة به،أو مميزات تختلف عن الآخر،وبالرغم من ذلك جمعتهم لغة المحبة والتـواصل فى المحافظة على تراثنا الثقافى، أو بمعنى آخر ثقافة الحارة المصرية،أما الآن فلغة الشارع أختلفت وأصبحت متعددة الأشارات والمفاهيم،منها الروشنة وتنتشر بين الشباب بعديد من الألفاظ

والمصطلحـــات نذكر منها استمورننج ، الأبلتين ، اعمل دماغ، إدِّيها جاز، إيه النظام ، آنَزَر ستوون، إزبهَّل، احـلق ، أتوبيس راجع بضهره، أعَلمُّه ، إنْش، اختصار لاسم "انشراح الخباثه ، الفـاشوش اشاعاتي ، أتاري، أبو الغضب السريع ، أُوزي (مزاز)،والسـبوبة انزل من علي ودني،

وأرغـــن، وبالجزمة وهناك لغة الشات،وهى مجموعة علامات تعددت أنظمته فى وقتنا الحالى نتيـجة التطور السريع فى عالم البرمجيات، وبالرغم من دورها فى التواصل السريع بين مستخدميها إلا أنها فقدت أداب اللغة فى الحديث والحوار ومن هنا فقدت مكانتها،ونذكر هنا مثل على لغة

الشارع فى الدول الأوروبية ففى دولة مثل "ألمانيا" تجد لغة الشارع هى فى الأصل تنبع  من لغة التعليم بالمدرسة والمعاهد والجامعات ،ونذكر هنا على سبيل المثال الطفل الألمانى عندما يلتحق بالحاضة يتم تعليمه لغة مخاطبة الكبير،واحترام أشارات المرور،والآداب العامة فى زيارات المتاحف والحدائق،ويتم تحفيظه أرقام النجده بالشرطة والمستشفيات لخدمته،وفى مرحلة المرحلة الأعدادية يدرس مادة تعرف بـ "السياسية" ليتعرف على

الحياة السياسية والحزبية وقوانين الدستور الألمانى، ويدرك الطفل الذى يبلغ 14 سنة أنه يخضع لسيادة القانون،فإذا فعل أى خطأ يعاقب طبقا للقانون،وفى مرحلة الجامعة يجمع معظم الطلاب ما بين الدراسة والعمل،وبعد تخرجه يصبح الفرد شخص سوى يعرف حقوقه وواجباته،،وبذلك ترتقى الدول والشعوب،يا ليتنا نعود لثقـافة "أولاد حارتنا"!
 
     أما كلمة(نخــبة) فى القاموس العربى  تعنى مجموعة غـالباً ما تكون صغيرة ومنتقاه بدقـة، وتمتاز بالثروة الثقافـيـة،أو المركز الاجتماعى أو السلطة السياسية ،وتعنى فى القاموس اللاتينى أيضا الأقـلية المنتخبة أو المنتـقاة من مجموعة اجتماعيـة تمارس نفوذا غالباً فى تلك المجموعة

أوحزب أو طائفة دينية أو دولة،ويطلق هذا المفهوم على من يشغلون مراكز عليا في المجتمع، لما يتفوقون به على غيرهم من صفات حقـيقية أو مزعـومة، وللتمييز بين النخـــــبة في مجتمع ما، وبين الجـماعات الأخرى التي لا تتميز بالصفات نفـــسها ، لـذا لا يمكن الحديث عن النخبة إلا فى داخل أحد فروع النشاط،ومن فروعها: النخبة الاجتماعية،والدينـية،والسياسية،و الثقافية، خلاصة القــول:النخبة هم قـادة الرآى العام والمــــؤثرين فيه، ويشــكلون اتجاهات الرآى العام وتوجيهات المجتمع.
 
وأنا أريد أن أذكر ما يــتلوه علينا كل يوم مقدمى برامج  التوك شو أو البرامج ذات الطابع السياسي أو التى تناقش مشاكــــلنا الاجتماعية، ويسمعه أطـــفالنا وشبابنا و نذكر على سبيل المثال وليس الحصر، بمناسبة مشاكل إنقطاع التيار الكـــــهربائى بمصر لفترة طويلة،ما ذكره الأعلامى

"يوسف الحسينى "  فى برنامجه "السادة المحترمون" على قناة (اون تى فى ) حيث وضح قائلاً"على المواطنين التعاون مع السلطات الأمنية والإبلاغ عن أى عنصر إخوانى فى الأماكن التى يتم فيها تنفيذ الأعمال التخربية"،بالطبع هذا كلام ايجابى الأبلاغ على الإخـوان أو غيرهم ،ولكن الــشىء السلبى عندما استكمل حديثه قــــــائلاً " النور لما يقطع.. المــــواطن هيضرب الإخـــوان بالجزمة"،وأيضًا ما ذكرته "أمانى الخـــياط" فى

برنامحها "صباح اون تى فى "عن دولة المغرب قائله "دولة المغرب اقتصادها قــــائم على الدعارة"،أو ما فعله الدكـتور "توفيق عكاشة " فى برنامجه "مصر اليوم "على قــــناته "الفراعين " عندما خلـــع حذائه على الهواء مباشرة، وواصل قـائلاً " سنضرب بالجــــزمة كل من يدعم غزة.....

أو حماس "،أنا لا أعلق على أحـــد،بل إنني أطرح سؤالا هل هذا هو الأعـــلام الذى يدرس فى المعاهـــد والجامعات المصرية ؟هل يرتقى هذا الأعلام مع تاريخ وحضارة مصر العظيمة ؟ أم لأبـــد من أن نعـيد مراجعة أمورنا وأعلامناً؟هل يصلح هذا الأعلام لتربية وتوجيه أطفالنا وشبابنا؟.
 
   أما  الدكتور "عبد الرحيم على" فلا أحد يختلف على حبه لمصر،وأنا كمؤرخ اعترف بأنه قدم لنا مادة وثائقية قيمة، تعرف فى وقتنا الحاضر بالتاريخ الشفاهى ـ ما يقوم بروايته الأفراد المعاصرين للحدث،أو التسجيلات الصوتية أو المرئية ـ عبر ما يقدمه فى برنامجه الشــــهير "الصندوق الأسود" على قناة " القـــاهرة والناس" والذى طرح من خلاله العــديد من القضايا الوطنية الهامة،والتى كشفت رموز كنا نعتــقد يوما أنها

وطنيه،ولكنه كــــشف لنا حقيقته،وفى الأونه الأخيرة مع برنامجه من البث المباشر،والذى كان ينوى إذاعـــة مكالمة تليــفونية لرجل الأعمال القبطى "نجيب ساويرس"،فاتهم "ســـاويرس"بأنه السبب فى منع برنامجه،وتهكم عليه ،ووعده بكشف المستور،وذكر العديد من المواقف معه عبر " البــوابة نيوز " وما دار بينهم فى مدينة "باريس"عاصمة فرنسا ،عندما كان يترجى فيه عدم دفع  7 مليار للإخوان المسلمون  فى سنة حكمهم

لمصر،المهم اللغة التى استخدمها الدكتور "عبد الرحيــــم على" كانت لغة تهديد ووعيد،هل نسمى ذلك أعلام ؟مع العلم أن مشكلة الدكتور "عبد الرحــــيم مع ساويـــرس" هى مشكلة ما بين صديقان لا أكثر ولا أقل!وسوف تنتهى قريبا وهذا ما نتمناه.
 
      ولكن الخطورة أن مشكلة الدكتــــور"عبد الرحيم على" تبنـــاها آخرون للدفاع عنه،نذكر  منهم الدكتور "طارق حجى" الذى كتب مقال بعنوان" ســــاويرس أرغن  وحسبها غلـط" ولا يصلح للدور العام وحـــــذاء عبد الرحيم على أكثر وطنيه  وثقافة من هذا الــولد الذى لم ينضج " وبذات المقال نسب لقداسة الراحل البابا شنــــودة الثالث (1971-2012م) كلام لا يمكن أن يذكره البابا حيث ذكر قائلاً " لا أملك أن إلا  أترحم

على البابا شنودة الثالث الذى قـــال لى عن هذا الولد الأرغن ذات يوم :لو أن أمريكا ألمحت له بــــكراهيته لكنيسة بلـــــده فسوف لا يمنعه شيء من محاربة كنيسته"،وربما أعـــــتقد أن الدكتور " طـــارق حجى"فقد الكثير عند الأقباط، وخاصة بعدما داخل فى صراع مع الحقوقى "مجدى خليل "الذى كتب مقال  نفى ما ذكــره عن البابا شنودة الثالث ،والمهندس نجيب ساويرس،فما كان من "طـــــارق حجى "إلا أن أرسل  له تهديد عبر

بريده الألكترونى  قائلا:"  سأقـــــاضيك عن كل كلمة وعندما ستفشل فى إثبات كل التهم الحقيرة التى توجها لمن لا تصل رأسك لكعب حذاءه سأدخلك (بالــــقانون) السجن. واقسم بالله اننى (مرة اخــري : بالقانون) سأسجنك فكل ما كلته من تهم انما هى امور مثلك خسيسة. سيطالبك

القاضى بأن تثبت انني رجل المخـــــابرات المصرية وسيطالـــــبك بإثبات القاذورات السلوكية التى اتهمت بها سيدك وعندما ستعجز عن تقديم دليل فسوف تسجن. ويكفى اننى اعلم كم انت اجير لكثيرين مثل عدلي ابادير ونجيب ساويرس ويكفي ان روحك الطائـــفية البغيضة ظاهرة وجلية بالشكل

الذى جعل كل مصري لا يشاركك التعصب يكرهك ويحــــــــتقرك ايــها الرخيص المتسول".والسؤال الآن من المسؤل عن تدنى لغة الحوار أو لغة الأعـــــــلام أو لغة الشارع؟
 
       وأخيراً،يجب علينا جمعياً مراجعة مواقفناً وأن نبدأ بداية حسنة، ولا داعى أن نذكر أصل فلان ده فلول "يعنى من نظام مبارك " و فلان ده "إخــــوان ""يعنى تابع لـ"جماعة الإخوان المسلمون" وفلان ده "لبرالى" يعنى "حر فى أفكاره" وفلان ده مسلم "يعنى من "المسلمين" فلان ده

قبطى  يعنى من "الأقباط المسيحين"،على النخبة المصرية طرح مشروع ثقــــافى قومى، يسهم فى البناء لا الهدم ،الجمع لا الأنفرادية،التعمير وليس التخريب، زراعة الأرضى وليس البناء على الأراضى الزراعية،حفر الترع والقنوات وشق الطرق ورسم المدن الجـديدة و تسجيع أطفالنا وشبابناً لأنهم هم أمالنا ومستقبلنا،وعلينا أن ندعو لمصر أن تنهض من جديد.  

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter