الأقباط متحدون - بالصور.. أطفال الشوارع المنيا بين الأمل والألم
أخر تحديث ٠٦:١٤ | الاثنين ٢٥ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٩ | العدد ٣٣٠١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بالصور.. أطفال الشوارع المنيا بين الأمل والألم

أطفال الشوارع المنيا بين الأمل والألم
أطفال الشوارع المنيا بين الأمل والألم
ملاك فوزي غالي
أجساد هزيلة تحملها قدمان حافيتين, ووجه ارتسمت عليه مرارة الأيام، غيب الحزن فرحهم , يحجبون أوجاعهم بضحكات مسروقة، بعيون حزينة يراقبون أيادي الأطفال في سنهم وهي تتشابك بأيادي والديهم، أم هم فلم يصيبهم من الحياة سوي الضجر والطرد والترك.
 
أنهم أطفال الشوارع اللذين يتنقلون بخطوات متأنية  بين إشارات المرور، مواقف السيارات والمقاهي، بإصرار يستجدون عطف الناس على أمل الحصول على القليل من المال، فيما يمتهن آخرون بعض الأعمال لضمان قوت اليوم رغم حداثة سنهم. 
 
جمعتهم الظروف السيئة، واشتركوا في مصير قاتم رغم تعدد الأسباب،وطرحتهم الظروف الاقتصادية في أحضان الشارع الذي أجبرهم علي التدخين والإدمان، وأحيانا اقتراف الجرائم، هذا ولان المنيا من اكبر المحافظات التي تنتشر فيها ظاهرة أطفال الشوارع في صعيد مصر لأسباب كثيرة أبرزها انتشار البطالة والفقر والاميه والجهل والمرض وارتفاع معدل الإنجاب والتسرب من التعليم , كان يجب ان نتوقف امام هذه الظاهره التي انتشرت بصورة مفزعه بشوارع المحافظة . 
 
أعلي كوبري للمشاة اتخذ بطاطا وكوله وبرشامه مأوي لهم , حيث افترشوا الارض وصنعوا من ورق الكارتون أسرة لهم , تاركين أحضان أسرته الدافئ , ودفعهم لذلك الظروف الاقتصاديه الصعبه. , ويقول بطاطا كنت أعيش في حي كدوان مع أشقائي السبعة ومات أبي  وعمري صغير وكان يعمل سمكري لبوابير الجاز فقررت العمل لمساعدة أمي وتوجهت ألي الكورنيش فوجدت أطفال في سني يبيعون المناديل الورق وجلد الحنفيات وأنابيب البوتاجاز فطلبت منهم أن اعمل معهم فاصطحبوني ألي المعلم مصطفي الذي طلب مني أن أقوم بجمع الكراتين من الشوارع مقابل الحصول علي 13  جنيها يوميا وبالفعل وافقت وفي الشتاء كنت اشعر بالبرد القرص ومع مرور الوقت تعودت عليه حتى أنني كنت أنام تحت كوبري الاضافيه في عز الشتاء مع باقي زملائي الذين تعودت عليهم وبين الحين والأخر اذهب ألي منزلي لأري أخوتي وأمي.  
 
أما الطفل " برشامه" الذي يروي يومياته  في الشارع قائلا تركت منزل أبي الذي يعمل زبالا بسبب معايرته لي بالرسوب في المدرسة وتوجهت للعمل في ورشه كاوتش "أصلاح إطارات سيارات " وبعد مرور أسبوع ضربني صاحب الورشة وطردني وقال لي امشي ياحرامي فذهبت للمنزل وقلت لأبي ما حدث فضربني أيضا وطردني من المنزل فوجدت نفسي في الشارع وقررت المبيت علي الكورنيش وهناك تعرفت علي 4 أطفال من سني يعملون مع كهربائي سيارات فاصطحبوني ألي الورشة لأعمل معهم وعلموني تدخين السجائر وبعد انتهاء العمل بالورشة كنا نذهب لنجلس علي  مقهى بجوار موقف السيارات لنشرب الشيشيه ونبيت في نفس المكان بعدها طردنا صاحب الورشة واتهامنا بالسرقة فقررنا أن نقوم ببيع المناديل فوق كوبري المحطة وكان اغلب المارة يعطفون علينا بالمال دون أن يقوم بالشراء وعندما نشعر بالجوع نتردد علي مطاعم الفول الطعمية لنحصل علي الطعام بدون مقابل 
أما  الطفل كوله فقال هربنا من مؤسسة البنين بسبب الاهمال الذي يسود أرجاء المؤسسه , حيث نتعرض لمضايقات من قبل الموظفين , اللذين لا يشعرون باحتياجاتنا , ومطالبنا , وهربنا منها بسبب المعامله السيئه , فنحن أطفال نحتاج لمن يسمعنا ويحترمنا , خاصتا مع غياب حنان الوالدين , لذا فضلت العيش في الشارع بديلا عن المؤسسه التي تحولت الي خرابه .
أما  الطفلة  جميلة  14 سنه  فتقول خرجت من المدرسة رغم وصولي الي الصف الرابع الابتدائي , بسبب الظروف الاقتصاديه الصعبه التي تمر بها الاسره , وفضلت بيع المناديل لمساعدة الاسره , رغم تعرضي للكثير من المضايقات من الماره وزملاء المهنه .
 
ومن جانبه يقول محمد عمر  مدير الجمعية المصرية لرعاية  اطفال الشوارع  بالمنيا , ان احد الدارسات  بمنظمات المجتمع المدنى أكدت علي وجود حوالي  5 الاف طفل شارع بالمنيا , بالاضافه الي ان المنيا   هى  المصدره  لاطفال الشوارع بمحافظتى  القاهرة والاسكندرية , وأضاف عمر ان الفقر والمستوى المادى والاجتماعي والاقتصادى , والتفكك الاسري أحد اهم الاسباب التي تدفع الطفل الي اللجوء للشارع , وهو ما

ينعكس سلبيا عليه , حيث يتعلم عادات سيئه مثل التدخين وتصل الي الادمان وغيرها من العادات المخالفه لقيم وعادات المجتمع المصري .
وأضافعمر  أن هدف الجمعيه وقائي وعلاجي , ففي البدايه نحاول حماية الاطفال المعرضين للنزول للشارع بسبب الظروف الاقتصاديه , والتفكك الاسري , من خلال توفير الرعايه اللازمة لهم , داخل اسرهم .
 
 أما دور الجمعيه العلاجي فهو يحتاج الى تدخلات  لطفل الشارع  واسرته واستقبالهم  فى مركز للايواء  وتعليمهم مهارات  ودورات تدريبية وحرفية واعادة  تاهيل الطفل بالتعاون مع مركز التشيد والبناء والمدربين الخاصين والمجلس القومى للامومة والطفولة
 
وفقا لقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل رقم 126 لسنة 2008 بالمادة 97 , والذي ينص علي انشاء  لجان عامة لحماية الطفل بكل محافظة ولجان فرعية بكل  مركز , وعلى الرغم من ذلك الا ان  وجود طفل الشارع وسط اسرتة افضل من تعايشه بالشارع فاليوم الذى يقضية

الطفل بالمنزل يساوى سنة يقضيها بعيدا عنها .  وأضاف اننا إستطعنا قال اعادة تاهيل 65 طفل شارع   واعادتهم لاسرتهم وتدريبهم على العديد من الحرف . 
  
 
 ويري سامح فوزي مدير جمعية المستقبل بالمنيا  أن القضاء علي عمالة الأطفال يتطلب تكاتف منظمات المجتمع المدني مع الحكومة مؤكدا انه لا توجد احصائيه دقيقه بعدد أطفال الشوارع وان الظاهرة المنتشرة في المنيا هي عمالة  أطفال يقومون ببيع المناديل الورق ويجمعون الكراتين بغرض التسول لمساعدة أسرهم التي تعيش في تفكك خاصة بالأحياء الشعبية ويدفعهم هذا ألي التسرب من التعليم 
 
ويوضح  فوزي أن الطفل الذي يدر علي أسرته عائد مادي بشكل منتظم يشعر بالاستقلالية وأنه صانع قرار ومن هنا يصعب السيطرة عليه ويتجه ألي التدخين وتناول المخدرات وشم الكله والبنزين بسبب عدم وجود حسيب أو رقيب عليه وطالب فاروق بالتوسع في أنشاء مدارس الفصل الواحد بحيث تكون جاذبه وتجمع هؤلاء الأطفال وتعتني بهم في فترات النهار من خلال تقديم وجبات غذائية ووسائل جذب وترفيه . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter