الأقباط متحدون - بقاء الأنظمة العربية مرهون بإستئصال الفكر الداعشي
أخر تحديث ٢٣:٤٢ | الأحد ٢٤ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٨ | العدد ٣٣٠٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بقاء الأنظمة العربية مرهون بإستئصال الفكر الداعشي

داعش
داعش
أحلام اكرم

 أحلام اكرم
أتابع تهليل بعض الكتاب المبطّن لصعود الدولة الإسلامية وقدرتها على الصمود الطويل الأجل نظرآ لقدرتها المالية التي إستحوذت عليها من بنوك الموصل و’تقدّر ب سبعة مليارات دولار، ومخزون أسلحة حديثة غنمتها من الجيش العراقي يكفيها لسنوات قادمة، إضافة إلى إحتلالها لأجزاء من منابع نفط العراق.. ثم خبرتها العسكرية التي حازتها خلال ثلاث سنوات من وجودها وحربها في سوريا.. وأن بسالة مقاتليها تأتي من خلال إيمانهم ورغبتهم في الشهادة لملاقاة الحور العين والحشر مع الصحابة والصديقين...

... وبرغم تحذيرهم من خطرها التام على المنطقة العربية.. إلا أنني أشك في مصداقيتهم الإنسانية و’بعد نظرهم، لأنهم وفي طريقة كتابتهم ’يروّجون لها حين يتناسوا ويغفلوا عن ذكر خطرها التام على المواطنين الآخرين الموجودين في العراق وسوريا. والتي قامت هذه الدولة الإرهابية بقطع رؤوسهم وسبي نسائهم.. وتجويع اطفالهم..ويذكروة كمجرد خبر. وخطرها التام على العالم بأجمعه.. حين لا ينددوا بهدف بسالة مقاتليها وهو الجهاد ونشر الدعوة وملاقاة الحور العين.. وحين يؤكدوا بأن زحف داعش على الأردن وإسقاط نظامه ليس إلا لأنه ’يشكّل البوابة الرئيسية والأكثر اهمية للوصول للأراضي الفلسطينية المحتله وتحرير فلسطين؟؟؟ وهو ما لم أسمعة من قيادة داعش... وأن هرولة ما يزيد عن ثلاثون ألفا من القوات العراقية من أمامها.. ماهو إلا لقوة إرادة محاربيها.. متناسين بأن سياسات المالكي الكارثية والتي أشعلت شرارة الطائفية حين عمل على إقصاء السنة.. ربما تكون السبب الأساسي في الهروب وما أسهم في إنماء داعش.... وربما أيضا الخوف من قتل مسلم أخاك في الدين... أما هرب القوات الكردية فقد يكون بهدف إقتناص الفرصة السياسية للمطالبه بحقهم في دولة كرديه؟؟

 ما ثبت فعلآ بأن كلا الطرفان "العرب والأكراد" خذلوا اليزيدين بخسه.. وتركوهم فريسة سهله لقوات الدولة الإسلامية الداعشية.. وكما أكّدت على ذلك النائبة اليزيدية عروبه.. بأن ذلك تمّ "" بمباركة الجيران المسلمين الذين كانت تربطنا معهم علاقات حميمة وطيدة، جمعتنا أرض واحدة ولسنوات عديده ""

السؤال الذي يحيّرني... لماذا صمت العلماء والدعاة ولم يستجيبوا لنداء الملك السعودي حين ركّز على خطر “الدولة الاسلامية”، والتزموا الصمت. لماذا لم يستجب لعفوه عن العائدين سوى قلّة بسيطة من المقاتلين في صفوف داعش.. بينما لا يزال آلاف منهم يحاربوا في صفوف الدولة الإسلامية؟؟؟

السؤال الآخر..هل رفض الولايات المتحدة والدول الغربية دعم المعارضة السورية المعتدلة في بداية الثورة السورية ساهم في خلق وإنماء قوى التطرف؟؟؟ وهل خوف الولايات المتحدة وبريطانيا من الإرهابيين في دولهم هو ما حدا بهم لإستدراج الإرهابيين إلى المنطقة العربية لتطويقهم والتخلص منهم هناك؟؟؟

أيضا هل تهديد داعش للولايات المتحدة الأميركية بذبح مواطنيها على غرار ما فعلته بالصحفي الأميركي من باب التباهي.. أم ام من باب خسارة لعدد كبير من خيرة مقاتليها؟؟ المصيبة أنه وفي كلتا الحالتين يساهم في حشد مزيد من المتطوعين سواء الغربيين أو العرب في صفوفها..

في كل الأحوال حتى وإن قررت الولايات المتحدة الدخول في مواجهة مباشرة مع الدولة الإسلامية ( وهو ما تحدث عنه الرئيس بعد مقتل الصحفي )بعد رفضها التدخل بشكل مباشر كما جاء على لسان أوباما في مقابلته مع توماس فريدمان والذي رفض فيه أن تكون الولايات مطية لمساعدة أي طرف بينما كل الأطراف شركاء في التحريض الطائفي.. وهو ما تتردد فيه فرنسا وبريطانيا حتى الآن.. فإن قوة داعش تكمن حين رؤّج فقهاء الدين في كل المنطقة العربية لجعل الدين عنصر الحياة الأساسي.. في منهاج تعليمي إستمر لعقود بحيث صبغ المجتمع بصيغة إيمان أعمى بأنهم الأعلون.. وخير امة... حين أغرق فقهاء الدين المنطقة كلها بالفتاوي التي تتناقض مع العقل.. والروح.. حين موّلت دول النفط الغنية بناء المدارس الإسلامية في كل بقعة من الأرض.. مما ساعد على إنجاح داعش وأمثالها في كسب التعاطف الشعبي المحلي.. ومن تلك المدارس الخارجية في بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وغيرها.. إستطاعت داعش إستقطاب أفضل الشبان للقيادة العسكرية.. حين نجحت في جعل الغلو في الدين موضة حديثة للشباب المسلم الذي يحمل جنسية غربية والذي ثبت بوجود خلايا نائمه لمنظمات متطرفة حتى في الولايات المتحدة.. إستطاعت إستقطابهم وخلق شبكة إرهاب دولية أحد نتائجها الصورة المقززة والبشعة لمسلم بريطاني وهو يذبح الصحفي الأميركي بوحشية وبربرية؟؟ حتى ومع إعترافه الأخيربأن سياسة واشنطن هي المسؤول الأول عن قتله!

من مثل هذا الفكر المتشدد خرج من يقول في داعش بأنه سيقتل حتى أباه إن كان في المعسكر المخالف له.مستندا إلى رواية في التراث.. ’تبين كيف قتل المسلمون آبائهم وأقاربهم حين حاربوهم في فتح مكه والغزوات الأخرى!

لا يمكن القضاء على داعش عسكريا فقط.. حتى ولو بمساعدة كل الدول الغربية.. محاربة داعش تبدأ في تبني سياسة عربية موحدة للقضاء عليهم.. من خلال حملات توعية إعلامية مكثفة للقضاء على هذا الفكر المتشدد الذي ألجم أفواه رجال الدين في السعودية حين دعاهم الملك عبد الله للتنديد علانية بداعش وأفكارها والمستقبل المظلم الذي تقود المنطقة العربية إليه؟؟؟؟ لأنهم عرفوا وإن لم يعترفوا بأن جريمة داعش ما هي إلا النتيجة الطبيعية للثقافة التي روّجوا لها..

ما سيحث أنظمة الدول العربية لمواجهتها وأتمنى ان يكون عاجلآ وليس آجلآ.. خطرها التام على وجودهم.. وسخط الشعوب عليهم.. بما يجعل التعاطف والإنتظام في صفوفها مقبولا ومتلاقيا مع محاولتها المستمرة لتشكيل جيش جهادي من كافة الجهاديين المهاجرين من كافة بقاع الأرض.. ومبايعة غالبية تلك التنظيمات الجهادية لها.. وعليه فإنه:

لا يمكن محاربة داعش بدون القيام بإصلاحات سياسية وإقتصادية وإجتماعية جذرية تؤسس لديمقراطية حقة تخرج المنطقة وإنسانها العربي من حالة الفقر المدقع سواء ثقافيا أو ماليا.

لايمكن محاربة داعش بدون الدخول في عملية غربلة كاملة لكل كتب التراث والتي تتقاطع في الكثير منها مع أفكار داعش وطالبان والقاعدة والإخوان وغيرهم.

لا يمكن محاربة داعش بينما تستمر الدول العربية بدعوى الخصوصية.. تتستر على إنتهاكات حقوق الإنسان من خلال نظام قضائي يستند إلى تأويلات فقهية تضيع من خلالها الحقوق...

لا ’يمكن القضاء على داعش بينما نتردد في التأكيد على ضرورة فصل الدين عن الدولة.. حيث كتب أحد الصحفيين المشهورين قبل سنتين ""الخلافة الوحيدة التي أفاخر بها هي خلافة أبي بكر, ولا أريد في أي بلد عربي دولة الخلافة, وإنما دولة مدنية تتسع لجميع المواطنين، تستهدي قوانينها من القرآن والسنه ولا تخالف الشريعة, دولة قانون عصرية الحكم فيها للشعب ولو كان متنوّرا"".

لا يمكن القضاء على داعش بينما فكرها هو من دعا البعض من الأثرياء السعوديين والكويتيين تمويلها.. تجفيف منابع التمويل يجب ان تتم من ذات الدول الذي صدرت منه بقوانين بنكية صارمة..

الشواهد تدل على أن هدف داعش والفكر الظلامي هو الإرهاب.. والإستيلاء على حقوق الغير.. ولا مكان فيها لا للمواطنه ولا لعدالة القانون لأن المعمول به هو شريعة الغاب التي ما زلنا نتردد في إدانتها وتعريتها من مستنداتها التراثية.... هدف داعش.. دولة دينية بإمتياز وليس دولة عصرية.. داعش تهتدي بالتراث لتطبيق أحكام تشريعية كانت تصلح قبل الآف السنين.. ولكنها لا تصلح للقرن الحادي والعشرين...

أما التدخل الغربي في القضاء عليها.. فلن تكون سوى إستراتيجية مفلسه أخلاقيا ستزيد من نقمة الشعوب العربية على حكامه وعلى الغرب.. إن لم تبدأ بسياسة غربية مغايرة للسياسة الحالية تتعاطف مع قضايا المنطقة العربية كلها وتتعامل معها بعدل وبدون إنحياز...

 

 منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية
نقلآ عن إيلاف


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع