الأقباط متحدون - دورت علي الفقر ... مالقتهوش إلا في نفوسنا....!!
أخر تحديث ١٣:٠٨ | الأحد ٢٤ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٨ | العدد ٣٣٠٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دورت علي الفقر ... مالقتهوش إلا في نفوسنا....!!

 بقلم: نبيل المقدس  

     لم اتجرأ ان أكتب في هذا الموضوع إلا بعد تفكير وبحث وقراءات عديدة عن موضوع الفقر في مصر والذي وصل كما يدعون إلي ما يقرب 26 % من الشعب المصري . أشار رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إن مصر تعاني من هذه النسبة التي تفوق ربع مواطني البلاد، في حين قال إن معدل البطالة في مصر يبلغ 13,4% ما يعني وجود 3,6 مليون  مواطن مصري عاطل عن العمل وفقا لإحصائيات رسمية.  

    و  أشار اللواء أبو بكر الجندي في مقابلة إعلامية الى أن الزيادة السكانية بلغت مليون شخص في غضون نصف سنة، الأمر الذي يمثل عبئا كبيرا على النظام الحاكم، لكونها لا تتوافق مع معدلات النمو الاقتصادي في مصر.وتطرق الجندي لقضية الزيادة السكانية مشيرا الى أن معدلات النمو عالية جدا وتفوق قدرات مصر، معبرا عن قلقه من انخفاض خصائص السكان. كما أكد أن معدل النمو الاقتصادي بالكاد يصل 2 بالمائة وتبقى أقل من نسبة الزيادة السكانية التي تصل الى 2,6% مشيراً إلى أن "هناك خطورة كبيرة لزيادة السكان بشكل أكبر من القضايا التى ينشغل بها الشارع الآن مثل الانفلات الأمنى وعدم الاستقرار الاقتصادى، لافتاً إلى أن المناطق الأكثر فقراً هى الأكثر إنجاباً وهى ظاهرة مرتبطة بالفقر والأمية معتبراً أن هناك ضرورة لعودة البرامج التوعوية". وقال الجندي إن دور الجهاز يتمثل فى إعداد البيانات والإحصاءات الاجتماعية والاقتصادية التي يتطلبها المجتمع والحكومة لرسم السياسات المتعلقة بالتنمية في شقيها الاجتماعي والاقتصادي.

    لكنني سوف أستغني عن كل هذه الإحصائيات ..  وأبدأ أبحث  بتعريف الفقر في مصر.. عن طريق دراساتي وبحكم وجودي الدائم طبقا لمكان عملي في منطقة شعبية تحتضن احياء عشوائية لا يقل عدد سكانها عن 2مليون .. ولا اريد أن اسمي اسماء هذه المناطق لأنكم اكيد قد سمعتم عنها الكثير وستنفزعون بمجرد ذكر اسمائها ... ظللت حوالي يومين اتصل ببعض الأقارب والأصدقاء والموجودين فعلا في مدن الصعيد وقراها وايضا في مدن الدلتا واريافها .. كذلك لم أكتفي بكل هذه الخطوات بل تجولت بنفسي في ثلاث مناطق إثنان من الدلتا والأخري في محافظة الجيزة ...  كان استفهامي غير المباشر عن امر واحد فقط ومن اجابات الناس سوف اعرف الكثير عن حال الفقر في مصر , كان سؤالي هو : فيه حد عنده موبايل .,؟؟ إجتمع الكل بأنني سألت السؤال بالمعكوس .. والصحيح مَنْ منكم بلا موبايل ..؟؟ وهم يعنون أن الكل والجميع في المحافظة والقري والأحياء الشعبية وجميع المستويات الإجتماعية لديهم موبايلات بجميع مستلزماتها من عمر 12 سنة فما فوق .. سيدات ورجال .. شيوخ وكبار  .. أميّ او يادوب يقدر يفك الخط ... وأكيد المثقف والمتعلم . 

    تصور سيادتك عندما تحسبها صح سوف تجد حوالي 70 – 80 مليون يمتلكون موبيلات .. لو إفترضنا أن كل عائلة تتكون في المتوسط من 4 افراد , تستهلك 4 مرات شحن لكل فرد منهم في المرة الواحدة  بـ 10 جنيهات يعني العائلة التي تراها تأكل علي الطبلية في القري يصرفون شهريا لهذا البند لوحده   160 جنيها علي الأقل ... وبينما كنت جالس معهم رأيت علي إحدي الأرفف بعضا من زجاجات العطور ذات الأسعار الغالية غير بعض مواد الماكياج .. رأيت الشباب في جميع هذه المناطق يرتدون أحدث الملابس الموضة .. وكل الشباب ماشاء الله عاملين لوك لشعورهم بأشكال غريبة لا افهم معناها .. هذا ما رأيته فعلا في بلاد الفلاحين ..  وما عرفته أنهم يذهبون إلي " الحلاق " لكي يحافظ علي اللوك بتاع الزبون .. وفي كل مرة يدفع الزبون او الشاب 25 جنيه ... نفس الوضع مع الفتيات يكثرن الذهاب إلي الكوافيرات .. بألرغم انهن محجبات . 

     بدون إفتراء او كذب فليس لي اي مصلحة إلا مصلحة وطني فقط , رأيت في جميع العشش والبيوت اجهزة تليفزيونات ربع عددها شاشات من الحجم الكبير ... بالإضافة إلي مجموعة الموتوسيكلات التي يركبها الشباب للعب والدلع والهمبكة. أضف إلي ذلك كميات السجاير التي يتم حرقها بين اصابع الأفراد منها خالية والباقي محشوة بلاوي , والذي منه ... وقمت بحصر عدد القهاوي والغرز والمنتشرة الآن في شوارع وازقة القاهرة , تأكدت فعلا أن القاهرة ذات الألف مأذنة تحولت  إلي القاهرة ذات المليون غُرزة .. أي قهوي .

    وما يؤسفني أن اعداد الشيش التي اصبحت الصفة الشخصية للمصري ايا كان هذا الفرد رجل او امرأة ...  تتساوي في عددها 60 – 70 % من تعداد الشعب المصري.... ثم نأتي إلي موضوع الدعم ... اي دعم هذا يا سادة ... ؟؟ اعرف شخصا علي المعاش يصل معاشه حوالي 2300 جنيه شهريا .. يعيش مع زوجته فقط .. جاء عندي يشتكي ويلعن علي ان حصته هو وزوجته 30 جنيها فقط . اعيدوا مَنْ هو الذي يستحق الدعم ام لأ ... انا مع عدم دعم الوقود .. تعالوا معي لكي تروا كمية الدراجات البخارية والتوك توك التي تجري في جميع الإتجاهات وكأن الله أبلي مصر بالصراصير .. وياليتها افادت المجتمع بالكثير .. بل كانت نقمة علي البلد .. تلاميذ المدارس يتركون مدارسهم لكي تخرج تعمل علي التوك توك بـ 40 جنيه في الوردية .. لكي يكفي مصاريف مزاجه الخاص . وانشاءالله مصر بعد  20 سنة سوف لا تجد عمالة فنية او كتابية  أو حتي فراشي مكاتب الوزراء بالإضافة إلي الوزراء انفسهم ... وربما سوف يبحثون عن الوزراء ويتم اختيارهم من علي القهاوي والغرز. 

      ومما زاد حماسي انني ضد فكرة وجود فقر في مصر إلاّ بنسبة ضئيلة جدا لا تتجاوز 7 % , هم هؤلاء الشباب الذين كانوا يتمسخرون مع انفسهم بجانب المحل الخاص بي  بألعاب تافهة رخيصة وكل واحد فيهم يمسك بسيجارة ولا عاتقين بنات تمر بسلام وموجهين إليهن  كلاما في منتهي القذارة وقلة الأدب ... إستغليت هبوطهم المفاجيء وجلوسوهم علي الرصيف في هدوء نسبي .. طبعا لولا انا اعرفهم كنت لا اتجرأ ان اتكلم مع احد فيهم .. فقلت لهم ايه فكركم تذهبوا إلي الشركات التي اعلنت عن شباب للعمل  في قناة السويس ؟؟ .. بمجرد ان انهيت كلامي , يخرج عليّ واحد من تحت الرصيف ويقول لي " بقي انا يا بشمهندس اروح في الجو ده عشان احفر في القناة مقابل 1000 جنيه " في الشهر ؟؟!!.. ويرد عليّ آخر ده مش هيكفيه مزاج اسبوع , وانفلتوا في الضحك كأنه قال نكتة ...إذاُ اين الفقر ... ؟؟؟ وأجد آخر يقول لما بتزنق عليّ اوي بأروح اشتغل علي توك توك .. وفي نفس الوقت بأشتغل وبأكسب وبأتفسح مع صاحبي الذي يلازمني السواقة ... أين الفقر يا سادة ..؟؟ لكن لا يفوتني ان اصرح انني اجد الكثير من الشباب المثقفين والمتعلمين والذيت يعملون في وظائف , ونطلق عليهم بالطبقة المتوسطة , انهم ناجحون في حياتهم ومتزوجون ومعهم عربيات علي قدر مستواهم ... وذلك لأنهم عرفوا يعيشون ويدبرون امورهم بطريقة صحيحة ومن لا شيء إلا مرتباتهم  ... !!!

     هناك نظريات عن دراسات عميقة عن مفهوم الفقر واسبابه .. قرأتها .. ولم أجد سببا واضحا في إقحام كلمة الفقر علينا .. كل ما هو ينقصنا هو ثلاثة أشياء ... تحديد االنسل والبطالة والتوجيه الإخلاقي لمعظم شعب مصر والتي انحدرت بطريقة غريبة بعد يوم 25 يناير 2011 والتي يُقال عنها ثورة .. بل هي نقمة . ولولا ثورة 30 يونيو كان زمان الفقر الحقيقي يحيط بنا من جميع الجهات ..!

        مصر غنية ... لكن غناها هذا لم يبدو علي احد ,لأننا ننفق كل ما نحصل عليه من دخل بالإضافة إلي وجود الدعم في أمور غير مفيدة ,,, فعلينا بتغيير ما هو في نفوسنا نحو انفسنا ونحو الوطن .. فالفقر موجود في دواخلنــــــــــا فقط ونحن الذي نخلقه ... لذلك علينا العمـــــــل والتعليــــــــم الجيد لكي نستطيع أن نوجه كل هذه الطاقات والأموال التي يتم هدرها في المزاج وغيرها .. ونوجهها في امور نافعة ..!

 

حفظك يا مصر من الحاقدين , والشباب الأرعن .. طول عمرك غنية ... بأرضك ونيلك وأخيرا بشعبك الذي يلزم تقويم البعض بل الكثير من شبابك  . 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter