الأقباط متحدون - سليمان جودةفى بيت الرئيس!
أخر تحديث ٠٠:٠٥ | السبت ٢٣ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٧ | العدد ٣٢٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سليمان جودةفى بيت الرئيس!

بقلم : سليمان جودة
القصة التى سأرويها لكم حالاً وقعت بحذافيرها بين مسؤول كبير فى الدولة وبين صديق له يسكن إلى جواره.
 
التقى المسؤول الكبير مع صديقه صدفة، فبادره بالسؤال عن السبب الذى يجعل المصريين يواصلون الشكوى من انقطاع الكهرباء، بينما التيار منتظم، ولا شىء فيه!!
 
سمع الصديق هذا الكلام من المسؤول الكبير، فلم يعلق، وإن كان قد ابتسم ابتسامة خفيفة استطاع المسؤول أن يفهم بذكائه ما وراءها، وأن يدرك أن كلامه عن انتظام التيار فى البلد مخالف للحقيقة تماماً!
 
سكت المسؤول لحظة، ثم نظر إلى الصديق من جديد، فى صمت، وإن كان صمته قد حمل فى طياته تساؤلاً بينه وبين نفسه، عما إذا كانت وزارة الكهرباء توجه لبيته خطاً كهربائياً خاصاً، وعما إذا كان انتظام الإضاءة فى منزله لا يعنى بالضرورة انتظامها فى البلد بكامله؟!
 
أومأ الصديق لصديقه المسؤول الكبير، بما معناه، أن ما يفكر فيه صحيح، وأن الوزارة تخصص بالفعل خطاً لبيته، لا ينقطع فيه التيار أبداً، فى حين أن الواقع فى العاصمة حوله مختلف كل الاختلاف!
 
ولم يكذب المسؤول خبراً، وسارع بعد أن لعب الفأر فى عبه، يسأل وزارة الكهرباء، فعرف منها أنها خصصت للحى الذى يسكن فيه خطاً لا يعرف انقطاع التيار، وأنه باعتباره مسؤولاً كبيراً فى حاجة إلى أن يكون بيته مضاءً طوال الوقت، حتى يستطيع أن يقضى حاجات الناس.
 
لم يقتنع المسؤول بهذا المنطق، وطلب من الوزير أن يخفف الأحمال عن بيته، وعن منطقته، كما يخففها عن أحياء ومناطق البلد كله، سواء بسواء، وأن يكون عادلاً فى قطع التيار عن المواطنين جميعاً، وهو ما استجاب له وزير الكهرباء على الفور!.. وأصبح بيت المسؤول الكبير، فى جنوب القاهرة، يضىء ساعة، ويطفئ ساعة، لأول مرة منذ بدء الأزمة!
 
وعندما خضع بيت المسؤول الكبير لقاعدة تخفيف الأحمال، وتم حرمانه من «الكوسة» التى كانت تحكم تدفق التيار فى اتجاه البيت، ومعه الحى كله بالطبع، فإن الصديق الذى كان ينعم من قبل بانتظام التيار فى المنطقة، قد بدأ يعانى شأنه شأن ملايين المصريين، فلم يندم على شىء قدر ندمه على تنبيه صديقه المسؤول، لأن الحكاية فى النهاية جاءت فوق دماغه هو، وصار بيته يعرف الإظلام، بعد أن كان يستفيد من وجود سكن مسؤول بحجم مسؤولنا إلى جوار سكنه!
 
يبقى بعد ذلك شيئان، أولهما أنه إذا كان هناك درس فى القصة على بعضها، فهو أن الفارق كبير جداً، بين ما يقال لمسؤولينا فى العادة عن حجم أى مشكلة وبين حجمها الحقيقى على الأرض.. فالمحيطون بمسؤولينا من أنصار جلب الأخبار السعيدة فقط إليهم، ومن أنصار التهوين من مساحة المشاكل، حيث هى على حقيقتها، ومن أنصار كتابة التقارير المنمقة التى تجعل المسؤول، أياً كان موقعه، يشعر بأن الجو من حوله بديع والدنيا ربيع!.. وأظن أن القصة التى رويتها، وهى حقيقية بنسبة مائة فى المائة، تجسد هذه المعانى على أحسن ما يكون!
 
أما الشىء الثانى، فهو أنى أطلب صادقاً من الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يفعل ما فعله المسؤول الكبير مع وزارة الكهرباء، وأن يطلب منها إخضاع بيته ومكتبه فى الاتحادية لقاعدة تخفيف الأحمال، لسبب وحيد هو أن الكهرباء عندما تنتظم بعدها فى بيت الرئيس، وفى مكتبه، سوف تكون - عندئذ فقط - قد انتظمت فى كل بيت مصرى!

نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع