د باسمة موسى
قناة السويس وديعة الأجداد للأبناء والأحفاد . سعدت سعادة بالغة لدى إعلان رئيس الجمهورية بمشروع قناة السويس الجديد والذى سوف يعزز روابط الشرق والغرب ويسهم فى دفع الاقتصاد القومي وسيفتح فرص العمل للشباب والشابات. فمصرنا الحبيبة مقدر لها ان تكون النقطة الباهرة وسط خريطة عالم يحتاج الى وحدته وتقصير المسافات بين ربوع الكرة الأرضية ليدمج الشرق والغرب والشمال والجنوب من اجل خير جميع البشر. انها مصر ذات الحضارة الضاربة فى عمق التاريخ . الحضارة التي تبنى جسور الأمل والاقتصاد والازدهار منذ فجر التاريخ الانسانى الى دول الجوار ودول العالم المختلفة .
اعاد لى هذا المشروع كابنة من بنات مدن القناة فى طفولتنا بالمدينة الباسلة بورسعيد هذا المرفأ الهادىء ذو الجمال النائم على شط القناة والبحر الابيض المتوسط. كانت احلى لحظات سعادتنا ونحن نركب المعدية التى تعبر القناة وتصل بورسعيد ببورفؤاد واحيانا كانت تتوقف فى عرض القناة وسط المجرى الملاحى لعبور قوافل السفن من الشمال الى الجنوب او العكس .وكنا كااطفال ترتفع ايادينا الصغيرة بالسلام لركاب السفن العابرة والذين كانوا يبادلوننا التحية والسلام, كانت لحظات تغمرنا فيها السعادة والسرور .
ومع سيل الذكريات بين قناة السويس الجديدة ومشروع انقاذ معابد ابو سمبل فى الستينات عادت بى ذكريات قديمة لكيفية توصيل حب الوطن للاطفال حين قالت لنا مديرة المدرسة الابتدائية فى طابور الصباح تبرعوا ولو بجنيه لمعابد ابوسمبل التى غرقت تحت مياه النيل وحكت لنا ان هذه المعابد ذات طراز فريد واعجاز هندسى لتعامد الشمس على تمثال الملك يومين فى العام يوم ميلاده ويوم جلوسه على العرش وانه تراث الاجداد . وشجعتنا للتبرع بمصروفنا الصغير قرش واحد يوميا يوضع كطابع بريد عليه صورة المعبد الرائع فى دفتر صغير الى ان يكتمل الى جنيه يرسل الى الدولة لانقاذ هذه المعابد.
حفر هذا المشروع فى ذاكرتى وعندما ذهبت بعد اعوام فى رحلة بالجامعة لزيارة هذا المعبد واستمعت الى شرح المرشد السياحى كيف تمت معجزة نقله بالكامل من تحت المياة قطعة قطعة. شعرت وقتها بالفخر اننى شاركت فى هذا المشروع الضخم الذى يدر عائدا سياحيا لاقتصاد الدولة , وعندما كنت ارى بعض زملائى يقفزون فوق الاثر كنت اطلب منهم الا يفعلوا هذا لانى اعتبر هذا الاثر هو جزء منى ولابد ان يعامل بكل احترام .
لذا ونحن فى بداية مشروع قناة السويس الجديد وبداية العام الدراسى الجديد اقترح نفس الاقتراح القديم بالمدرسة ان تشجع الاطفال على دعم هذا المشروع بالاتفاق مع احد البنوك اوهيئة البريد بان يضع الاطفال نقودهم دعما لهذا المشروع . وانا على يقين ان هذا سوف يرسخ فى الاطفال حب الوطن وكيفية المساهمة فى بناؤه ولو باقل النقود. وان تنظم لاطفال المدارس فى مدن القناة رحلات استطلاعية لزيارة القناة الجديدة وزرع اشجار الزيتون حولها .
واهمس بفكرة الى محافظ بورسعيد وشعب بورسعيد الباسل المحب لكل اطياف البشر فى يوم عيد بورسعيد القومى او فى عيد السادس من اكتوبر ان يقوم الشباب والاطفال والسيدات والرجال بعمل لوحات ملونة تدعو الى "السلام العالمى ونبذ كل التعصبات بين البشر " بكل لغات العالم معززة بصور للسلام وان يصطفوا رافعين اياديهم بها على طول المجرى الملاحى فى بورسعيد لكى تراها السفن العابرة وان يقدموا الورود للسائحين القادمين للمدينة فى هذا اليوم . لكى يرى العالم كم هو شعب مصر عظيم والداعى دوما الى السلام العالمى . واتمنى ان اشارككم هذا اليوم العظيم .