الأقباط متحدون - حنانيك شيخنا الناجح
أخر تحديث ١٣:٤١ | الجمعة ٢٢ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣٢٩٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حنانيك شيخنا الناجح

مدحت بشاي
مدحت بشاي

عاش شعبنا الطيب فى الفترة الأخيرة ــ وبشكل خاص خلال فترة حكم الإخوان وما بعدها ــ حالة معاناة من تبعات تدهور شكل ومضمون الخطاب الدينى، عبر التصريحات والفتاوى فى المسجد والكنيسة التى تتلقفها كل وسائل الإعلام بكل شوق ولهفة كمادة لها زبون مضمون، ليظل المتلقى فى النهاية إما فى حالة توهان أو تماهٍ واقتناع مع قناعات أصحابها، أو رفض وثورة على أهداف وأغراض إطلاق مثل تلك الرسائل الملغومة التى تنساب بيسر وسلاسةــ للأسف ــ على أرض وطن مرتبك.

ولكن، يبقى الأمل، رغم مرارة ما نتابع من عرض تلك المواد، فى مقاومة الحكماء والعقلاء من العلماء وأهل الفكر والرأى الإصلاحى المستنير، وأرى أن الدكتور ناجح إبراهيم، أحد أهم نبلاء حرفة الكتابة والدعوة.. نرحل إليه فى أزمنة زلازل وتسونامى انتشار الفكر التكفيرى والرافض للآخر، فنسعد بأطروحاته وحلوله وروعة الاستناد للعقيدة والعقل والسماحة الإنسانية معاً بخبرة ميدانية طويلة عايش فيها كل أطراف الأزمة.. وعليه، كانت المفاجأة فيما كتب فى مقاله الأخير.. المقال بعنوان «تأملات فى إعدام سيد قطب ود. بديع»..أعرض فقرة من المقال أراها الأهم التى تبين الغرض من تأمل الدكتور ناجح.. يقول «تأملت قصة حياة وإعدام الشيخ سيد قطب كثيرًا وطويلًا.. وتحدثت عنها مع مفكرين محايدين.. وخلصت منها إلى أن إعدام المفكرين والأدباء والعلماء أمثال الشيخ سيد قطب خطأ كبير، حتى لو كان هناك خلل أو خطأ فى منهجه الفكرى..».

والحقيقة، التأمل ده فكرنى برئيس حزب شهير خرج لوسائل الإعلام عقب قرار تقديم د. الكتاتنى وأبوالعلا ماضى للمحاكمة مُعلناً غضبه وقال «يا جماعة يعنى إيه رئيس حزب يتحاكم؟!»ــ طبعًا كلام كوميدى من مسؤول سياسى فى زمن الجد والخطورة ــ وأعود لدكتورنا العزيز، فحكاية استنكار إعدام المفكرين والأدباء والعلماء حتى لو كان هناك خلل أو خطأ فى منهجهم الفكرى (بصرف النظر عن عدم قانونية إجراءات محاكمة سيد قطب) أمر خطير.. إن ما يحدث من أشاوس «داعش» من جرائم بشعة يندى لها جبين الإنسانية هو فى النهاية نتاج خلل وخطأ فى منهج فكرى، و«السماك» اللى غرز سكينته فى رقبة «نجيب محفوظ» فى أكتوبر 1994 لما سألوه ليه عملت كده، اعترف بأنه لم يقرأ شيئا لمحفوظ وعقب قائلا: «أستغفر الله»، مشددا على أنه لا يحتاج إلى قراءة أعمال محفوظ. وهو ينفذ أوامر أمير الجماعة التى صدرت بناء على فتاوى الشيخ عمر عبدالرحمن..«المختلة فكرياً ولّا إيه؟!».

أما الدكتور محمد بديع، فأعرض لكم جانباً من حيثيات الحكم بإعدامه.. «أوضحت المحكمة أن المتهمين محمد بديع وممدوح مبروك اشتركا بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة فى اتفاق جنائى ليس غرضه سوى ارتكاب الجرائم والتحريض على اقتحام مركز الشرطة، وقتل كل من يتواجد فيه وإصدار التعليمات وإمدادهم بالسلاح والأدوات التى تمكنهم من ارتكاب جرائمهم، وهذا ثابت بالدليل من الخطاب الذى بعثه المرشد العام إلى أتباعه بخطتهم الإجرامية. ووصفت محكمة جنايات المنيا، فى حيثيات وأسباب الحكم بإعدام المرشد العام لجماعة الإخوان، الدكتور محمد بديع بأنه شيطان مريد خرج من أعماق الجحيم وفى عقبيه أعوانه من الشياطين متسربلين بعباءة الإسلام.. والله ورسوله عليه الصلاة والسلام منهم براء، ولا هم لهم فى الدنيا إلا الاستيلاء على مقاليد الحكم فى مصر ونهب ثرواتها واستعباد أهلها».. وهناك أحكام أخرى تنتظر المرشد، فهل أجبت عن سؤالكم «لماذا تصر المحكمة تلو الأخرى على إعدامه مع أنه لم نشهد عليه إقرارا أو أمرا أو مشاركة بعنف أو تفجير أو اغتيال.. كما أن عمره ومكانته لا يتناسبان مع هذا الحكم الجاف جدا والقاسى جدا؟».. قاسى فعلاً !! عزيزى الطبيب المداوى ناجح: دماء شهداء وضحايا خونة الوطن والإنسانية تصرخ بطلب القصاص والعدل، وأنت الطبيب المداوى بالفكر المستنير، وهم الآن أمام رموز العدالة.

medhatbe@gmail.com

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع