بقلم -د.ممدوح حليم
كان عبد الرحيم علي ضابطا ً في أمن الدولة وكان شيوعيا ً سابقاً، وهو عدو لدود للإخوان، على أنه في الآونة الأخيرة تحول إلى مقدم للبرامج، وهناك كثيرون ممن يقدمون برامج تلفزيونية لا يصلحون لهذا الأمر
ويحسب له أنه تصدى للإخوان وهم في قمة السلطة. والحق يقال إن مشاعره طيبة للغاية تجاه الأقباط، على أنه تحول إلى مقدم تسريبات يرجح أنها من أجهزة وزارة الداخلية، الأمر الذي يعني أن عصر التنصت عاد ويسير على قدم وساق، بما يعني أن الدولة تعود تدريجيا ً لما قبل 25 يناير. على أن بعض التسريبات شخصي، الأمر الذي يوحي بأنها تذاع من منطلق تصفية الحسابات.
أما المهندس نجيب ساويرس فهو ملياردير مصري، ومن أغنى أغنياء العالم، وهو شخصية تتمتع بالذكاء، على أنه حريص على دخول عالم السياسة والإعلام. ولا شك في أن دخوله عالم السياسة يذكرنا بتزاوج رأس المال والسلطة في أيام مبارك، ولعله يقترب من السياسة من أجل أن يسير نظام الحكم على النحو الذي لا يضر بأعماله، لكن إمكاناته اللغوية والتعبيرية محدودة
وقد تعرضه للخطر، لا سيما وأن هناك من يتربصون به من الحقودين والمتعصبين، لقد كاد أن يقضي عمره خارج مصر بسبب ذلك، وقيل أنه باع شركة المحمول التي يمتلكها جراء صورة نشرها عبر الانترنت ولم يقبل اعتذاره ويحتمل أن يكون البيع صوريا ً، وقد مورست ضغوط أسرية عليه لبيع القناة التليفزيونية التي يمتلكها، على أنه اتضح أن البيع صوري.
ولقد قال ساويرس عن عبد الرحيم أنه مخبر، وقد اعتبر الأخير الكلمة إساءة له كونه ضابطا ً سابقا ً، بينما المخبر درجة وظيفية أقل. ربما لم يلتفت ساويرس لهذا البعد.
إنني أفضل أن يبتعد ساويرس عن الظهور الإعلامي و أن يبتعد عن السياسة لما في ذلك من مخاطر وأن يقتدي في ذلك بشقيقيه الأكثر ثراء منه، وقد يكون رجل الأعمال الناجح سياسيا ً فاشلا ً ومتحدثا ً أكثر فشلا ً. وأتمنى أن يكف عبد الرحيم علي عن تسريباته التي من كثرتها قل شأنها، وأن يكف أيضا ً عن تهديداته للآخرين بأنه سيكشف المستور، فهذه طريقة أمن الدولة السابق. إنها طريقة تسيء إلى مصر وإلى نظام الحكم الجديد وإليه شخصيا ً.
وياليت أحد الشخصيات المرموقة المقبولة من الطرفين تعقد صلحا ً بينهما وتنتهي الخصومة، وكلاهما شخصية وطنية. علما ً بأن هناك من يريد إشعال الموقف بما قد يضر الطرفين.