بقلم: مينا ملاك عازر
لي فترة طويلة مقرر ألا أتابع مباراة الزمالك والأهلي لأنني لا أحب حرقة الدم من أيام ما كان الزمالك بيغلب الأهلي، من أيام الأربع سنين العجاف التي مرَّ بها الأهلي، في هذه الفترة تبادل الدوري الزمالك والإسماعيلي والكأس أيضًا، لكن الأهلي كان بيأخد تعاطف الحكام، ولم يكن ينفعه.
لكن الأيام دي بينفعه لأن بقى عنده لاعبين جيدين وإدارة بتجيب لمدربها لبن العصفور، المهم بطلت أتابع المباريات، ويوم الجمعة الماضية كنت أعدّ العُدة للدكتوراه وتركت المباراة وكل حبة اسمع المذيع يهيَّص، والناس تفرح، وأنا أفرح للناس بغض النظر عن جمهور مين الفرحان، أهلي زمالك مش فارقة المهم إن في الآخر فيه مصريين فرحانين، أهم بينسوا همومهم، وأنا معدّي أدام التلفاز لقيت المذيع بيهيَّص وبيقول حلوة حلوة واللهِ مخطوفة خَطف يا جماعة، وانتبهت للجملة الأخيرة مخطوفة خَطف وأخذت أفكر.... ترى من هي المخطوفة خطف هل هي الكرة أم ماذا؟!
واتصل بي صديقي أثناء المباراة ليسألني على أمر ما يخصه، فسألته عن سؤالي هذا؟ فقال لي أكيد الكرة، فقلت له أظن أن مصر هي المخطوفة خطف، خطفها جماعة من الصفوة وساقوها، فابتسم صاحبي وقال لي خلي عينك بسيطة خليك في الكرة، كبر دماغك حبة خُد أجازة من التفكير، فقلت له لك ما تريد.
إذًا هم خطفوها خطف وسددوها بكل قوتهم فسكنت شباكهم، رغم أنهم كانوا متسللين وتسللهم واضح، ولما كان الحكم منهم فصاروا لنا الخصم والحكم، ولما حاولنا ننظم صفوفنا، قرر الحكم فرض قانون الطوارئ على كل مَن يقترب من مربع العمليات أو منطقة الجزاء، ووضعوا لكل لاعب منا حارس مننا حتى لا يتلايم على الكرة ويلعب.
وفجأة انتبهت على صوت صفارة انتهاء المكالمة منذ مدة، وكاد الخط ينسحب مني فيبدو أن صديقي أغلق الخط منذ فترة ولم أنتبه، ولكن شكرًا له فقد ساهم في إفاقتي من تفكيري.
ولكن ظلت المسألة عالقة في رأسي، وسألت نفسي سؤالاً، طب لو مصر هي المخطوفة ابلغ مين وأروح لمين ينصفني منهم، أما لو الكرة هي المخطوفة خطف فدي تبقى مش مشكلة لأن مفيش كرة بتفضل مخطوفة، لأن فيه شوط أول بيخلص، وشوط تاني بيخلص، وفيه لاعبين قادرين يرجعوا الكرة ويتناقلوها ويتبادلوها فيما بينهم، لكن مصر لا فيها شوط بيخلص ولا مباراة ولا حتى هما بيتبادلوها فيما بينهم ولا فيه حد بيجرؤ يخطفها منهم لأنهم محصنين.
وأثناء تلاطم هذه الأفكار في رأسي وجدت المذيع يصرخ بشدة بأن الماتش انتهى والفريقين متعادلين، ونظرت للسماء، متى ينتهي ماتش انتخابات واحدة من أي انتخابات مصرية بالتعادل بلاش بفوز المعارضة، أنا راضي بالتعادل حتى يمكن ساعتها نعمل حكومة ائتلافية زي الناس المتحضرة، ولقيت الناس فرحانة بكفاحهم، وناس زعلانة بالتعادل، والفرحان من قرب حسمه للدوري.
لكن للأسف نسيوا كلهم إننا كلنا مخطوفين خطف من زمااان من أكتر من ستين سنة ويمكن أكتر مش كده ولا إيه؟! |