عرض- سامية عياد
الله يحب كل إنسان حتى الإنسان الشرير يعطيه الله عمرا لعله يتوب ويعرف طريق الحق ، لأن الله يريد خلاص كل إنسان .
البابا تواضروس الثانى يحدثنا عن طول أناة الله قائلا : الله لا يكره إنسانا خلقه مهما بعد هذا الإنسان أو زاغ ومهما أخطأ أو ارتكب شرا ، فالله يحبه ومحبته قادرة أن تفيقه ، ولو انتبه الإنسان الى خيرات الله فى حياته وكيف أن الله يستر عليه ويعضده ويقويه ويأتى به الى هذه الساعة ، فسيسجد شاكرا لله ولكن الإنسان ينسى كل هذه العطايا التى منحها له الله .
الله ضابط الكل ، فليس شىء خفيا أمام الله ، ولذلك يقول القديس بطرس الرسول "احسبوا أناة ربنا خلاصنا" ، ففى العهد القديم نقرأ عن فرعون وكيف وقف أمام الشعب رغم الضربات المتتالية ، وتأتى ضربة قاسمة تغطى كل أرض مصر ولكن يتقسى قلب فرعون ، ويطيل الله أناته لعل ضمير فرعون يستيقظ ، ايضا نجد طول أناة الله مع شاول الطرسوسى الذى كان مضطهدا للمسيحيين جدا ، الله اعطاه فرصة فتحول من إنسان فاسد الى إنسان قديس وكارز باسم المسيح .
وطول أناة الله هو أمل للخطاة وهى الخشبة التى يمكن أن يتعلق بها الإنسان الذى يصنع الشر قبل أن تضيع تماما ويلقى فى آتون النار حيث البكاء وصرير الأسنان وليس الندم ينفع شيئا ، وطول أناة الله هى دعوة لتوبة الإنسان
فالله يطيل أناته على الشر كأنه ينادى على كل إنسان بالتوبة ، كما أن طول أناة الله تعتبر تحذير للإنسان فعندما يأخذ الإنسان حذره وينتبه وينتفض من هذا الشر ويبدأ يسلك طريقا جديدا يكون قد مشى فى طريق بنى الملكوت .
الله يقدم لنا نموذجا للصبر بصبره كثيرا على الذين يصنعون الشر ، نحن نزرع البذرة وبعد زمان نجنى الثمر ، والجنين فى بطن الأم يستغرق تسعة شهور ، فى حين أن الله كان ممكنا أن يجعل هذا الجنين يتكون فى أسبوع
أن من صفات المحبة هو الصبر ، وطول أناة الله من ناحية اخرى تعتبر دينونة فمن استمر فى شره فكيف سيواجه الله؟ لن يستطيع أن يقف أمام الله ويقول إنى لم أكن أعرف أو لم أنتبه ، لن يقبل منه هذا الكلام حيث اعطاه فرص كثيرة وكان يصر على الشر .
كل البشر الذين خلقهم الله هم أمام عينيه وهو يعرف ما يفعله كل إنسان جيدا ..