بقلم: عادل عطية
ما أكثر ما نمدح في ذمنا، ونذم في مدحنا!
فعندما نصف شخصا ما: بـ "الكلب".. هل نذمه أم نمدحه؛ فالكلب يتمتع بصفة الوفاء النادر لصاحبه؟!..
وعندما نغازل فتاة، بأنها: "قطة".. هل نمدحها أم نذمها؛ فالقطة تمتاز بالغدر والخيانة؟!..
وعندما نصف وجهها، بأنه: كالـ "القمر".. هل نكون قد أكملنا مدحنا لها، أم أكملنا ذمها؛ فالقمر ليس جميلاً في ذاته، بل هو ـ كما وصفه الفضائيون ـ: قاتم، وبارد، وفراغه رهيب لا نهائي؟!..
وعندما نظهر اعجابنا وتقديرنا نحو شخص ما، يبهرنا بفطنته، وذكائه، ورأيه السديد، نقول له: "يا ابن الايه".. إلا أننا، في الواقع، نسبه أو نشتمه ـ دون أن ندري، ودون أن يدري ـ..؛ فكلمة: "الايه"، معناها في اللغة المصرية القديمة: "البقرة"!
فهل سنفكر، ألف مرة، فيما نود قوله، أم ستبقى الكثير من كلماتنا كشيء وراثي، نرددها بدون طفرة ولو واحدة من التفكير؟!...