بقلم: هند مختار
لست من محبي مشاهدة التلفزيون في العموم فهو يصيبني بصداع وبالعدوانية ،أشاهدة نادرا إذا عرض فيلما يروق لي أو مسلسلا أو برنامج جيد ..

من فترة اكتشفت أن هذا يجعلني في مصاف المتلفين عن الركب وأن هذا يجعلني غير ملمة بأحداث كثيرة وبأسماء شخصيات هامة فقررت أن أتبعه بالقدر الذي أتحمله .

في خلال تلك الفترة وجدت عشرات البرامج التي تتحدث عن آخر صيحات الموضة ،وبرامج التجميل وبرامج الخاصة بتخسيس الفتيات وأطباء يعرضوا أنظمة غذائية للتخسيس أيضا بالإضافة إلى إعلانات التنحيف بدون مجهود ولا ذهاب للجيم عن طريق الشاي السحري والحذاء العبقري وكم من الهراء غير مفهوم ..
تلعب كل تلك البرامج على المقاييس العالمية والمقصود بها هنا المقاييس الأميريكية في الجمال بدون مراعاة أي اختلاف بيولوجي أو ثقافي بين البشر في أي بلد ..
فالأفارقة مثلا يعتقدون أن البشرة البيضاء والشعر الأصفر دلالة على الشحوب وأن صاحبتهما بلا حيوية في حين أن المرأة كلما كانت سمراء حتى السواد تكون أكثر جمالا ..

والنحافة الزائدة المصدرة من عارضات الأزياء بالنسبة لهم دلالة على القبح ،فالمرأة الممتلئة ذات الأرداف الضخمة هي صاحبة الجمال المثير وتوجد في جيبوتي وموريتنايا بيوت لتسمين الفتيات المقبلات على الزواج ليصبحن جميلات ..

الهنديت لا تسعين ليكون شعرهم أصفر أو لونهم أبيض فهن فخورات بجمالهن الهندي .. المرأة السودانية تستخدم الدلكة والخمرة في التجميل فهذا تجميل بيئتهن ، الجمال اللاتيني أبهر العالم ، واليابانية والصينية لا تعدل في بشرتها ولا تقوم بالشد والنفخ والتنحيف ..

سوق الحلاوة المستورد من أمريكا وأوروبا بمقاييسه أعتقد أنه نوع من أنواع طمس الهوية ،والابتعاد عن كل ما هو أصيا ومحلي يحمل رائحة بلدك ..
فالملاية اللف لها سحرها والمنديل أبو أوية له سحره الخاص ،والكحلة في عين نفرتيتي أبهرت العالم .

نهتم بالجمال الخارجي دون أدنى اهتمام بالثقافة والتعليم والرقي في التعليم ، فتجد للفتاه شفاه أتجيلنا جولي وحينما تفتحمها للكلام تجد ماسورة مجاري قد فتحت في وجهك ..

سوق الحلاوة جببر وإدلعو الوحشين