الأقباط متحدون - انقذوا مسيحيو العراق
أخر تحديث ١٨:٠٨ | الثلاثاء ١٢ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٢٨٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

" انقذوا مسيحيو العراق "


 فى الوقت الذى نشاهد فيه  اخوتنا  من مسيحيو العراق فى الموصل وقوش وشمال العراق يقتلون ويذبحون بدما بارد لا لذنب قد اقترافوه ولا لجريمة ارتكبوها  ولا لشنيعة قد ارتكبوها ولكن كل جريمتهم انهم مسيحييوا الديانة . 
 فشاهد العالم كله عبر  شاشات التليفاز  صورا حية من ابشع من صور الذبح والقتل على الهوية الدينة فركع مسيحيو الموصل واطلقت الرصاصات على اعناقهم  حتى صارت اجسادهم تسبح  فى نهر من الدماء  .
 ولم يكتف تنظيم الدولة الاسلامية " داعش " بذلك بل فصلت الرؤوس عن الاجساد وعلقت على السوارى واعمدة الكهرباء  , ان ما يفعله تنظيم داعش بمسيحيى  الموصل وقوش والرقة لا يقل بحال من الاحوال  عن ما فعله نيرون فى روما عندما كان يعلق اجساد المسيحيين على الاعمدة لتنير الطرق فى الظلام .
 ورغم ذلك وحتى هذه اللحظة يقف العالم  والمنظمات الدولية موقف المتفرج عن هذه الابادة الجماعية ضد الانسانية  مكتفيا بعبارات الشجب والاستنكار .
وتحركت الولايات المتحدة الامريكية اخيرا لضرب بعض تحركات داعش حينما اقتربت من قواعدها فى شمال العراق . ولكن الحقيقة التى سوف نكشفها اليوم ونفضح فيها اكبر دولة عظمى فى العالم  داعمة للارهاب فلم يتحرك الرئيس اوباما الا بعد ان تعدى تنظيم داعش ما هو محدد له فى الموصل فحينما تعدى هذا التنظيم حدود الموصل الى مدينة قوش التابعة لكردستان العراق  واصبح قاب قوسين من دخول اربيل  ومواجهة حقيقة  مع البشمركة فى كردستان فهنا  وقف الرئيس اوباما ضد تعدى داعش الخطوط التى  رسمت له  , وكما لو كانت امريكا راضية ومطمئنة لما يحدث من مجازر لمسيحيو العراق فى الموصل شريطة الا يتعدى داعش الى اقليم كردستا حيث القواعد الامريكية بالقرب من هذا الاقليم الذى يتمتع بالحكم الذاتى ., وقد سايرت امريكا كافة الاجهزة الدولية وبصفة خاصة الامم المتحدة ومجلس الامن لحقوق الانسان فلم تعقد الامم المتحدة ولا مجلس الامن جلسة واحدة لمناقشة الابادة الجماعية للمسيحيين رغم انها جريمة ابادة دولية  . وسوف يسجل التاريخ تورط اكبر دولة عظمى فى العالم فى قتل المسيحيين واراقة دمائهم وهدم كنائسهم  بسكوتها عما يفعله  تنظيم الدولة الاسلامية داعش فى الموصل والرقة وقوش  وعرسال فى لبنان .
 وليس  هذا  غريبا عن امريكا ورئيسها  اوباما الذى ساند الاخوان ودعم تنظيمهم ..أليس الاخوان اؤلئك هم الذين حرقوا  الكنائس فى مصر وقتلوا المسيحيين  على الهوية وخطفوا المسيحيات القاصرات  واثرياء الاقباط وقص شعور الفتيات المسيحيات فى عربات المترو .
 فيا مسيحيو الموصل  ويا مسيحيو الرقة لا تنتظروا شيئا من قوى البغى والشر التى طالما تتفاخر زورا ويهتانا بانها حامية  حمى حقوق الانسان . ولكن   ما يحز فى نفوسنا كيف نعيب على امريكا  ولم نعتب على اشقاءنا العرب . الجامعة العربية  وعلى مستوى الوزراء عقدت الاجماع تلو الاجتماع لبحث اوضاع سكان غزة  وبطبيعة الحال نحن جميعا مع اشقاءنا فى غزة  ندين  السفاحيين الاسرائيلين ولكن للاسف لم ينعقد مجلس الجامعة العربية حتى و لو لمرة واحدة لبحث  اؤلئك الذين يذبحون فى العراق وكما لو كانوا ليس بعرب , ام لكونهم اقليات مسيحية  أليس من العار والخجل  الا يتحرك العرب لنجدة عرب مثلهم  , فنرى فرنسا تطلب  استقبال الفارين من مذابح داعش لتحتضنهم كالاجئيين دينيين .
 ولم يحرك احد ساكنا من القادة العرب حتى تدب فيهم النخوة لاستقبال اخوة  عرب مثلنا ام ان  هل  العقبة انهم مسيحيون  . ..... اريد ان افهم . 
 تحركنا جميعا فى مصر حال الرسوم الكاركاتورية الدلماركية  والفيلم المسيئ للاسلام والمسلمين  وكنا كمصريين مسيحيين فى مقدمة اخوتنا المسيحيين لنزود عن الازهر الشريف حينما هاجمه الاخوان والسلفيين المتشددين .  فاين دور الازهر الشريف الذى تحرك  على الفور لنجدة مسلموا بورما  وهم ليسوا بعرب وكان تحركه لنجدة مسيحيو العراق مجرد بيان واستنكار ,  واين دور مؤتمر دول التعاون  الاسلامى  ورابطة العالم الاسلامى واين بالاحرى دور مجلس الكنائس العالمى" وما هو دور  مجلس كنائس الشرق الاوسط  التى تعتبر الكنيسة العراقية عضوا فيه . وهل نكتفى فقط بدموع وصلوات بابا الفاتيكان .  
 وماذا ينتظر تنظيم الدولة الاسلامية داعش  من المسيحيين  . الواضح  ان داعش لم يعد يكفيها  تصفية مسيحيو العراق   حيث زعمت ان الخلافة الاسلامية لابد ان تقضى على مسيحيو المنطقة العربية بأكملها فاما يجبروا على اشهار الاسلام او يقتلوا بحد السيف ان لم يكن معهم ما يفرض عليهم من جزية .ان داعش قد ارسلت تهديدات الى مسيحيو مصر متوعده  بقتلهم وحرق كنائسهم .
 ان تفريغ  المنطقة العربية من المسيحيين  اما بالقتل على الهوية او بالتهجير القسرى لن يؤثر سلبا على المسيحيين بتركهم اوطانهم  واديرتهم وكنائسهم  بل ايضا على الاغلبية المسلمة  ويخل بالتركيبة السكانية والثقافية والاقصادية فى تلك البلاد . 
 ان تفريغ المشرق العربى من المسيحيين سواء  من داعش او باساليب مشابه اولا تقل عن الداعشية  من تهميش واقصاء من حيث حرمانهم من كفالة ممارسة عقائدهم او عدم تقلدهم وظائف عليا فى البلاد او الحض من ديانتهم وازدراءها يشكل  يؤثر على سكان هذه المنطقة لا يقل خطورة عنما يفعله داعش فى ارض الشام والعراق .
 وبنظرة متأنية استطاع الاتحاد المصرى لحقوق الانسان ان يقدم احصائية خطيرة عما حدث لمسيحيو الشرق خلال العقدين الاخيرين  فى العراق  اذ  كان يشكل المسيحيون اكثر من المليون ونصف المليون من مجموع سكان العراق وانتهى بهم الامر بعد اضطهاد المسيحيين فى الموصل وكركوك وحرق كنائسهم  واديرتهم  وما حدث فى كنيسة سيدة النجاة فى بغداد الى ان تقلص عددهم الى ما لا يزيد عن 350 الف مسيحى  , وفى لبنان بعد ان كان يشكل المسيحيين اكثر من 70% من سكان البلاد تقلص  عددهم منذ اتفاق الطائف الى ما لا يزيد عن 32% وفى فلسطين بعد ان كان يشكل عدد المسيحيين ما يقراب مليون ونصف اصبح لا يتجاوز العدد اكثر من خمسين الف فى الضفة و1200 فى غزة , 
 
 وفى مصر  وقد رصدت المنظمة من خلال مكاتبها فى اوروبا وكندا وامريكا واستراليا نزوح اكثر من مائة  الف قبطى مسيحى الى  هذه الدول هربا وتخوفا من حكم الاخوان  والمناهج السلفية التى قضت على كل امل فى مواطنة حقيقية ويؤسفنا ان ما ترك البلاد فى مصر هم خيرة  ابناءها من الصيادلة والاطباء ورجال الاعمال  والمهندسون .
 ومن ثم وبعد هذا العرض المؤلم والمحزن لوضع مسيحيو المشرق العربى فماذ ينبغى ان نفعل جميعا من اجل البقاء على الوجود المسيحى فى المنطقة العربية والذى يمثل نسيجا متكاملا مع الاغلبية المسلمة والتى لا يكتمل ايا منهما بدون الاخر . 
 ومن  ثم فان المؤتمر يطالب بالاتى :-
1- اننا نطالب بعقد مؤتمرا دوليا  فى اقرب وقت لبحث اوضاع الاقليات المسيحية فى المشرق العربى وباشتراك الجماعة العربية . 
2- اننا نطالب قادة الدول العربية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز  والرئيس عبد الفتاح السيسى بان يطلع كل منهما بدوره ومسئوليته فى الحفاظ على الهوية المسيحية فى المنطقة .
3- اننا نطالب المملكة العربية السعودية بان تتبنى كما تبنت من قبل عقد مؤتمرا دوليا للحوار بين الاديان على غرار المؤتمرين الذين رعاهما خادم الحرمين الشريفين 2008-2009 فى مدريد وفى جنيف  لوضع اسس للتعايش المشترك بين اصحاب الاديان . 
4- اننا نطالب الازهر الشريف بالاطلاع بدوره المنشود  فى تقديم الاسلام الوسطى  والسمح  ونشر ثقافة قبول الاخر وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى تكرس البغض والكراهية وتنقية كل ما يشوب العلاقة  بين ابناء الديانات .
5- اننا اطالب الجهات المعنية ذات التواجد المسيحى بسن قوانين ودساتير تحث على العدالة والمساواة وعدم التمييز على اساس الدين مع تفعيل تلك القوانين وخاصة التى تكفل حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية . 
6- اننا نطالب بمرصد لرصد كافة الانتهاكات التى يتعرض لها  اقليات المسيحية فى العالم العربى مع  انشاء محكمة  عربية تابعة لجماعة الدول العربية لمحاكمة كل من يزدرى دين او يتسبب فى التهجير القسرى للاقليات الدينية او يعمل على العداء بين الاديان او يتركب جرائم الابادة الانسانية على اساس الهوية الدينية  . 
- وفى النهاية :  قلوبنا  معكم  يا اهل العراق الشقيق ويا مسيحيو الموصل وقوش والرقة فيما تتعرضون له من مذابح وقتل على الهوية الدينية ان دماءكم الطاهرة هى عربون الحفاظ على هويتكم الدينية  وان هذا ليس بجديد عليكم .  
القاهرة فى 12/8/2014 
 
أ‌. د. شريف دوس                                            د. نجيب جبرائيل 
رئيس هيئة الاقباط العامة                      رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان 
Nagilco@gmail.com 
22030009-01006095627 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter