تشهد العلاقات المصرية – التركية توترا كبيرا بسبب إطاحة المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، استجابة لرغبات الشعب المصري، بالرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تربطها علاقات وثيقة بالمخابرات التركية، وبرئيس الوزراء التركي، آنذاك، رجب طيب أردوغان، حيث اشتعل الصراع بينهما، منذ ذلك الوقت.. فما بالك أن يصل الاثنان إلى رئاسة بلادهم!!

وخلال وجود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في السعودية، لبحث العديد من القضايا الإقليمية، وأهمها الوضع في سوريا والعراق وفلسطين، أعلن رئيس هيئة الانتخابات في تركيا فوز رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية من جولتها الأولى.

وقد نجح أردوغان بحصوله على نسبة 53.2 بالمائة من إجمالي عدد الأصوات بينما حصل إحسان اوغلو على 38 بالمائة أما صلاح الدين دميرتاس فحصل على 9 بالمائة، وقد اعترف مرشح المعارضة الرئيسي، أكمل الدين إحسان أوغلو، بنتيجة الانتخابات وهنأ أردوغان على فوزه.

الجدير بالذكر أن تصريحات "أردوغان" عن مصر تسببت الفترة الماضية في أزمات عديدة بين البلدين وصلت إلى حد طرد السفير التركي، وتبليغه بأنه شخصا غير مرغوب فيه، كما تم استدعاء القائم بأعمال السفير التركي لعدة مرات بعد أن تطاول على النظام المصري، ووصف رئيسها بأنه "طاغية" لعدة مرات خلال حملته الانتخابية.  

وعلى الرغم من فوز الرئيس التركي منذ أمس، إلا أن ذلك قوبل بتجاهل كبير من قبل الرئاسة المصرية ومن قبل وزارة الخارجية المصرية، والتي لم تصدر بيانا –حتى تاريخ كتابة التقرير- لتهنئ في "الشعب التركي الشقيق" بانتخاباته كما كانت تصفه دائما. 

ومع الصمت الرسمي المصري، أبرزت وكالة أنباء الأناضول أخبار تهنئة الإخوان المسلمين، وحزبها السياسي "الحرية والعدالة" للرئيس التركي الجديد، والذي طالما دعم مواقفها في مصر، ودعم رئاسة محمد مرسي لأكبر دولة إفريقية. 

وعلى الرغم من عزله عن الحكم، وتقديمه للمحاكمة، إلا أن الوكالة التركية –الأناضول- تعاملت مع مكتب الرئيس المعزول محمد مرسي، وكأنه موجود فعلا حيث أبرزت خبرا –نقلته عن بوابة الحرية والعدالة الإخوانية- قالت فيه إن "مكتب مرسي هنأ أردوغان بفوزه برئاسة تركيا".

 

وأفاد الخبر أن أحمد عبد العزيز مستشار مرسي لشئون الإعلام الوطني، بعث ببرقية تهنئة باسم مرسي وفريقه الرئاسي إلى أردوغان، قدم فيها "خالص التهاني والتبريكات إلى الشعب التركي الشقيق بمناسبة فوز رجب طيب أردوغان بمنصب الرئيس. 

ويقول الكاتب الصحفي مصطفي بكري، إن فوز "اردوغان في الانتخابات الرئاسية بنسبه ٥١ في المائة ومن شابه أخيه مرسي فما ظلم"، متسائلا: "هل يستوي اردوغان مع حبيب الشعب المصري عبد الفتاح السيسي الذي حصل في انتخابات نزيهة علي نسبة تقارب ال٩٧ في المائة؟

وأضاف بكري:  "المعلومات تقول أن نجاح اردوغان بهذه النسبة الوضيعة قد جاء بعد تدخل سافر من أجهزة الدولة فهل يحق لهذا الإخواني المقيت أن يتحدث باسم الشعب التركي ويقول أن السيسي طاغية"، موضحا، "هو فعلا طاغية في حب الجماهير لأنه نجح بامتياز وتفوق أربك كل الحسابات".