الأقباط متحدون - بين القرنين
أخر تحديث ١٥:٠٦ | الاثنين ١١ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٢٨٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بين القرنين

نبيل المقدس
لم أسمع ان رئيسا شريفا لمصر ذو خلفية عسكرية يهرب من وطنه من أجل قضية ما أو إتهامه بقضية معينة تخص الفساد  السياسي او الفساد المادي أو حتي الإنهزامية في معركة ما  . ولم أشاهد رئيسا مصريا أصيلا من خلفية عسكرية يتناحر مع آخر لكي يفوز بكرسي الرئاسة علي حساب دم الشعب المصري . و أعترف وأقولها علني أنني لم أري ازمنة في فترة "حياتي" كنت مرتاحا فيها إلا في عهود كان زعمائها من الجيش المصري من أول الملك فاروق الذي كان دارس أسس العسكرية من إيطاليا

ثم ترك مصر بسلام خشية وقوع دم بين شعبه , فأخذ بعضه وسافر إلي إيطاليا بتشريفة من قبل القوات البحرية  من ميناء الإسكندرية .

تولي اللواء محمد نجيب الحكم .. لكن كان فكره يختلف تماما عن باقي رجال الثورة بحكم الإختلاف في العمر والطموحات بينه وبين باقي رجال الثورة الشباب , و ارتضي أن يتم  تحديد إقامته بأوامر من جمال عبد الناصر  بالرغم أنه كان يستطيع أن يبقي بالقوة في الرئاسة لكنه خاف ان تقوم معركة فيها سفك دم بين طوائف الشعب  .

ثم جاء  البكباشي جمال عبد الناصر في الربع الأخير من القرن الـ 20... وعلينا ان لا ننسي إنجازاته الحميدة .. مثل تنفيذ مشروع السد العالي الذي كان مركونا علي الرف من أيام الملك فؤاد , وكذلك قام بتحديد الملكية الزراعية , كما انه  جعل مصر من اكبر الدول أهمية .. وغيرها الكثير لا مجال لها في موضوعنا .. ومع كل هذه الإنجازات  نجده  فضل التنحي عندما انهزمنا وخسرنا المعركة في 67 أمام الجيش اٌلإسرائيلي وطلب من الشعب صراحة و بلا تردد الإبتعاد عن العمل السياسي  لأنه هو المسئول الأول والأخير عن هذه النكسة و خشية وقوع نزيف دم بين مَنْ معه وبين الرجال الذين كانوا يحيطون برئيس الدفاع وقتها... لكن الشعب رفض ان يجعله ان  يتنحي وعليه ان يستكمل المشوار ... لكن قدر الله كان اسرع من مشيئة الشعب فرحل عنا سنة 71  .

 استلم الصاغ انور السادات  بحكم كان نائبا للرئيس عبد الناصر سلطة البلاد ..وقاد  مصر نحو تحقيق نصر حرب أكتوبر التى أدت إلى استرداد مصر أرضها وكرامتها كاملتين ... ووقّع الرئيس السادات على إطار السلام لاتفاقيه كامب ديفيد بحضور الرئيس الامريكى جيمى كارتر ورئيس الوزراء الاسرائيلى لكي يتفادي اي نقطة دماء تسيل من اجساد ابناء وطنه مصر.الي ان إغتالوه الجماعات الإرهابية في يوم ذكري نصر اكتوبر سنة  81. 

تولي بعد ذلك  الفريق حسني مبارك بحكم انه النائب للسادات ... وصاحب الضربة الأولي الجوية في حرب أكتوبر .. بالإضافة إلي بعض الأعمال العظيمة التي قام بها وسوف لا استطرد كثيرا عنها إلا بعد الإنتهاء من محاكمته .. لكنه لا ننسي أنه عبر بنا إلي القرن 21.

بعد ذلك مررنا بأتعس سنتين واكثر بعد يوم 25 يناير 2011 والتي يُقال عنها انها ثورة 25 , ونحن تحت مناورات الجماعة الإرهابية و حكم الإخوان .. ونجحوا في الوصول إلي الحكم .. لم نجد لهم اي عملا له قيمة إلا محاولتهم لبيع جزء من ارض سيناء لجماعة ارهابية مثلهم . والتخابر مع دول اجنبية   ضد الأمن القومي للبلاد .. لكن يشاء الرب لأنه أحب مصر وشعبه أن يخلصنا من هذا الحاكم الإرهابي و رئيس العشيرة  الفاشلة و الخائنة في حق الشعب المصري  .. وهو الآن يقيم في السجن هو وعشيرته بتهم خطيرة حقيقية تمس الأمن القومي والفساد المالي وغيرها ... وليس هذا بموضوعنا.

 لم اكتب هذه المقدمة للإستعراض فأنتم تعرفونها وتعرفون اكثر منها .. بل تدركون الأحداث بحكم ثقافتكم ... انا فقط هنا أتكلم عن اسباب عدم حساب جميع الرؤساء السابقين مثلما يحدث الآن مع الرئيس المبارك . ؟؟ هل هي المنية المفاجئة لكل منهم انقذتهم من المسائلة , وحظ مبارك النحس أنه ظل حيا حتي الان ... فلنأخذ مثالا ما حدث لجمال عبد الناصر وعدم محاكمته بعد خطاب تنحيته هو وكل من كان معه , تحت تُهم لا تقل أهمية بل تتعاظم الإنهامات التي القيت علي الرئيس السابق حسني مبارك ...

بغض النظر عن الأعمال الحسنة لكل منهما لصالح مصر وشعبها ... لكن كل واحد فيهما لديه أسباب , تجعله تحت المحاكمة مثلما يتم الآن مع الرئيس السابق  مبارك !!! . لماذ لم يتم محاكمة عبد الناصر الذي  قصّر وأهمل ووضع كل الثقة في نفسه و في قيادات جيشه في كيفية التسليح وتنظيم الجيش في زمن طويل كانت علي حساب ميزانيتنا ودخلنا القومي  لكي يسترد فلسطين ويلقي بالإسرائليين في البحر ثم فشل ؟؟؟ ... لماذا لم يُحاسب عبد الناصر عن تهجير أبناء النوبة إلي اماكن أخري هم رفضوها وابدوا له الإستعداد بأن يقيمون في اماكن اخري تناسبهم نوعا طبقا لأمزجتهم   ؟؟؟ لماذا لم يحاسب علي تبوير الأراضي لحجز كميات عظيمة من طمي النيل بعد الإنتهاء من اقامة السد لعالي مما جعل الأراضي ضعيفة غير جيدة لا تعطي  من المزروعات المتنوعة الكثير

وكذلك قلل من تربية الحيوانات ؟؟؟ فقد كان اصل مشروع السد العالي من ايام النظام الملكي عبارة عن بناء سدود مناسبة عند كل محافظة بحيث لا يتم حجز الطمي وراء سد واحد علي حساب وادي النيل كله. ؟؟ لماذا لم يُحاسب علي ان مصر قامت بتصنيع صواريخ الظاهر والقاهر ويتم استعراضهما في احدي عروض الجيش  بمناسبة ذكري ثورة 23 يوليو سنويا ... وإتضح انهما اكذوبة حتي أصبحنا مسخرة العالم  ؟؟؟    .

 كان كل هذا علي حساب تقدمنا وتحضرنا ... كما اننا نحن نقاسي حتي الآن من جراء كل هذه الأعمال التي قام بها عبد الناصر . أنا لا أكره عبد الناصر .. بل يوم اعلانه تأميم قناة السويس كان يوم نصر عظيم بالرغم انه كان باقي حوالي 17 سنة وينتهي حق الإنتفاع لإتجلترا , وتصبح ملكية خاصة لمصر ونتفادي الخوض في حروب عنيفة وتكبدنا خسائر عظيمة جراء هذا التأميم ...!!

 كنت من ضمن المسرورين بإعلان تأميم الشركات الخاصة , وتحويلها إلي شركات تخص الشعب وتم تسميتها بشركات القطاع العام ... لكن اتضح ان هذا المشروع هو مشروع فاشل , فبعد ما كان العمال والموظفين متكلين علي الله في أرزاقهم بجهدهم ونشاطهم وتجديدهم المستمر وابتكاراتهم .. لأن زيادة ونقص في قيمة أجورهم سوف تعتمد كلية علي مدي نشاطهم , تحولوا  إلي عمال متواكلين علي الله لأنهم ادركوا ان الذي يعمل مثل مَنْ لا يعمل ...  وأخيرا احب ان اقول لكم وانا متأكد .. لو الله اعطي عمرا لجمال عبد الناصر حتي الآن , سوف يكون هو ايضا الرئيس وسوف يكون مثل الشهد في أفواهنا بإرادتنا او بدون ارادتنا ... وكذلك الرئيس انور السادات بالمثل كما فعل مبارك أخيرا .. 

 ماذا فعل مبارك في القرن الـ 21 ,  لكي يتم جرجرته وبهدلته هو وابنائه وزوجته إلي ساحات المحاكم قياسا مما فعلوه مَنْ سبقوه من أخطاء جسيمة ؟؟ لكن ما يعجبني هو صمود هذا الرئيس العسكري الفريق حسني مبارك سابقا هو وابنائه ... والذي وقف في احدي خطاباته بعد ما يُقال عليها ثورة 25 يناير ينصحنا ان نتركه لمدة نهاية رئاسته لكي يخلصنا من الإخوان لأنه كان يعرف تماما انها مؤامرة مبرمجة ..... وهاج الإخوان وانتم تعلمون ما جري بعد ذلك !!!!

 بغض النظر عن الرؤساء كلهم من محمد نجيب و عبد الناصر والسادات و حسني مبارك لهم أخطاء سياسية وعسكرية واقتصادية .. لكن لا اشك ابدا في نزاهتهم لمصر ... وطوبي لنا أن هذا الشعب الواعي قد فهم العوبة الإخوان فثاروا عليهم في ثورة حقيقية لا جدال عليها في يوم 30 يونيو  مستعينين أيضا بالجبش والذي كان نصيبنا هذا الشاب الأسمر  المشير عبد الفتاح السيسي لكي يقودنا في المرحلة القادمة إلي مصــــر الفرعونية الجديدة . ويعيد بمجهود شعبها الروح للغالية أم الدنيــــــــــــــا مصــــــــــــر ....!!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter