بقلم - مايكل دانيال
نورا .. لمن لا يعرفها ، فتاه شابه في عمر الزهور لم تكمل عامها السابع و العشرون  بعد ، متزوجة من شاب في الثلاثون من عمره و لها طفلة وحيدة تدعي "ايريني" لا تجاوز السبع سنوات !
لم اعرفها شخصياً و لكن عرفتها من حديث الكثيرين عنها ، كانت ملاكاً محبوباً وسط الجميع .

لم تكن نورا تعاني من اي مرض عضوي بأستثناء ورم ليفي بسيط علي الرحم و هو أمر تم أكتشافه مؤخراً بعد شعورها ببعض الالام البسيطة و هو الامر الذي جعلها تتجه الي عمل بعض الكشوفات و التحاليل لتطمئن علي صحتها ، تلك التحاليل التي اوضحت انها لا تعاني سوي من هذا الورم و الذي لا يتطلب أكثر من أجراء عملية بسيطة لازالته ، و بحسب تقدير الطبيب المعالج فان مثل هذه العملية لا تستغرق وقتاً طويلاً  !
و كان ان وافقت و زوجها الطبيب الصيدلي علي اجراء تلك العمليه في المستشفي الامريكي بمساكن شيراتون .

كان الجميع ينتظر بقلق بالغ خارج غرفة العمليات حيث تأخر الوقت بها أكثر كثيراً من المتوقع ، و حينما فًتح باب الغرفة كان الطبيب المعالج يطلب من زوجها توقيع اقرار بالموافقة علي استئصال الرحم !!

المفاجأة ان نورا و التي دخلت الي المستشفي تسير بشكل طبيعي علي قدميها و هي تحمل علي وجهها ابتسامة ساحرة كعادتها اصيبت بمضاعفات خطيرة اثناء العملية -  بحسب ما رواه لي احد الاصدقاء و الذي كان موجوداً معها في المستشفي ، تلك المضاعفات التي  تطلبت بناء علي طلب و بتصريح رسمي من المستشفي الامريكي بشيراتون ،  نقلها فوراً الي مستشفي عين شمس التخصصي ، لتنتهي حياتها في غضون ساعات قلائل من وصولها الي المستشفي  !!!!!

و بحسب ما علمت من اصدقاء لي يعملون في المجال الطبي ، فأن عمليه استئصال الورم الليفي لا تؤدي الي الوفاه الا فيما ندر ، لانها في سهولة عملية استئصال الزائدة الدودية ،  خصوصاً و ان كل التحاليل الصادرة من "معمل البرج" تشير الي ان الحاله الصحية لها كانت  جيدة تماما قبل ولوج غرفة العمليات و انها لا تعاني من اي مشاكل في القلب او الدم ... الخ ، و هذا يقودنا الي ان الوفاه ربما تكون قد حدثت نتيجة خطأ ما قد حدث في اثناء اجراء تلك العملية ، و الي الان لا أحد يعرف حقيقة ما حدث في داخل غرفة العمليات  !!

نقطة و من أول السطر :
من المسئول عن أجراء عمليه جراحية في مستشفي غير مؤهل لأي طاريء قد يحدث او اي مضاعفات تٌستجد اثناء اجراءها !!

و هل ما حدث هنا هو خطأ بشري من الطبيب المعالج ام هو أهمال من المستشفي بسبب أجراء عملية جراحية دون تجهيزات كافية !!
أين حق نورا و التي انتهت حياتها دون ذنب !

و ما ذنب طفلتها و زوجها في ان يفقدوا من من كانت لهم أكسير الحياه !

و ما ذنب اختها و التي تنزف دماً و لسانها لا يتوقف عن ترديد جمله هي ".. انها ماتت بموت شقيقتها" خصوصاً انها من كانت تصحبها حتي اللحظات الاخيرة قبل أجراء العملية و كانا يضحكان كعادتهما و لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن ، فأنقلب الضحك الي صراخ و عويل حزناً علي فقيدتهم !

و ألاهم هو ما ذنب والديها بعد ضياع أبنتهم أمام اعينهم و في غضون ساعات قليلة فقط كانت قبلها تغض بالحياه !

و في النهاية .. من المسئول عن استعادة حق هذه العائلة التي حٌرمت من زهرة كانت تفوح عبيراً لكل من هم حولها !!
اعتقد اننا بحاجة الي ان نفكر كثيراً قبل ان نُجيب علي كل هذه التساؤلات !