الأقباط متحدون - خطر بناء الكنائس
أخر تحديث ٠١:١٥ | الجمعة ٨ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٢ | العدد ٣٢٨٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"خطر بناء الكنائس"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نعيم يوسف
"حاول بعض الأقباط بناء كنيسة لهم، مما استفز مشاعر المسلمين"، جملة لا تعتبر تقريرا لواقع قدر ما تحسب تبريرا لأعمال إرهابية، ضد الأقباط وكنائسهم، دون الكشف عن سبب استفزاز الأخوة المسلمين من بناء الكنائس، ولكنها تبريرا إعلاميا مقنعا لما سوف يتم بعد ذلك..

"فتجمهر المئات من المسلمين.." هذا هو ما يعطيه الإعلام مبررا بـ"استفزاز المشاعر"، وبالفعل تجمهر المئات وفي بعض الأحيان الآلاف من المسلمين ليمنعوا الجريمة النكراء التي تتم وهي "بناء كنيسة"، فكيف يرضى الشرفاء على أنفسهم ترك هذه الجريمة تنموا؟!؟! كيف يتركون بناءا يكتمل ثم يأتي بعض المواطنين فيه لكي يدعوا الله "كيرياليسون" –أي أرحمنا يا الله وهي أشهر صلاة لدى المسيحيون الأقباط- كيف يحدث ذلك في بلد "متدين بطبعه"!!

والسؤال هنا: هل تحرك هؤلاء "الشرفاء" ضد باقي الظواهر السلبية –على اعتبار أن بناء كنيسة أصبح ظاهرة سلبية- في المجتمع؟؟ ماذا يفعلون عندما يرون التحرش والاغتصاب أمام أعينهم؟؟ ألا يحسبون أنفسهم أمواتا ولا يرون؟؟؟ ماذا يفعلون في ظاهرة البلطجة وشرب المخدرات في الشوارع العامة؟؟؟ ماذا يفعلون في الفساد المتراكم على عظام أجهزة الدولة التي أصبحت هشة لا تقوى على الصمود أمام الرشاوي؟؟؟ ألا يقدمون الرشاوي بأيديهم "الشريفة" التي تمنع بناء الكنائس؟؟؟

"فقام الأمن بالتحفظ على مبنى الكنيسة"... نعم.. نعم.. نعم.. فالأمن قام بالتحفظ على "جسم الجريمة"!!! ... فالأمن لدينا "يقظ يتحفظ على أي جسم أو دليل على أي جريمة"، فالأمن -ولله الأمر من قبل ومن بعد- أستطاع التحفظ على أدلة جريمة "بناء كنيسة"، في "نفس المحافظة" التي لم يستطع "نفس الأمن" التحفظ على أدلة "حرق عشرات الكنائس"...

"وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية في المحافظة وألقت القبض على المتورطين في بناء كنيسة"... نعم.. نعم.. نعم.. ألقوا القبض على من يقومون ببناء مكان يدعون الله فيه، بنما "نفس الأمن" في "نفس المحافظة" ترك "عشرات الكنائس" "لتحترق" "عدة أيام" ولم يحرك ساكنا، بينما عند "البناء" يتحرك الأمن "على الفور"... للأسف هذا هو المنظور الذي يتبنى به الإعلام قضية بناء الكنائس في مصر، ليعطي مبررا لمن يخرج علينا ويتحجج بأن "بناء الكنائس خطر على الأمن القومي"... وللأسف الجمل التي وردت في المقال لم تكن خيالية ولكنها حدثت بالفعل الأسبوع الماضي في "عزبة يعقوب" بمحافظة المنيا.. التي لم تتغير فيها أي قيادة أمنية في حركة التنقلات الأخيرة... ولكي الله يا مصر!!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter