الكاتب
جديد الموقع
الأكثر قراءة
- المتحدث الإعلامي لتنسيقية الأحزاب والقوي الثورية بسوهاج: الأحزاب الدينية لا تعمل لصالح مصر
- حساني عثمان:المصري يثق بالرئيس السيسي لأبعد الحدود
- نقيب محامي المنيا: أشك في قدرة النظام الحالي علي تحقيق أهداف الثورة
- "هويتنا المصرية": قصة عروسة النيل خرافة لم يفعلها المصريون
- بالصور.. بعد عام من حرق الإخوان لمدرسة "الآباء الفرنسيسكان" بالسويس
حكايتي مع الجبس
بقلم: ماجد سمير
أصعب شيء في إصابتي بشرخ في عظمة الشظية وتمزق في أربطة مفصل القدم وكذا التواء في نفس المفصل، هو إصرار الجميع على أني أصبحت عجوزاً وخطأ كبير ارتكبته عندما قررت أن أقفز من الميكروباص إلى الرصيف لأنني لم أعد شاباًّ، وكان المفترض أن أنزل من الميكروباص ببطء.
زوجتي قالت لشقيقتي هو فاكر نفسه لسه شاب، أصدقائي أجمعوا على ذلك أيضاً واحدة قالت لي معلقة على صورة بالجبس على الفيس بوك:"يخرب عقلك إحنا عجرنا يا ابني دي حركات ثانوي والجامعة".. وآخر قالي "الكلام دا كان زمان".. وهكذا الكل يصر على قصة العجز حتى ابني الصغير قال لي:"إنت كبير يا بابا لما تحب تنط قول لي.. وأنا أنط بدالك".
قصة أني أصبحت عجوزاً وكهلا ظهرت منذ فترة ليست بقليلة، في حديث بعض الناس الذين لا أعرفهم ولا يوجد بيني وبينهم أي صلة، دائماً يقولون لي عند بدء الكلام "يا حاج" ويبدو أن عمر الإنسان يمر بفترات متتالية وأنا الآن في فترة "الحاج"، وإن كنت لا أعرف أسماء الفترات الزمنية القادمة.
الطريف أن الطبيب أثناء إجرائه لعملية تجبيس قدمي كانت ملامح السعادة واضحة جداًّ على وجهه، وعندما أخبرنا بأن قدمي ستظل بين ثلاثة أو أربعة أسابيع في الجبس دون ملامستها للأرض مع راحة تامة، أكدت له زوجتي أن مدة العلاج الطويلة عقابٌ شخصيُّ لها، فرد عليها بما معناه أنها محقة لأني – حسب وجهة نظره – "خنقة".
وزادت ابتسامة الطبيب وهو يخبرني بتشخيص الإصابة وكان يبدو شامتاً فيَّ، رغم أنها المرة الأولى التي أراه فيها وزادت سعادته وهو يحدد مكان الإصابة في عظمة " الشظية"، ساديته الواضحة ذكرتني بسعادة صيدلي قريب من منزلي عندما ذهبت لأخذ حقنة مسكنة للآلام، فأكد لي أني آخر فرد في المنطقة لم يقع تحت يده وأنه فخور جداًّ؛ لأنه الآن فقط حقن كل سكان الشارع، وضحك ضحكت شريرة متقطعة.
وبعد نشري لصوري بالجبس وإصراري على ذكر عظمة "الشظية" سأل عدد من الأصدقاء عن مكان ومعنى "الشظية" فأخبرت الرجال منهم فقط في رسالة إنبوكس أنها بالعامية "بز الرِجل"، لأنه من غير اللائق كتابة كلمة "بز" في العلن حتى لو كانت في "الرِجل" كما أنه نوع من الحرص على مشاعر إخواننا في "داعش"، فحسب الأخبار الواردة من العراق أصر "الداعشيون" على تغطية ضرع البقرة لأنها تثير الشهوات، فما بالك بـ"بز الرجل".. ومن يدري ربما يصر هؤلاء على ارتداء الرجال والنساء على حد سواء حمالة صدر لتغطية "بز الِرجل".
وفي أول يوم في بالجبس بدأت قراءة الصحف فور استيقاظي، وجدت الأخبار أكثر غرابة وسادية من ضحكات الطبيب والصيدلي، أول خبر عن تشكيل مدير أمن الإسكندرية فرقة لمطاردة والقبض على الملحدين، كأن الرجل أنهى كل أنواع الجرائم في الثغر، وأصبح جاهزاً لتولي مسئولية دخول الناس الجنة.
عدلت من وضعي وقلت لنفسي ربما يكون الجبس جاثماً على عيني فلم أفهم ما قرأته، وقلبت الصفحة، فوجدت أن الأزهر وافق على مشروع بناء الكنائس فرحت بشدة على الموقف الرائع، وصدمت من بقية عنوان الخبر الطويل لأن الموافقة مشروطة بموافقة الأمن الوطني، على عدم إثارة وجود الكنيسة لحفيظة جيرانها المسلمين.
ألقيت الجريدة جانباً، وصرخت في زوجتي متسائلاً:"فاضل كام يوم على فك
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :