الأقباط متحدون - الفكر الإرهابى البدوى .... أخطر من السلاح النووى
أخر تحديث ٠٠:٣٥ | الاربعاء ٦ اغسطس ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٢٨٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الفكر الإرهابى البدوى .... أخطر من السلاح النووى

بقلم: سمير حبشـــــــــــــــــى
ومع الأيام أصبح  يتكرر الألم ، ولا تجف دموع الثكلى والأرامل ، ونظرات حزينة لطفل خائف  يركع بجانب والده الذى قطع السيف رقبته ، أو رصاص الغدر أدى إلى رقدته ، ولا إعتبار لمشاعر   طفل   في   عينيه    رقد       قمر      البراءة      صافيًا ،      أو نرى الإنسان يُقتل غدرا بلا سبب  ، وتحرق بيوت الصلاة بالنيران واللهب ، ويمر الموت كالغبار وكالأفاعى  يسرق أنفاسا حتى الطير ذو الزغب ، نرى من يعيد عقارب الوقت ، ويسربلها كما يعتقد بالموت المقدس ، وتقطر يداه دما ، ويعشق موسيقى القنبلة والمسدس . يا حكام المكان هذا هو الإرهاب ..

 وللإرهاب أكثر من ألف وجه ووجه ، وألف تبرير عن أفعاله العدائية ضد البشرية وحقوق الإنسان ، فمنذ بدء الخليقة حتى هذه الساعة ، لم نر الإرهاب غير الأفكار المتطرفة العطشى إلى القتل والدماء .  ولمعرفة حقيقة أبعاد الإرهاب يجب أن نتتبع كل تكويناته وفكره ومصادره و الوصول إلى أعماقه ، وهذا مهم جدا، لأننا سنكتشف  أن خلايا الإرهاب تعيش بيننا ، حتى وإن لم ينتموا لتنظيم ، فستجد منهم المتعاطفين بالفكر ، والمؤيدين بالقلب ، وربما داعمين بالمال ، والكل يعرف هذا ، فقد كشفت المعلومات  والمصادر الأمنية عن وجود هذه النوعية ، ممن يؤمنون بالفكر الإرهابى ويُعرَفُون باسم الخلايا النائمة .. وقد عانت مصر من هذه النوعية ، وما زالت تعانى من هؤلاء الذين يؤمنون بالتطرف الديني ، الذي أعاق ومازال يعيق التنمية الإجتماعية والإقتصادية في بلادنا.

وفى الحقيقة أن الخطر الفعلي هذه الأيام والذى يهدد العالم ، هو ما تمارسه بعض الدول والأنظمه من طرق اللعب بالنار ، والعمل المباشر وغير المباشر لمساندة الإرهاب حتى ينتشر أو يستمر ، وهذا للأسف نراه بكل وضوح فى العلاقة الآثمة بين أمريكا والإتحاد الأوروبى والإخوان المسلمين ، وما تقوم به قطر من تمويل الإرهاب فى العراق وسوريا وليبيا .. ولأن الدين كما قيل قديما هو أفيون الشعوب ، نرى الإرهاب وقد تأصل فى نفوس البشر ، وخاصة عندما يكون الإرهاب هو العمود الفقرى فى العقيدة ، وقد إختفى الإرهاب تحت أجنحة كثيرة أخطرها وأكثرها فاعلية جناح الجهاد فى سبيل الله ، الذى يعطى للمجاهد الإيمان بأنه يُرضى إلهه فيقتل ويذبح الإنسان وهو يصرخ " الله أكبر ، لا إله إلا الله ، محمد رسول الله  " ويذهب به إلى أسفل وأدنى درجات الإنحطاط فى الإنسانية حتى جهاد النكاح .. ولأن هذا الجهاد ليس وليد اليوم ، بل هو الأرضية الحقيقية التى حملت وجرى فوقها إنتشار الإسلام ، لذا فإرهاب اليوم هو صورة من إرهاب الأمس ، وجهاد اليوم هو أسوة بالسلف الذى حملوا عنهم الرسالة . وكما قلت أن وجوه الإرهاب كثيرة ، فقد ظهر في الأفق أحد أوجهها وليس آخرها " داعش "- دولة الإسلام في العراق والشام ، المسماة اختصارا بـ"داعش" وهي أحد أوجه الإرهاب السلفى ، الذى يسير تماما كما فعل السلف فى الحروب والغزوات ، مساقين بالفكر الديني الدموي الذي يغذي عقول أفرادها.

و كأى تكوين إرهابى نجد من ورائه من يساعده لأخذ كامل هيئته الإرهابية ،  فخلال الحرب السوفيتية ـ الأميركية في أفغانستان ظهر بن لادن وتنظيم القاعدة ، وكانت أمريكا وراء ظهوره ، وفى مصر ظهر الإخوان المسلمون بمساعدة وإحتضان الإنجليز لهم ، لذا  تُعدّ "داعش" ذات قيمة ، فالكل يريد أن يستعملها لصالحه ، وهذا ما يجعل موضوع الجهاد الذى تروج له هذه الجماعة ، ليس سوى وسيلة لجذب المزيد من الشباب المتطرفين ، من بقاع العالم الإسلامي للإلتحاق بها ، ولكى يجعلوا الفكرة أكثر تأثيرا ، وُجدت الفتوى بأن من لا يسير فى فلكهم فهو كافر ، وموضوع التكفير ليس بجديد ، بل أستخدم كثيرا لاستمرار الهيمنة والخضوع تحت لوائهم  ، وقد كان هذا الإسلوب هو المتبع عند تكوين جماعة الإخوان المسلمين ، الذين كفروا الحاكم والحكومات والأنظمه حتى الدول ، وعلى هذا المنوال ظهرت كثير من الجماعات ، كالتكفير والهجرة ، وجماعة الجهاد والسلفيين وغيرهم  ، من الجماعات التي  بنت معتقداتها  على مبادئ جاهلية المجتمعات والتكفير والحسبة ، وقد عايشنا هذه البلوى فى مصر ، مع الدكتور حامد نصر أبو زيد و الدكتورة نوال السعداوى ، وغالبا ما يبدأ هذا الإسلوب بالتكفير ثم التفجير والتدمير .. أمر آخر مخيف وهو إذا قمت بعملية إحصائية ستجد أن معظم من يلتحقون بهذه الجماعات الإرهابية ، هم من شباب البلاد الإسلامية والعربية فى الشرق الأوسط ، وهذا يدل دلالة واضحة على أن الفكر الإرهابى هذا يسكن ديارنا  ، ويختبئ تحت جلد شباب هذه الدول ، وأن هناك محرضين ومرشدين له  يقنعون الشباب بالذهاب إلى الموت بأرجلهم فى سبيل الجهاد ..

إن الفكر الإرهابى أخطر بكثير من السلاح النووى ، لأن السلاح النووى ممكن السيطرة عليه وتحجيمه عن طريق المعاهدات الدولية بين الأمم ، والإتفاقيات التى تباشرها الهيئات العالمية بتحديد معايير معترف بها لإمتلاك هذه الأسلحة ، أما الفكر الإرهابى فهو كالسرطان ينتشر فى كل خلايا المجتمعات ، وخاصة إذا كان موجودا بين أوراق كتب يؤمن بها البعض ويسمونها مقدسة ، فمن الصعب إجتثاثه من العقول بغير الموت ، فإذا كانت هذه الشعوب تريد إنهاء الإرهاب فيجب أن ينهوه من أنفسهم أولا ، ومن كتبهم ثانيا ، وهذا الأمر بمستحيل ، ولا يستطيع أحد فعله غير الله ، القادر على نقل هذه الشعوب من الظلام إلى النور .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter