الأقباط متحدون - إنها السياسة
أخر تحديث ٠١:٢٧ | الاثنين ٤ اغسطس ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣٢٨٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إنها السياسة

صورة تعبرية
صورة تعبرية
بقلم : مينا ملاك عازر
إن أردت صديقي القارئ، ألا تشغل نفسك بتعريف ماهية السياسة؟ وأن تفهم دروبها وسبلها وطرقها فعليك أن تتأمل الأحداث الجارية بشكل مختلف عما تقرأ به الأخبار اليومية لعلك تتأذى مما يجري من داعش في مسيحيو الموصل، وإن كنت من أصحاب القلوب الرحيمة قد تتألم لما يجري في غزة وتحنق كل الحنق من ما يجري في الوطن العربي من صراعات، يقول البعض أنها اشتعلت بتخطيط غربي تآمري وآخرون يقولون أن المنطقة خصبة بسبب الجهل والفقر.
 
لكن السياسة تراها بتجلي عالي حينما ترى إيران تدعم بشار الأسد لأنه شيعي على نفس مذهبها، هذا هو الدافع المعلن ويشترك معهم حزب الله الشيعي، هو الآخر ضد مقاتلين سنة يدعون هم أنهم باحثين عن الحرية من خلال ثورتهم الخالدة ولكن إيران التي تؤيد بشار الذي طرد رجال حماس من بلاده

بعد دعمهم للثوار ضده تدعم حماس في حربها على إسرائيل، وأرجوك ألا تقل لي أن ذلك بسبب الصراع الذي بين إيران وإسرائيل، وأن إيران مجاهدة فإيران ذاتها تتحالف مع أمريكا لمقاومة داعش السنية، وأمريكا ذاتها تدعم إسرائيل، إذن كلاً يبحث على مصالحه أينما كانت وأينما ستكون، ولن يهمهم أبداً مذاهبهم الدينية رغم أن شرعيتهم وأسباب وجودهم في السلطة للأسف مرتكزة على اتجارهم بتلك المذاهب، وادعاءهم أنهم حماة تلك الأديان.
 
ملك السعودية مع كامل احترامي له، يرى أن ما يحدث من صمت حيال ما يحدث بغزة عاراً وله حق فغزة منذ أن تولتها حماس أصبحت تربة خصبة لتجارب إسرائيل لأسلحتها الجديدة وليس لإسرائيل فحسب، بل إيران أيضاً ومن وراءهما أمريكا، ولكن ما يقصده ملك السعودية في الحقيقة أنه يشعر بعار على المجتمع الدولي إزاء صمته على ما يحدث لمدنيو غزة ولكنه للأسف وهذه هي السياسة لا يشعر بعار على المجتمع الدولي عامةً والغربي

خاصةً إزاء صمته المضجع لما يحدث في مسيحيو الموصل المدنيون السكان الأصليون المسالمين المطرودين من ديارهم لكن ملك السعودية الداعم بشكل أو بآخر لداعش السنية ضد العراق الشيعية المدعومة من إيران الكارهة للسعودية، لا يهتم مطلقاً بهذا للأسف، إنها السياسة التي تجعل ملك السعودية يحب داعش في العراق ويكره أشباهها في مصر مثلاً.
 
هي أيضاً السياسة التي تدفع أمريكا لقطع إمدادها لمصر بالسلاح لأنها تقاوم متظاهرين على حد رؤيتها وتمد إسرائيل بالسلاح في حربها على غزة لأنها تقاوم إرهابيين على حد رؤيتها، مع أنك لو كنت تريد أن ترى أن حماس بنت الإخوان إرهابية، تستطيع أن ترى أمها في الفكر والميلاد الجسدي أيضاً إرهابية لكن السياسة تعميك عن أن ترى أمور كثيرة لأنها للأسف السياسة.
 
المختصر المفيد السياسة هي فن السفالة الأنيقة.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter