CET 00:00:00 - 13/04/2010

مساحة رأي

بقلم : راحيل
حدث هذا في احدى الكنائس الاوربيه ، وبالتحديد في احد ايام اسبوع الالام ،كانت الكنيسة القبطية تزدحم بالمؤمنات والمؤمنين . الترانيم والتسابيح تملأ ارجاء الكنيسة ، الخشوع والدموع تتلألأ في وجوه يشع فيها سلام السيد المسيح له المجد والقوه الى ابد الابدين امين .
وكان الشحوب الذي خلفه الصوم والسهر والصلوات باديا بوضوح على وجوه الاباء ، ولكن الصلوات الحاره كانت تتدفق من قلوب الجميع بنفس واحد ، والترانيم العذبه تعطر جو المكان فتزيده هيبة ووقارا .
بلغات ثلاث تتكرر قراءة مقاطع من الكتاب المقدس ، هي العربية والقبطية والانكليزيه ، تعقبها تسابيح وتهاليل تتحد مع البخور لتلتحم بارواح المصلين .
وفيما كانت انظار الجميع تتوحد عند المذبح المقدس ، وبينما كان الجمع يهم بالجلوس، خارت قوى احد الاباء ، فهوى الى الارض وتسابيحه لاتزال تتردد على لسانه .

ما حدث كان شيئا طبيعيا ، فحياة النسك والصوم الشديد التي يعيشها الاباء والقديسين ، لا بد وان يصحبها الضعف الجسدي والدوار والشحوب والغيبوبه ، وماالى ذلك من التداعيات الصحيه ، ولكن الذي اعقب ذلك شئ لا يوصف ، اذ هرول اثنان من الاطباء الى الاب لاسعافه ، وامتدت ايادي السيدات اليه ، يد تحمل اليه اقراص النعناع واخرى قطع الشكولات ، وثالثه الماء ورابعه عصير البرتقال ، كرسي وثير بدل من الكرسي الخشبي الذي كان الاب يجلس عليه ، هذه تتوسل اليه قائلة : متكسف الارمله يابونا ، واخرى تقول الف سلامه وتتوسل اي يرتشف رشفة ولو صغيرة من العصير ، اخرى تركض لاحضار الشاي . والرجل مطرق بحياء الى الارض ، لا يكاد يرفع عينيه الى العيون المذعورة خوفا على صحته ، ويهون عليهم الامر ، ثم وياللعجب ! استمر الاب في صلواته رغم الضعف البدني البادي عليه بوضوح ،لم اتمالك نفسي وانا اشاهد هذه اللهفة الحقيقية فانخرطت في بكاء عنيف ، وقلت في سري هذه هي ثمار السيد المسيح الحقيقيه ، ثمار قطوفها المحبة والمغفرة والوفاء والاتضاع ، لقد رايت اسرة واحدة متماسكة ، انهم بحق الاقباط متحدون

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق