خالد منتصر
«إيبولا» صارت أخطر كلمة فى العالم، تنعقد لها قمة أفريقية أمريكية لم تنعقد لأشرس حروب هذه القارة السمراء المنكوبة، الكرة الأرضية تستيقظ على أشرس فيروس فى التاريخ إذ يفترس ويقتل تسعة من كل عشرة يلقيهم حظهم العاثر فى طريقه، حتى الأطباء الذين اكتسبوا خبرة فى تشخيص الإيبولا ووضع خطط الوقاية ينتقم منهم الإيبولا ويقتلهم، نزف حتى الموت وتآكل حتى مصمصة العظام ولا علاج حتى الآن
سبب تأخر العلاج مقارنة بالإيدز أن الأخير مرض أمريكى أفريقى، أما الأول فما زال أفريقياً حتى هذه اللحظة، ولذلك تلكأت الأبحاث؛ فالأولى عند العم سام والأهم فيروساته وللأسف هذه ضريبة التخلف والفقر وفوبيا العلم التى تعيشها القارة السمراء، والسبب الثانى هو كم الخرافات والشعوذة والدجل التى تجعل قبائل غرب أفريقيا تحارب منظمات الإغاثة الطبية وقوافل «أطباء بلا حدود» بكافة الوسائل بداية من الساطور والسكين وقطع الطرق بجذوع الأشجار حتى القنبلة والمدفع
ممنوع المساس بالجثث وعزل الفيروس، ممنوع الاقتراب من المريض لأن الإيبولا عندهم هى عقاب ربانى لخطايا القبيلة!، وكما فعلت جماعات باكستان المتطرفة مع قوافل تطعيمات شلل الأطفال التى منعتهم من تطعيم أطفالهم، كررت قبائل غرب أفريقيا نفس المأساة، إيبولا الذى اكتسب اسمه من نهر زائير وقتل 1300 فى ليبيريا وغينيا وسيراليون، يقف أمامه العالم حائراً، ويوماً بعد يوم تتضخم الأسئلة ككرة الثلج وتنخرس الألسنة عاجزة عن إيجاد الحل
سنحاول أن نجيب عن بعض الأسئلة التى تكررت فى الآونة الأخيرة حول مرض إيبولا. ما درجة خطورة إيبولا؟ فيروس إيبولا زائير يقتل تسعة من كل عشرة يصيبهم خاصة فى ظل الوضع السيئ لمستشفيات البلاد المصابة. ما أعراض المرض؟ الأعراض فى البداية مثل الإنفلونزا، تكسير عظام وارتفاع فى درجة الحرارة وصداع والتهاب حلق، تتفاقم الحالة بسرعة إلى قىء وإسهال ثم نزيف داخلى وخارجى يساعد على انتشار الفيروس بصورة دراماتيكية مرعبة، وبعدها فشل سريع فى وظائف الكلى والكبد
كل هذا يستغرق من أسبوع إلى أسبوعين من بداية ظهور الأعراض، البعض من الممكن أن يحمل الفيروس ثلاثة أسابيع بدون ظهور أعراض ويتحرك عادى جداً وهذا مكمن خطورة رهيب. كيف ينتشر الفيروس؟ فيروس إيبولا أقل من الإنفلونزا والحصبة فى درجة انتشار العدوى فلابد من الالتصاق الحميم والتعامل المباشر مع جلود أو سوائل حيوانات فى البداية مثل الخفاش والقرد وبعدها ينتقل من إنسان إلى إنسان. هل هناك تطعيم ضد الإيبولا؟ لا توجد تطعيمات حتى الآن وكل العلاجات مجرد علاجات داعمة لا شافية مثل محاليل الوريد وجهاز تنفس صناعى وتحكم فى الضغط ونقل دم..
إلخ. لماذا يتحمل البعض هذا الفيروس اللعين؟ لا يستطيع العلماء حتى الآن تفسير ذلك، البعض يقول الاستعداد الوراثى والبعض الآخر يفسره بسن المريض وحالته الصحية.