الأمن : الحوادث جنائية .. وأسر الضحايا : " إحنا مستهدفين "

سوهاج – حسن عبدالقادر
استمرارا ً لمشاهد العنف المتكرره , والإنفلات الأمني الذي تشهده محافظة سوهاج , قام مجهولون باختطاف مزارع قبطي , يُدعي " بلبل جميل زكي " 26 عاما ً , من داخل مزرعته ناحية قرية مشطا دائرة مركز شرطة طما شمال سوهاج , ولاذ الجناة بالفرار .

يأتي هذا بعد 48 ساعه من تلقي مركز شرطة طما , بلاغا ًمماثلاً باختطاف نجل مدير مدرسة سابق "يٌدعي مينا لطيف " مقيم بقرية عزبة الصباغ دائرة المركز , ليرتفع بذلك عدد حالات الاختطاف التي شهدها مركز طما فقط إلي 32 حالة خلال عام و55 حالة ختطاف علي مستوي المحافظة , معظمها حالات اختطاف لأقباط بنسبة تصل إلي 65 % من جملة الحالات طبقا ً للمحاضر والبلاغات الرسمية .

على صعيدٍ متصل، قال مصدر بالكنيسة الإنجيلية بمدينة طما التابعه شمال المحافظة ، إن الأغنياء من مسيحيي طما يتلقون تهديدات بالخطف وطلب دفع فديه ماليه شبه موحده في الغالب .

وأضاف المصدر , الذى فضل عدم ذكر اسمه , أنه تم اختطاف 32 مسيحياً فى المركز منهم حالتين فى قرية “مشطا”التابعه لمركز طما، لافتا إلى أن آخر حالة لشاب يبلغ من العمر 33 عاما متزوج ولديه طفل، وتم طلب فديه من أهله قدرها 2 مليون، والحالة الثانية فى 2 مايو الماضى والتى تم الإفراج عنها بعد دفع فدية قدرها 250 ألف جنيه، إلى جانب التهديدات التى يتلاقها الأغنياء من المسيحيين بالخطف

ناشد رئيس الجمهورية بالتدخل لإنهاء أزمة الأقباط، متهما الجهات الأمنية بالتواطؤ والتخاذل.

ومن جهته، قال جميل زكى، والد الشاب المختطف "مدحت" إن القضية ترجع للعام الماضى عندما استولى عدد من البلطجية المعروفين بالقرية على قطعة أرض مساحتها فدان ونصف على النيل، فى مايو 2013، مضيفاً  " حررنا محضرا حتى تمكيننا من الأرض، إلا أنه تم الاستيلاء عليها ثانية، وبعدها تم اختطاف ابنى أمس وطلب فدية مقدراها 2 مليون جنيه"

أشار والد الشاب المختطف “مدحت”، إلى أنه توجه أول أمس إلى مديرية الأمن بسوهاج وطلب تحرير محضر، إلا أن مدير مباحث المديرية طالبه بالانتظار حفاظاً على حياة ابنه.

كما أكد عدد من الأطباء الذين  تم اختطافهم واطلاق صراحهم عقب سداد فدية مالية موحدة أن الإنفلات الأمني وراء تلك الحوادث , والأقباط هم أكثر عرضة للإختطاف خاصة ً في سوهاج .

وتزايدت بشكل كبير حالات الاختطاف بالصعيد وخصوصًا بين الأقباط الذين تحولوا إلى صيد ثمين لعصابات الإجرام والمسجلين خطر طمعا فى الفدية التى يدفعها ذوى المجنى عليهم خوفًا على حياة أبناءهم فى غياب كامل للأمن .

كانت المفاجأة، ما كشفه خبراء الأمن من تورط عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وخلاياها النائمة بالصعيد بارتكاب مثل هذه الجرائم والحصول على الفدية لتوفير الأموال التى يستخدموها فى تمويل المظاهرات، وشراء الأسلحة والمواد المستخدمة فى تصنيع المتفجرات

بأتي هذا في الوقت الذي سادت حالة من الغضب بين أبناء الصعيد مسلمين وأقباط بسبب تكرار هذه الحوادث خلال الفترة الأخيرة وسط تراخى الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية فى التصدى لهذه الظاهرة والعمل على حلها كما ساد الغضب بين منظمات حقوق الإنسان والمنظمات التى تهتم بشأن أبناء الصعيد من المسلمين والأقباط وتعددت علامات الاستفهام وسط تراخى الأجهزة الأمني.

من جهته أكد مصدر مني بمديرية أمن سوهاج ، حالات الاختطاف التي يتعرض لها الأقباط , هي جرائم جنائية مثلها مثل أي جريمة قد تحدث , ولا علقة لها بفتنة طائفية أو غير ذلك , مشيرا ً إلي أن جهود رجال الأمن مستمرة لضبط الجناة وعودة الأمن للمواطن والحفاظ علي سلامته .

فيما عبر آهالي الضحايا عن استيائهم الشديد لما يتعرضون له من عنف ٍ وتعدي من قبل البلطجية ، والمسجلين خطر , مشيرين إلي أنهم مستهدفين بالفعل , وأصبحوا عرضة للخطر , في ظل التقاعس الأمني الشديد .