بقلم : د. صفوت روبيل بسطا
وسط كل الأحداث الدائرة علي المستوي المحلي والدولي سواء ما يحدث في غزة وفلسطين والقصف الأسرائيلي المستمر بدون رحمة !! ومشاهد الدم والقتل للمدنيين وللنساء وخاصة للأطفال التي تُدمي القلب وتُبكي الحجر!! ، وبين ما يحدث في سوريا وليبيا من الأرهاب الأسود!! ، وما يحدث في العراق وتحديداً في مدينة الموصل من إرتكاب أبشع الجرائم الأنسانية علي مدار التاريخ من تهجير وقتل وإجبار علي إعتناق الأسلام!!؟ وسرقة وطمث هوية وحضارة المسيحيين (أصل البلد) من دولة العراق الأسلامية (داعش).. ومن بدء تهديد أنصار بيت المقدس وأنصار داعش في مصر من أعمال إرهابية قادمة !! وإنذارهم وإعطاء مهلة شهر لأصحاب البارات وغيره ، وإنذار نساء مصر من التبرج والسفور ، ولا يخفي علينا ما قد تتعرض له المسيحيات من إرهاب ومخاطركبيرة جراء كل هذه الأحداث المتوقعة من الأرهابيين !!؟؟
وسط كل هذه الأحداث التي شغلت المصريين كافة كما كل العالم الخارجي ، خرجت علينا جريدة ( اليوم السابع ) بصورة بيان (قد يكون قديم ) من إيبارشية دمياط وكفر الشيخ ، البيان منسوب لنيافة الحبر والمطران الجليل / الأنبا بيشوي
البيان أو الأدق التنبيه يقول ... بناءاً علي توجيهات نيافة الأنبا بيشوي (علي مًن يتقدمن للتناول من الأنسات فوق 11 سنة والسيدات عدم إرتداء البنطلون والبلوزات وأن يرتدين ملابس تتسم بالحشمة والوقار،مع عدم وضع المكياج .. وعلي إبن الطاعة تحل البركة .....الأمضاء الكنيسة
وإذا بصفحات الفيس بوك تشتعل ونري العجب العجاب من الهجوم والكتابات والتعليقات وخاصة من (النشتاء الحكوكيين)!! والذين يًدعون الأصلاح وأيضاً من الذين يًدعون (الأرثوذوكسية)!! بالأضافة إلي أتباع الطوائف الأخري الذين وجدوها مادة دسمة للهجوم علي أباء كنيستنا وعلي كنيستنا القبطية الأرثوذوكسية ، وإتهامها كمثال بالسلفية المسيحية!! أو التخلف والرجعية!! أو عبادة الأشخاص !!...والكثير ، وللأسف وجدوا أذاناً صاغية من ضُعاف النفوس الذين صًدقوا الذين يظهرون لهم كحملان وهم من داخل ذئاب خاطفة !!؟؟
أولاً:: هذا التنبيه لم يكتبه ولم يصيغه نيافة الأنبا بيشوي، ولكن واضح أنه كتبه أحد الأباء الكهنة أو أحد الخُدام بالكنيسة
ثانياً:: هذا شأن كنسي داخلي صرف ، ولا أقصد فقط أنه شأن مسيحي ولكن أقصد أيضاً أنه شأن يخص الإيبارشية المسئول عنها نيافة الأنبا بيشوي ..ونعلم جميعنا أن كل كنيسة داخل أي إيبارشية تشبه البيت أو المنزل الأسري لها خباياها ولها أسرارها ، وقد تكون حدثت مواقف داخل الكنيسة جعلت الأنبا بيشوي يصدر توجيهاته لهذا التنبيه
ثالثاً:: الذي نشرته الصحف والمواقع والفيس وتويتر هو هذا التنبيه فقط ، ولكن لا أحد يعرف ما الأسباب والملابسات التي جعلت نيافة الأنبا بيشوي يُصدر توجيهاته للخدام لإصدار هذا التنبيه علي البنات والسيدات
رابعاً:: هذا التنبيه ليس بجديد علي كنائسنا أو بيوتنا لأن دستورنا (الكتاب المقدس) يعلمنا في مواضع كثيرة جداً أهمية حشمة المرأة المسيحية في أي مكان عامة وداخل الكنيسة خاصة ، وبالأخص وقت التناول من الأسرار المقدسة ومنها فقط ..كمثال.. الأية التي وضعها الخُدام في صدر التنبيه التي تقول ..(ولا تكُن زينتكُن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب) 1بط3-3
وحتي هنا في أوروبا وفي كل الكنائس القبطية ببلاد المهجر دائماً ما يحدث مثل هذه التنبيهات للبنات والسيدات وفي كل قداس ، أقول ..هذا يحدث في (أوروبا وفي أمريكا) وبناتنا يعيشون في مجتمعات منفتحة بدون أي مخاوف من أي تهديدات ، مجتمعات لا تُكفر ولا تُجبر ولا تمنع ولا تتدخل في الحرية الشخصية للأنسان ، فما بالنا في مصر !!!؟؟؟؟؟
خامساً:: لو كان أي أب أسقف أخر غير الأنبا بيشوي أصدر توجيهاته في كنيسته المسئول عنها ما كُنا رأينا كًم هذه الكتابات والتصريحات والهجوم خاصة علي صفحات الفيس بوك ونحن نري كل مًن هب أو دب يتباري في إدعاء المعرفة ويجمع أصدقاءه ليفتي ويحلل ويرفض وينفي كما هو حادث الأن!!؟؟ وكأن الأنبا بيشوي أفتي فتوي نادرة وغير صالحة أو قام بنشر بدعة أو هرطقة !!؟؟
ولكن ولأنه (الأنبا بيشوي) ...الحبر والمطران الجليل ،الأستاذ والعلامة الكبير في اللاهوت المقارن وتاريخ الكنيسة والأباء ، الأسد في الدفاع عن كنيستنا القبطية الأرثوذوكسية ضد المخالفين والمهرطقين ، كاشف الفكر الفاسد والذين إنحرفوا عن الأيمان المستقيم ، الرجل الحديدي الذي قاد محاكمات كنسية سابقة تشهد بنزاهته ودقته وطول البال من أجل الحق فقط شهد بها كبار الأباء والأحبار الأجلاء بالمجمع وشهد له أيضاً قداسة البابا شنودة الثالث –مثلث الطوبي ،الرجل القوي ، الذي لا يُجامل ولا يُنافق من أجل قول (كلمة الحق) .. والكثير... ولأن الذي يقول الحق في هذا الزمان أصبح منبوذ ومكروه !! لأن الحق ضاع بين المنافع والمصالح والميول الشخصية .. لأنه زمن أعوج !!؟؟ لكل هذه الأسباب كان الصيد في الماء (حتي النقي) !! وكان الهجوم الغير مبرر علي أحد أباء كنيستنا القبطية الأجلاء ألا وهو نيافة الأنبا بيشوي – أطال الله في حياته
أخيراً :: هذا التنبيه عادي جداً وهام وشأن كنسي وداخلي وخاص ،، بل ومن صميم تعاليم كتابنا المقدس ونسمعه جميعنا في كل كنائسنا وخاصة قبل التناول ،وعلي كل الأنسات والسيدات الألتزام به ليس خوفاً من عقاب أو حرمان من التناول (كما إدعي البعض عن التنبيه أعلاه)!! مع أنه لم يذكر ذلك !! ...
بل نلتزم بهذه التعاليم السامية عن حب وعن إقتناع لأنها من تعالم كتابنا المقدس ومن وصايا إلهنا الصالح الذي له المجد الدائم إلي الأبد أمين
ونحن نستعد في هذه الأيام لصوم السيدة العذراء
أتذكر ما قاله قداسة البابا شنودة في أحد عظاته عن (السيدة العذراء) قال فيها للسيدات والبنات ... تواضًعن وتنازلن وكُن مثل الست العذراء ...
وهنا أقول لكل سيدة وكل أنسة ولكل بنت مسيحية ... حاولي أن تتًمثلي بسيدتنا كلنا وأمنا وفخر جنسنا وفخر كل نساء البشرية (السيدة العذراء مريم) وتواضعن وإقبلن بتعاليم الكتاب المقدس وتنبيهات الأباء الكهنة والأساقفة ، وهي في حقيقتها لتعليمكن وتدريبكن وخوفهم عليكُن بالأكثر مما يحدث خارج الكنيسة ، والتي هي أيضاً من أصل تعاليم السيد المسيح نفسه ، عن كل إقتناع وحب وإحترام لكيانكن وأهاليكن والأهم لجسدكن من عيون الذئاب الضالة في أي مكان
طالبين من رب الكنيسة أن يحمي بناته وأولاده من كل الذئاب الداخلية والخارجية ، ببركة وشفاعة أمنا كلنا سيدة الطهر والعفاف السيدة العذراء القديسة مريم البتول
وبمناسبة قرب صيام العذراء مريم ... كل عام وأنتم بخير
و كذلك ان النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع و تعقل لا بضفائر او ذهب او لالئ او ملابس كثيرة الثمن.. 1تيمو2-9